تناول عدد من الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الموقف الأمريكي من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.

ويرى بعض المعلقين أن أمريكا أصحبت "تتعايش" مع فكرة بقاء الأسد من دون أن تتصالح معه.

كما واصلت الصحف الاهتمام بالخلاف الأخير بين جماعة 'أنصار الله' الحوثية وحزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح بسبب مؤتمر عقده بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب وأعقبها اشتباكات بين أنصار صالح والحوثيين.

"تعايش" أمريكي مع بقاء الأسد

تقول جويس كرم في الحياة اللندنية إن "المعادلة الأميركية في سورية انقلبت عما كانت عليه منذ ست سنوات، وهي تركز على البعد الإقليمي للنزاع وعلى دور إيران وأمن إسرائيل وحصة الأكراد، أما مصير الأسد فلم يعد تفصيلاً ضرورياً للأميركيين، والتعايش معه ممكن كما التعايش مع عمر البشير أو كيم جونغ أون أو نيكولاس مادورو".

وتعلق الكاتبة علي تصريحات للسفير الأمريكي إلي سوريا روبرت فورد بالقول إنه "بالنسبة للإدارة الأميركية، فإن كلفة مغادرة الأسد باتت أكبر من كلفة بقائه".

وترى أن "إدارة ترامب تتحرك من منطلق التعايش مع فكرة بقاء الأسد من دون التصالح معه ووفقاً لخطوط براغماتية وعسكرية تنال تأييد وزارة الدفاع الأميركية".

وفي السياق ذاته، تقول الخليج الإماراتية في افتتاحيتها: "الاندفاعة العسكرية والسياسية الروسية وتراجع الدور الأمريكي والأدوار الدولية والإقليمية الأخرى مكنا النظام السوري من الصمود وترسيخ أقدامه وتوسيع نطاق سيطرته، وبالتالي القدرة على المناورة من خلال وضع إنجازاته العسكرية ورقة رابحة في المفاوضات السياسية المدعومة بموقف روسي صلب في الأمم المتحدة وفي مفاوضات جنيف والأستانة".

ويقول خالد الدخيل في صحيفة الحياة: "لا تستطيع القاهرة إعلان موقف من الوجود الإيراني المكثف في سورية، موافقتها عليه ضد مصالحها، وتتصادم مع الرياض. معارضتها له ستعكر علاقتها مع الأسد ونظامه. يحتاج الأمر إلى حل يبدأ إما بخروج الأسد، أو ببقائه كسبيل لخروجه من دون ذلك ستبقى سورية مهددة بالتقسيم، أو بدخولها النفق الأفغاني".

"تفادي الصدام" بين الحوثيين وصالح

يشدد خيرالله خيرالله في العرب اللندنية علي ضرورة ما حدث من "تفادي المواجهة بين المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي (أنصار الله) في صنعاء". لكنه يشير إلي "سقوط المؤتمر في فخ الحوثيين (أنصار الله) ومن يقف ورائهم".

يقول: "لم يكن مطلوبا من علي عبدالله صالح الدخول في مواجهة مباشرة مع الحوثيين الذين كان وراء صعودهم قبل الدخول في ستّ حروب معهم".

ويتساءل خيرالله عن الجهة التي تدخلت لمنع الصدام بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح، حيث يشير إلي أنه "ليس مستبعدا أن تكون هذه الجهة إيران نفسها أو من كلّفته إيران بالملفّ اليمني".

ويرى عبدالناصر المودع في القدس العربي أنه "من المتوقع أن يستمر تحالف الضرورة بين صالح والحوثي حتى تحدث متغيرات تجعل أحد الأطراف يقدم على خطوات تفكك هذا التحالف الهش، ويحدث الصراع المؤجل".

عبد الباري عطوان يرى أن "التحالف العربي السعودي أُصيب بخيبة أملٍ كُبرى من جرّاء هذه المُصالحة" بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح.

يقول عطوان في مقاله برأي اليوم اللندنية: "رِهانات التّحالف العربي الذي تَقوده السعودية على حُدوث انقسامٍ بين الحَليفين اليمنيين مُنيت بصدمةٍ كبيرةٍ".

ويشير الكاتب إلى نجاح السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله في "تجنيب اليمن وقوع مجزرةٍ دمويّةٍ غير مَسبوقةٍ بين طَرفي التحالف الحوثي الصالحي".

يقول نجاح محمد علي في القدس العربي اللندنية: "تراهن الرياض على ما يروج له على أنه خلاف بين الحوثي وعلي عبد الله صالح، يقابله عدم اتفاق في المواقف بين السعودية وحلفائها".

من جانبه، يتساءل نبيه البرجي في الديار اللبنانية عما "إذا كان من مصلحة الرياض انفجار الصراع بين حزب المؤتمر وأنصار الله، فهل باستطاعة الأمير احتواء تداعيات الحرب الأهلية على المملكة ؟ وهل يقبل، كشقيق مهما بلغت قسوته، ان يتحول اليمن، بكل أحزانه، الى مطحنة للجثث؟"

ويشدد فتحي أبوالنصر في صحيفة المصدر اليمنية الإلكترونية أن هذه هي "الفرصة الأخيرة لطرفي صنعاء والرياض معا، تنطوي على خارطة طريق -واقعية لابد منها -لتقرير مصير وطن وشعب ، يغرقان الآن ، بكل فظاعة وقسوة ، بينما يحتاجان للانتشال الفوري وللإنقاذ فقط، بعيدا عن المزايدات والرهانات على المجهول".

ويؤكد عبد الخالق الفتاح في الوفاق الإيرانية علي ضرورة "وحدة الصف والتعاون ووقف التراشقات التي لا تخدم المرحلة ومن أجل تجاوز الصعوبات".