لندن: أظهر استطلاع لآراء 50 فائزاً بجائزة نوبل في حقول مختلفة عن أكبر الأخطار التي تهدد البشرية بالفناء، أن قضايا البيئة، مثل الانفجار السكاني والتغير المناخي، تأتي على رأس هذه الأخطار. 

وتحتل المركز الثاني مخاطر اندلاع حرب نووية فيما جاءت الأوبئة والأمراض المعدية ومقاومة الجراثيم للعقاقير الطبية بالمركز الثالث من حيث الخطورة. 

جهل القادة

ومن الأخطار الكبيرة الأخرى التي ذكرها المشاركون في الاستطلاع تشويه الحقيقة والأخبار الكاذبة وجهل القادة السياسيين مع ذكر الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالاسم في هذه الفئة من الأخطار. 

وطرح الاستطلاع الذي أجراه ملحق التعليم العالي لصحيفة التايمز وملتقى لينداو مع الفائزين بجائزة نوبل على الشخصيات التي نالت اشهر جائزة دولية، السؤال التالي: ما هو أكبر تهديد للبشرية برأيكم؟ وهل هناك ما يمكن ان يفعله العلم للتخفيف منه؟

وتلقى الاستطلاع اجابات نحو ربع الأحياء الفائزين بجائزة نوبل للكيمياء والفيزياء والفيزيولوجيا والطب والاقتصاد، بالاضافة الى فائزين بجائزة نوبل للسلام وجائزة نوبل للآداب. 

فايسبوك أيضا!

ومن بين الأخطار الأخرى التي تهدد البشرية، كما اوردها المشاركون في الاستطلاع، الاصولية الدينية والارهاب والذكاء الاصطناعي واللامساواة والمخدرات وفايسبوك. 

وقال 34 في المئة من المشاركين إن قضايا البيئة مثل ازدياد عدد السكان والتلوث هي التهديد الأكبر على البشرية. كما اعرب هؤلاء عن مخاوفهم بشأن الصراع على الغذاء والماء في العالم بسبب الانفجار السكاني، ومستوى المعارضة ضد المحاصيل المعدلة وراثياً رغم امكانيتها لزيادة الانتاج الزراعي. 

وتردد التغير المناخي كثيراً على لسان الفائزين بجائزة نوبل الذين شاركوا في الاستطلاع مع التشديد على ضرورة تطوير مصادر الطاقة البديلة وجعلها متاحة وزهيدة الكلفة لتشجيع استخدامها على نطاق واسع. 

أكبر خطر

وفي المركز الثاني بين الأخطار بعد البيئة، قال 23 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ان الحرب النووية أكبر خطر يهدد البشرية. وقد لا يكون هذا مستغرباً على خلفية المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والاتهامات بتدخل روسيا في الانتخابات الاميركية. 

ترمب

وسلط تنديد الفائزين بجائزة نوبل بتجار الحرب، بمن فيهم حكام دكتاتوريون، الضوء على المخاطر التي تشكلها انظمة الحكم الشعبوية والجماعات الارهابية. 

وفي المركز الخامس قال 6 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إن الجهل وتشويه الحقيقة يشكلان أكبر تهديد، وحذر 6 في المئة آخرون من جهل القادة السياسيين بوصفه أحد التهديدات، فيما ذكر اثنان من الفائزين بجائزة نوبل الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالاسم قائلين انه من بين أكبر هذه التهديدات. 

إذ اعلن الدكتور بيتر آغري الفائز بجائزة نوبل للكيمياء عام 2003 ان ترمب "غير مطلع وسيئ الطبع". واضاف "ان ترمب يمكن ان يقوم بدور الشرير في احد افلام "الرجل الوطواط"، فإن كل شيء يفعله شرير أو أناني". 

وقال الدكتور آغري ان ما يدعو الى القلق بصفة خاصة هو ان رئيس الولايات المتحدة "يجاهر بجهله" لكسب تأييد اميركيين سعداء برفض آراء العلماء. 

ولفت العلماء الى ميل حكومات وقادة عسكريين الى تجاهل حقائق ثابتة علمياً بوصفه موقفاً خطيراً مع ايراد موقف ترمب الذي يرى ان التغير المناخي "اكذوبة" كمثال على هذا الاتجاه. 

ورغم التحذيرات التي اطلقها البعض مثل الملياردير ايلون ماسك من خطر الذكاء الاصطناعي فإن اثنين فقط من بين الفائزين الخمسين بجائزة نوبل، اعتبرا ان الذكاء الاصطناعي من أكبر الأخطار التي تهدد البشرية. 

وقال جون جيل محرر ملحق التعليم العالي لصحيفة التايمز "إن هذا الاستطلاع يتيح القاء نظرة فريدة على قضايا تقض مضاجع أكبر العقول العلمية في العالم، وان بعض التهديدات التي يحددونها تهديدات متوقعة مثل الحرب النووية ومقاومة المضادات الحيوية وتردي البيئة، لكنّ الفائزين بجائزة نوبل يعربون ايضاً عن قلقهم بشأن التطور التكنولوجي والتغيّرات في التفاعل البشري وامكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية وعصر الجهل الذي يؤدي الى الشعبوية السياسية وعدم احترام الأدلة العلمية بوصفها كلها تهديدات وجودية".

وأضاف "ان هناك توافقاً على ان درء هذه الأخطار يتطلب ارادة سياسية وعملاً ملموساً واعطاء الأولوية للتعليم على الصعيد العالمي، وقبل كل شيء تفادي خطر التقاعس عن العمل من خلال الرضا عن النفس". 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ميل أونلاين". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-4838392/50-Nobel-laureates-reveal-greatest-threats-mankind.html