إيلاف من لندن: أفادت الأرقام التي سجلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" بمقتلِ ما مجموعه 125 مدنياً عراقياً وإصابة 188 آخرين جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال الشهر الماضي، مؤكدة أن صمود العراقيين قد هزم هدف الإرهابيين في كسر وحدتهم. 

وقالت البعثة في بيان صحافي إن عدد القتلى المدنيين الشهر الماضي بلغ 116 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة)، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 181 شخصاً (ليس من بينهم أفراد من الشرطة).

ووفقاً لهذه الارقام كانت محافظة بغداد الأكثر تضرراً، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 180 شخصاً (45 قتيلاً و135 جريحاً)، تلتها محافظة نينوى الشمالية حيث سقط 36 قتيلاً و18 جريحاً، ثم محافظة صلاح الدين الشمالية الغربية حيث لقي 4 أشخاصٍ مصرعهم وأصيب 24 آخرون. وأشارت البعثة إلى أنّها لم تتمكّن من الحصول على أعداد الضحايا المدنيين من دائرة الصحة في الأنبار غرب بغداد.

ودان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش استهداف المدنيين من قبل إرهابيي داعش، وقال "لقد أظهر إرهابيو داعش تجاهلاً تاماً لحياة الانسان. فقد استهدف الإرهابيون المدنيين عشوائياً في أعمالٍ بغيضة كان آخرها في بغداد في وقت سابقٍ من هذا الأسبوع، انتقاماً لخسائرهم في ساحة المعركة، حيث فقدوا السيطرة على تلعفر إلا أن الشعب العراقي بصبره وقدرته على الصمود قد 
قد هزم هدف الإرهابيين في كسر وحدته. 

وأضافت البعثة انه بشكلٍ عام البعثة واجهت عراقيل في التحقق، على نحوٍ فعال، من أعداد الضحايا في مناطق الصراع وهناك بعض الحالات التي لم تتمكن فيها البعثة من التحقق إلا بشكل جزئي فقط من حوادث معينة. 

وقوع ضحايا آخرين جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف

وقالت البعثة الاممية انها تلقت أيضاً، من دون أن تتمكن من التحقق من صحة ذلك، تقارير أفادت بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا إلى جانب أعداد غير معروفة من الأشخاص الذين قضوا جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف، بعد أن فرّوا من ديارهم، فلقوا حتفهم بسبب تعرضهم لظروفٍ شتى كانعدام الماء والغذاء والأدوية والرعاية الصحية. 

وأضافت انها تلقت منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الموصل في اكتوبر 2016 ومناطق أخرى في نينوى، تقارير عديدة تتعلق بحوادث تتضمن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، والتي لم يتسنَّ لها التحقق من صحتها في بعض الأوقات. 

وأشارت إلى أنّها ولهذه الأسباب المذكورة ينبغي اعتبار الأرقام الواردة هنا بمثابة الحد الأدنى المطلق، منوهة إلى أنّها لم تتمكن البعثة من الحصول على أعداد الضحايا المدنيين من دائرة صحة الأنبار لهذا الشهر.

وفي وقت سابق اليوم، اعتبر كوبيش تحرير قضاء تلعفر من قبضة تنظيم داعش هزيمة كبيرة أخرى لداعش والإرهاب ومسماراً آخر يُدق في نعشه. واثنى في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم على قوات الأمن العراقية للجهود الاستثنائية التي بذلتها لإنقاذ أرواح المدنيين وحمايتهم، وحثّ على استعادة الأمن والخدمات على وجه السرعة. 

وأشار إلى أنّه في موازاة ذلك تشكّل المصالحة الوطنية والاجتماعية الوسيلة لتحقيق السلام المستدام للأجيال المقبلة.. مشدداً على أن الأمم المتحدة ستواصل دعم العراق في مسعاه لتحرير أراضيه التي ما زالت تحت سيطرة داعش، وفي عملية سياسية لتحقيق المصالحة.

كما اعلنت قيادة عمليات بغداد عن اتخاذ اجراءات أمنية مشددة خلال ايام عيد الاضحى الممتدة من اليوم وحتى الثلاثاء المقبل، حيث تم اغلاق العديد من شوارع وميادين العاصمة. واكد المتحدث باسم القيادة العميد سعد معن خلال مؤتمر صحافي، واكد توفير الحماية لدور العبادة والاماكن الترفيهية والمقابر، فيما تم منع الدراجات في الاماكن المزدحمة والاسواق.

وتأتي هذه الاجراءات تحسبًا لامكانية تنفيذ تنظيم داعش لتفجيرات في مناطق العاصمة انتقامًا من الهزائم التي لحقت به خلال الايام الاخيرة وخاصة بعد الاعلان امس عن استعادة السيطرة على قضاء تلعفر غرب الموصل آخر معاقل التنظيم بمحافظة نينوى، التي اكد العبادي امس تحريرها بالكامل.