«إيلاف» من لندن: ‎في خلاف جديد بدأ الأسبوع الماضي مع مقتل قيادي عسكري معارض وعددا من العناصر حاولت هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا) احتوائه عبر إصدار بيان توضيحي رفضت فيه اتهام حركة نور الدين الزنكي لها بوقوفها وراء اغتيال القيادي في الحركة سيد البرشة، وتصفية عددٍ من عناصرها في قرية تلعادة بريف إدلب، والتمثيل بجثثهم ، وعزت الأمر الى أنه لا يعدو عّن كونه خلافاً داخلياً عائليا.

‎ونقلت وكالة إباء المقربة من هيئة تحرير الشام، عن إبراهيم أبو العبد مسؤول الهيئة في ريف حلب الغربي، إن القضية لا علاقة لها بالفصائل ولا يعدو الأمر كونه خلافاً داخلياً في عائلة البرشة وأوضح أن الخلاف "يعود لعدة سنوات مضت، حيث كان أفراد هذه العائلة قد انضموا لصفوف الثوار منذ بداية الثورة، فانتسب قسم منهم لحركة نور الدين الزنكي والقسم الآخر لجبهة النصرة سابقا، وعندما حصل اندماج الفصائل في هيئة تحرير الشام اعتقلت الهيئة أطراف النزاع وأداً للفتنة.".

‎وقال إبراهيم أنه “بعد انشقاق الزنكي عن الهيئة طالب بالمعتقلين المحسوبين عليه فسلمتهم الهيئة للحركة، وبعد فترة من تسليمهم تم إطلاق سراحهم قبل انتهاء المحكمة، فأمر القاضي بإخراج الطرف الآخر المحسوب على الهيئة، وبعد خروج طرفي النزاع من السجن قٌتل سيد البرشة بعبوة ناسفة زرعها مجهولون”.

‎وأضاف إنه “نتج عن خلافات عائلية حاولنا جاهدين ضبطها، لكن الزنكي كان العائق الأكبر دون حل الخلاف، وإننا طلبنا من الزنكي عدة مرات الجلوس لحل القضية واعتقال طرفي النزاع مجدداً لكن دون جدوى”.

‎وتحدث عن الأحداث التي تلت التفجير حيث أشار الى أنه عند مقتل "سيد البرشة قام أفراد من عائلته التي تتبع للزنكي بتصفية حسون من عائلة قتيبة واعتقلت شخصاً آخر من الهيئة وسلمته للزنكي ظنّاً منهم أن هؤلاء من تسبب بالتفجير دون تثبت أو بينة، فقمنا كهيئة بالجلوس مع الزنكي لإيجاد حلول لوقف الاقتتال، وطلبنا تسليمه إلا أن الزنكي رفض وأنهى الجلسة دون حل”.

‎وأضاف مبينا “لم يكترث الزنكي لخطورة الوضع في القرية بين العائلتين، واتهموا الهيئة زوراً أنها أرسلت هذا المعتقل لقتل سيد البرشةً ، وبعد تدهور الوضع الأمني في القرية، بدأ الناس يناشدوننا للتدخل كهيئة لوقف الاقتتال، وبالفعل وضعنا قوات فصل وأجلينا عائلة قتيبة بكاملها من القرية، وطلبنا من الدفاع المدني الحضور، كما طلبنا من الزنكي أن يتدخل لإجلاء عائلة البرشة ونشرنا قواتنا بالقرية لضمان أمن سكانها وسلامتهم”.

‎ورفض كل ماقيل عّن قيام هيئة تحرير الشام بأية عملية مداهمة لبيوت عناصر الزنكي أو ملاحقتهم ، وأكد "كل ما ذكر في بيان الزنكي من اتهام لنا بملاحقة عناصره أو قتلهم فضلاً عن التمثيل بجثثهم أو تكفيرهم عارٍ تماماً عن الصحة، ولا علاقة للهيئة بأيٍّ من تلك الأفعال”.

‎وكانت قد شهدت قرية تلعادة 38( كم شمال إدلب ) أحداثاً متلاحقة بدأت بتفجير عبوة ناسفة بسيارة قُتل على إثرها سيد البرشة قائد كتيبة تلعادة التابعة لحركة نور الدين الزنكي، وتوالت بعدها الأحداث والاشتباكات بالقرية، لتصدر الحركة بياناً الخميس اتهمت فيه هيئة تحرير الشام بالوقوف وراء التفجير، واتهمت أيضا الهيئة بمهاجمة بيوت عناصر الحركة وملاحقتهم وتصفية مَن سلَّم نفسه لها والتمثيل بجثثهم.

‎وأكدت الحركة إن كتيبة تلعادة التابعة لهيئة تحرير الشام اقتحمت القرية بالأسلحة الثقيلة، حيث داهمت منازل المقاتلين وأعدمتهم ميدانيا، إلى جانب مدنيين أقارب لهم.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريطا مصورا، قالوا إن تحرير الشام صورته في قرية تلعادة، ويظهر جثث أربعة أشخاص مقتولين، ويصفهم أحد المصورين بأنهم "مرتدين" و"فاسدين".

اتهامات متلاحقة

‎كما اتهم البيان هيئة تحرير الشام بالمسؤولية عن مقتل قائد عسكري تابع للزنكي، يسمى السيد برشه يوم الثلاثاء الماضي حيث انفجرت عبوة ناسفة بسيارته على طريق بلدة حزرة (40 كم شمال إدلب)، ما أسفر عن مقتله مع أربعة من مرافقيه.

‎وكشف البيان، أن مقاتلو الزنكي قتلوا أحد المفجرين وألقوا القبض على أخر، ونتيجة الاعترافات تبين ضلوع تحرير الشام بالتفجير ، كما أشار إلى رفض الهيئة دفن جثمان القيادي في قرية تلعادة وطالبت بتسليم المتهم بعملية الاغتيال.

‎وأعلنت حركة الزنكي انفصالها عن تحرير الشام في 20 تموز الماضي بعد التزامها ماقالت عنه الحياد خلال اقتتال الأخيرة التي تشكل جبهة فتح الشام المكون الرئيسي فيها، مع حركة أحرار الشام الإسلامية في إدلب، تبع ذلك مداهمة هيئة تحرير الشام لعدة مقرات تابعة لحركة الزنكي غرب حلب، وأسر عددا من عناصرها.

حل هيئة الشام 

‎وفي سياق متصل وفِي الغوطة طالبت المجالس المحلية في غوطة دمشق الشرقية، هيئة تحرير الشام، بحل نفسها في الغوطة، وخروج من لا يقبل ذلك من عناصرها إلى إدلب.

‎وقال بيان مشترك وقعت عليه المجالس المحلية في الغوطة الشرقية، بأن المجالس المحلية تثمن جهود وتضحيات كافة الثوار في الغوطة الشرقية.

‎وأضاف البيان “حرصاً على مصلحة الثورة السورية عموماً والغوطة الشرقية والمواطنين المقيمين فيها خصوصا، وسحباً للذرائع ودفعاً للمفاسد وحقناً للدماء واستجابة لمطالب أهالي الغوطة، نطالب هيئة تحرير الشام بحل تنظيمها في الغوطة الشرقية”.

وكان جيش الاسلام وقع اتفاقا لخفض التصعيد والتهدئة مع الروس في القاهرة برعاية تيار الغد السوري ورعاية مصرية .

‎كما طالبت المجالس قيادة الجيش السوري الحر في فيلق الرحمن، فتح مكتب لتسجيل أسماء الراغبين من عناصر الهيئة بالخروج إلى إدلب مع أو بدون عائلاتهم، مع توفير الضمانات اللازمة لسلامتهم الشخصية.

‎وكان فيلق الرحمن قد وقع اتفاقاً أيضا مع الجانب الروسي يقضي بضم عين ترما وجوبر إلى مناطق تخفيف التصعيد، وفك الحصار عن الغوطة الشرقية، وإدخال جميع المواد الأساسية التي تحتاجها الغوطة الشرقية دون أن إعاقات أو ضرائب أو أتاوات.

‎وفي المقابل يلتزم فيلق الرحمن بمنع وجود أي من منتسبي هيئة تحرير الشام في المناطق الخاضعة لسيطرته في منطقة خفض التصعيد، وفي حال استعداد منتسبي جبهة النصرة للمغادرة مع أو بدون أسرهم إلى إدلب يتم توفير ضمانات للعبور الآمن من قبل الطرف الثاني لهذا الاتفاق.

‎وبدأت قوات النظام وميليشياته منذ أيام حملةً عسكرية جديدة لاقتحام بلدة عين ترما، وبررت حملتها التي تتناقض مع التهدئة ووقف اطلاق النار بأنه “حتى الآن لم تنفذ مجموعات المعارضة المسلحة المعتدلة شرق العاصمة دمشق تعهداتها بطرد الجماعات المتطرفة، الأمر الذي من شأنه زيادة وتيرة العنف من جديد في منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية”، بحسب ما قالته “القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية”.