إيلاف من نيويورك: تمكن جنرالات البيت الابيض من الامساك بزمام الامور، بعد أشهر من التسريبات والفوضى التي كانت تدب في ارجاء الجناح الغربي حيث مركز القرار. 

جيمس ماتيس وهيربرت ماكماستر، وجون كيلي، نجحوا الى حد الان في مراكزهم كل بحسب صلاحياته، وبلا ادنى شك فان التعاون بين الثلاثة قلب التوازنات واخرج فريقا بأكمله من البيت الابيض كان يعد رجاله من المقربين جدا للرئيس ترمب. 

رحيل الفريق القومي

واذا كان هيربرت ماكماستر قد انخرط بالنيابة عن جاريد كوشنر في مواجهة ستيفن بانون، كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق للرئيس، فإن وصول جون كيلي لمنصب رئاسة الموظفين اراح مستشار الامن القومي وكان المساهم الرئيسي في رحيل بانون وبعده غوركا، فالجنرال القادم من وزارة الامن الداخلي يرتبط بصداقة طويلة مع ماكماستر وقد وجد ان رئيس تحرير بريتبارت السابق يتحمل جزءا كبيرا من الدراما القائمة. 

نظام جديد

كيلي، نجح ايضا في فرض نظامه، فلم يعد بامكان كبار موظفي البيت الابيض زيارة الرئيس في مكتبه ساعة يشاؤون، وكذلك لم يعد بمقدورهم الاتصال به على رقم هاتفه الخاص. 

الجنرال المتقاعد، فرض رأيه بموضوع التقارير الاخبارية المطبوعة التي تصل الى الرئيس المولع بمتابعة فوكس نيوز، قلص كيلي من حجم الصفحات، وساهم في تقليل تغريدات الرئيس، وأكثر من سفراته بين الولايات (زار تكساس مرتين، ولويزيانا، وميسوري، وسيزور نورث داكوتا)، والاهم نجح في الفوز باشادات ترمب للعمل الذي يقوم به.

ماتيس وتأثيره

في وزارة الدفاع الاميركية، يقف الجنرال جيمس ماتيس، صاحب الخبرة الميدانية الكبيرة الذي نجح في تغيير نبرة الرئيس وطريقة تعاطيه مع الاستحقاقات. 

جنرال البحرية جعل ترمب يتعاطى بشكل مختلف مع حلف شمال الاطلسي، وقضية التعذيب، وازمة كوريا الشمالية والخليج، وظهرت بصماته الواضحة في افغانستان. 

افغانستان المؤشر الكبير

وبعدما هاجم ترمب مرارا تواجد بلاده العسكري في افغانستان، واعلانه رغبته في اقالة جون نيكولسون قائد القوات الاميركية هناك، استمع في نهاية المطاف الى ماتيس فانقلبت الامور رأسا على عقب. 

تمكن وزير الدفاع من اقناع رئيسه بان المشكلة ليست في نيكولسون بل في ضعف عديد الجيش، وبناء على ذلك اعطى قائد القوات الاميركية الثقة مجددا، وارسل اليه الاف الجنود الاميركيين لمحاولة تدارك الاوضاع بعد التراجع الذي حدث مؤخرا.

اختلفوا في اول لقاء 

عن نجاحه في التأثير على القرارات الكبرى، يقول ماتيس، "عندما التقيت الرئيس ترمب للمرة الاولى، اختلفنا على ثلاثة أمور في أول 40 دقيقة معه، حول الناتو، حول التعذيب وموضوع آخر، ثم قام بتعييني. وبالتالي هذا الرجل يستمع عندما يكون لديك الحجة".