ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية وضع العرب والمسلمين في ظل الاحتفال بعيد الأضحي وأداء فريضة الحج.

وعبر العديد من الكتاب عن أسفهم لما وصفوه بالوضع السئ للمسلمين في مختلف المجالات.

كما أعرب عدد من الكتاب عن أملهم في أن تتوحد الأمة العربية والإسلامية.

"انحدار مريح" للعالم الإسلامي

وأعربت القدس العربي اللندنية عن أسفها مما تصفه بتحول "الحج، أحد أركان الإسلام، موضوعاً للاستغلال السياسي والتعسّف بحق الراغبين في الحج".

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: "يسوؤنا كثيراً أن الانحدار المريع في أحوال العالم الإسلامي وصل إلى أن الإسلام نفسه صار، في كل أنحاء العالم وبقوّة دفع العنصرية الغربية وتوحش عدد كبير من حكومات البلدان المسلمة، أشبه بالتهمة".

وتختم الصحيفة بالتساؤل: "حين نشاهد ما يحصل من مجازر للمسلمين في كل أنحاء العالم نتساءل، هل نحن أصحاب العيد، أم نحن الأضحية نفسها؟"

علي المنوال ذاته، يقول مساعد العصيمي في الرياض السعودية: "كثير من بلداننا العربية في وضع سيئ فالاستبداد فى العالم العربى يحكُم والخيانة تنكشف والخرافة تتحكم والعقل يبتعد الى مكان قصي، أصبحنا كعرب في اليمن والشام أسيرين لما يريده الآخرون سواء في الشرق الفارسي أو في الغرب الأوروبي الأمريكي".

كما يتساءل عبدالرحمن فلاح في أخبار الخليج الإماراتية: "لماذا الأمة الإسلامية ضعيفة عسكريًّا على الرغم مما تنوء به مخازن أسلحتها من السلاح والعتاد، وعلى الرغم مما تتحمله ميزانية هذه الدول من بنود خاصة بالتسليح وشراء العتاد من الدول المصنعة لهذا العتاد وذلك السلاح؟".

ويدعو فلاح إلى أن "تعمل الدول الإسلامية مجتمعة، أو حتى كل دولة على حدة، على تصنيع السلاح والعتاد داخل بلادها؛ حتى لا تكون عرضة لسيطرة القوى العظمى، وتحكمها في توريد السلاح والعتاد لها، وبالتالي تكون إرادتها مغلولة إلى عنقها".

وتقول القدس الفلسطينية: "عام آخر مضى والنظام العالمي ما زال يخضع لمنطق القوة والمصالح والهيمنة بعيدا عن مبادئ ومواثيق الشرعية الدولية، وسط تصاعد النزاعات الدولية في الكثير من بؤر الصراع الساخن مما ينذر بمزيد من التدهور وسط الشعور بأن عالم اليوم لم يعد أكثر أمنا واستقرارا وسلاما وعدالة من ذي قبل".

دعوات وآمال بالوحدة

ويعبر محمد بركات في مقاله بعنوان "أمنيات العيد" بصحيفة الأخبار المصرية عن أمله في "أن يوحد (الله) كلمة العرب والمسلمين... في مواجهة المخاطر التي تحيط بهم من كل جانب، وأن يمنحهم الحكمة والبصيرة للوقوف صفاً واحداً قوياً ومتماسكاً لنصرة الحق وهزيمة الباطل والقضاء علي الإرهاب".

ويقول سيد عبدالقادر في أخبار الخليج الإماراتية إن "رؤية مليوني مسلم متلاصقي الرؤوس والأكتاف على جبل عرفات تشرح القلوب وتسعد النفوس، فقوة المسلمين في وحدتهم وفي توجههم نحو قبلة واحدة في كل صلاة أيا كانت جنسيتهم وأيا كانت لغتهم".

ويتساءل الكاتب: "هل يمكن أن يأتي علينا موسم الحج المقبل من دون أن يكون بيننا دواعش أو تكفيريون يسيلون دماء إخوتهم المسلمين؟ هل نحتفل العام المقبل بالعيد من دون أن نرى مسلما ينحر آخر؟"

في السياق ذاته، يتساءل صبحي غندور عن عودة المسلمين لجوهر إسلامهم ورسالته القائمة علي وحدة الإنسانية وعلى قيم العدل والمساواة بين البشر.

يقول غندور في مقاله بالبيان الإماراتية: "أين العدالة والمساواة والشورى وكرامة الإنسان في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية؟ وأين الوحدة في هذه المجتمعات؟"

ويقول الكاتب: "لابد من التكافل الاجتماعي ومكافحة العوز والفقر، ولا بد من دعم دور الاجتهاد والعلم والعلماء في مواجهة الجهل وعلامات الجاهلية المتجددة، ولا بد من رفض التعصب والتمييز العرقي والإثني والطائفي".

من جانبه، يقول أحمد الزهراني في عكاظ السعودية: "في كل عام يأتي الحج لينقذ موسمنا نحن العرب المسلمين من تلك الإخفاقات المتتالية في شتى النواحي والمجالات".

ويرى الكاتب أن "موسم الحج أعاد للعالم العربي والإسلامي صورته الزاهية في نظر العالم وأخرجه من كل التهم الموجهة إليه نقيا من الخطايا والذنوب".