بعد 12 يوماً من المعارك، فقد اعلن العبادي اليوم تحرير قضاء تلعفر الشمالي غرب الموصل بالكامل بعد إنجاز السيطرة على ناحية العياضية آخر معاقل تنظيم داعش هناك، مؤكدًا أن محافظة نينوى أصبحت بيد القوات العراقية بكاملها مشددًا على مواصلة تحرير كل شبر من ارض العراق وصحاريه.

إيلاف من لندن: قال القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في خطاب الى العراقيين الخميس، تابعته "إيلاف"، "لقد اكتملت الفرحة وتم النصر وأصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة".. واشار الى انه تم القضاء على ارهابيي داعش وسحقهم في العياضية والمناطق الأخرى وعدم السماح لهم بالهرب. 

وعاهد العراقيين قائلاً "عهدًا منا لكم يا ابناء شعبنا بأننا سنواصل بالعزيمة والهمة نفسها تحرير كل شبر من ارض العراق وصحاريه".. وشدد منوهًا "نقول للدواعش المجرمين : اينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير وليس امامكم غير الموت او الاستسلام".. وفي ما يلي نص خطاب العبادي:

"بسم الله الرحمن الرحيم 
يا ابناء شعبنا الكريم 
الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا 
ها قد اكتملت الفرحة وتم النصر واصبحت محافظة نينوى بكاملها بيد قواتنا البطلة..
اعلن لكم ان تلعفر الصامدة التحقت بالموصل المحررة وعادت الى ارض الوطن، حيث تم خلال الايام الماضية القضاء على ارهابيي داعش وسحقهم في العياضية والمناطق الأخرى وعدم السماح لهم بالهرب، وهذا هو موقفنا الثابت والحازم من هؤلاء المجرمين الذين يشكل وجودهم في اي مكان تهديدًا لكل شعوب المنطقة والعالم.
لقد تحررت تلعفر العزيزة وارتفعت راية العراق مرة اخرى بسواعد المقاتلين العراقيين الابطال من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي والرد السريع وابناء تلعفر.
ونقول للدواعش المجرمين : اينما تكونوا فنحن قادمون للتحرير وليس امامكم غير الموت او الاستسلام.
عهدًا منا لكم يا ابناء شعبنا بأننا سنواصل بالعزيمة والهمة نفسها تحرير كل شبر من ارض العراق وصحاريه..
تحية لارواح الشهداء وللجرحى الذين يقدمون لشعبهم هذه الانتصارات الباهرة ويرفعون راية العراق.... تحية لكم ولعوائلكم يامن جعلتم ايام العراقيين كلها انتصارات واعياداً بتضحياتكم الغالية.
وتهنئة خاصة لأبناء مدينة تلعفر المحررة. 
عاش العراق حرًا منتصرًا.. 
وكل عام والعراق وشعبه بألف خير
والحمد لله رب العالمين
الدكتور حيدر العبادي 
رئيس مجلس الوزراء 
القائد العام للقوات المسلحة"

وكانت القوات العراقية قد بدأت في العشرين من الشهر الحالي حملتها العسكرية لتحرير آخر مناطق محافظة نينوى الشمالية لانتزاع السيطرة على قضاء تلعفر آخر معاقل تنظيم داعش في المحافظة.

وفي وقت سابق اليوم، اعلن الفريق قاسم نزال قائد الفرقة التاسعة أن الطائرات والمدفعية العراقية وجهت صباح الخميس آخر ضرباتها لبقايا مسلحي داعش في الناحية، فيما باشر الجهد الهندسي بتطهير الطرق والمباني العامة والخاصة من العبوات الناسفة وابطال تفخيخ المنازل الذي قام به عناصر التنظيم متوقعًا في تصريح لقناة "العراقية" الرسمية من العياضية تابعته "إيلاف" اعلان النصر الكامل هناك خلال الساعات المقبلة ولتكون محافظة نينوى الشمالية بكامل مناطقها خالية من أي وجود للتنظيم. 

وكانت القوات العراقية قد ارسلت خلال الساعات الاخيرة بتعزيزات عسكرية تتألف من مئات الجنود الى الناحية لحسم المعركة واكمال السيطرة عليها اليوم وقبل حلول عيد الاضحى الذي يحل غدًا.

الحويجة وجهة القوات العراقية المقبلة

وفيما يُنتطر طوي صفحة معركة تحرير ناحية العيواضية آخر معاقل داعش بقضاء تلعفر غرب مدينة الموصل، فقد اعلنت قيادة العمليات المشتركة عن ‏قرب انطلاق عملية عسكرية لتحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك من ‏سيطرة داعش.‏

وقالت الخلية في بيان صحافي "إن العملية العسكرية المقبلة ستكون (قادمون ‏ياحويجة) لاستعادة القضاء التابع لمحافظة كركوك من عصابات داعش الارهابية" من دون تفصيلات أخرى.

وقد دعا تحالف القوى العراقية السنية مؤخرًا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لوضع خطط "فورية" لتحرير قضاء الحويجة بعدما ترددت انباء عن وقوع مجازر على يد داعش بحق المدنيين الذين يحاولون الفرار من القضاء الواقع بجنوب غرب كركوك.

وتقول المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة إنها تلقت معلومات ميدانية تفيد باقتياد داعش لاكثر من ثلاثة آلاف مدني حاولوا الهرب من الحويجة، فيما تحدثت تقارير عن اعدامات بالجملة طالت المدنيين بينهم عدد كبير من النساء والاطفال.

وقال التحالف في بيان إن داعش احتجز المئات واعدم العشرات واحرق شبابًا وهم احياء في الحويجة مما يتعين انقاذ اهلها وفك الحصار عنها فورًا وتأمين ممرات آمنه لعبور النازحين والحفاظ على ممتلكات وحياة المدنيين.

ويسيطر تنظيم داعش على قضاء الحويجة والمناطق التابعة له منذ ثلاثة اعوام ويمنع خروج المدنيين نحو المناطق التي لا تخضع لسلطته. 

وتقع بلدة الحويجة التي تقطنها عشائر سنّية ويسيطر داعش عليها منذ ثلاث سنوات ولم تتعرض لأي عملية عسكرية لتحريرها بسبب صراعات سياسية بين قوات البيشمركة والفصائل الشيعية ووجهاء المدينة من الطائفة السنية.

وتصرّ الفصائل الشيعية على المشاركة في معركة الحويجة لحماية قرى شيعية واقعة في ضواحيها ابرزها قرية بشير، ولكن القوات الكردية تخشى بقاء الفصائل الشيعية في مواقعهم بعد انتهاء المعارك في حين يخشى شيوخ عشائر الحويجة وغالبيتهم من السنة من مشاركة قوات كردية وشيعية لاستعادة مدينة يقطنها السنّة وما قد ينتج عن المعركة من اعمال عنف طائفية.

 ويقول مراقبون سياسيون ان "تحرير الحويجة يحتاج قبل كل شيء الى مفاوضات سياسية بين بغداد وأربيل". وشهدت المدينة نزوح المئات من شبابها الى وسط وشمال البلاد، وهم مستعدون للتطوع في صفوف القوات الامنية لتحرير مدينتهم ومساعدة القوات الامنية في ذلك لأنهم الاعرف بطبيعتها الجغرافية".

ومدينة الحويجة هي مركز قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك حيث تقع جنوب غرب كركوك بحوالي 60 كيلومتراً. 

ويقدر عدد سكان قضاء الحويجة بحدود 318٫600 نسمة غالبيتهم من العرب المسلمين من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم. وتعتبر الحويجة منطقة ريفية بسبب كثرة الزراعة فيها حيث تُنتج فيها العديد من المحاصيل الزراعية كالقطن والذرة والحنطة و الشعير التي تنتج فيها بكثرة، وتعتبر الحويجة ثاني أكبر قضاء مصدر للخضروات في العراق. 

وقد تم تقديم طلب من اعضاء مجلس محافظة كركوك للحكومة المركزية بتحويل قضاء الحويجة لمحافظة مستقلة بسبب التعداد السكاني الكبير وامتلاك هذه المنطقة المؤهلات لتصبح محافظة.