قالت كوريا الشمالية الأحد 3 سبتمبر/أيلول 2017 إنها نجحت في اجراء أكبر تجربة نووية في تاريخها، إذ تمكنت من تفجير قنبلة هيدروجينية، وأشارت إلى أنها قادرة على تحميل هذه القنبلة على صاروخ باليستي.

وشعر سكان المنطقة الحدودية في الصين بهزة أرضية قدّر شدتها مركز الزلازل في اليابان بـ 6.3 درجة على مقياس ريختر. وهذه هي التجربة النووية السادسة التي تقوم بها كوريا الشمالية خلال عقد من الزمن.

وللقنبلة الهديروجينية قدرة تدميرية أكبر بكثير من القنبلة النووية التي تعتمد على مبدأ انشطار ذرات اليورانيوم أو البلوتونيوم ، بينما القنبلة الهيدروجينية يتم فيها التفجير على مرحلتين: الأولى تفجير نووي صغير للمساعدة في تفجير نووي آخر أكثر قوة بكثير ناجم عن اتحاد الذرات وليس انشطارها.

وقالت الدكتورة باتريشيا لويس، مديرة بحوث الأمن الدولي في المعهد الملكي للعلاقات الدولية في لندن والتي شاركت في لجنة أسلحة الدمار الشامل التابعة للامم المتحدة والتي ترأسها الدكتور هانز بليكس بين عامي 2004 و2006، لراديو بي بي سي4: "لقد أصدروا بيانا يشير إلى حدوث التفجير على مرحلتين بما يعني أنها كانت قنبلة حرارية، والقنبلة الهيدروجينية أكثر تعقيدا بكثير، فالقنبلة التي ألقيت على هيروشيما وكذلك ناكازاكي كانت انشطارية تستخدم اليورانيوم والبلوتونيوم، والقنبلة الحرارية أو الهيدروجينية تستخدمها كمرحلة أولى، ثم تتركز الحرارة فيما يعرف بالمرحلة الثانية التي تستخدم موادا انشطارية خفيفة جدا هي نظائر الهيدروجين والهيليوم والليثيوم بما يسمح بحدوث انفجار أكبر بكثير".

موقع التفجير
BBC
موقع الاختبارات النووية وشدة الهزات الارضية التي نجمت عن التجارب

وأضافت قائلة: "وطالما كانت بعض المواد المستخدمة أخف فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة القوة التفجيرية كما يشير إلى أن القدرات الفنية المستخدمة أكثر تقدما وبكثير عن تلك التي كانت متاحة في أوائل الأربعينيات من القرن".

تعزيز التفجير؟

إذاً ما هو الدليل على أن كوريا الشمالية لديها هذه التكنولوجيا؟

تجيب الدكتورة لويس قائلة: "إن الانفجار أكبر بكثير عن ذي قبل، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أن القنبلة هيدروجينية إذ من الممكن أن يكون تم تعزيز أداة الانشطار في التفجير النووي وذلك لا يماثل القنبلة الهيدروجينية، ورغم ذلك فإنه ووفقا لما ذكروه، فقد تم التفجير النووي على مرحلتين ولو كان الأمر كذلك فإنها خطوة كبيرة للأمام".

وأضافت قائلة: "إنه لا يمكن حسم الأمر حتى يتم تحليل مخلفات التفجير النووي، وذلك يعتمد على الطقس وحجم الاشعاع المتسرب من التجربة، فالتحليل سيكون عنصر حسم في تحديد الأمر".

وتابعت قائلة: " كما أن هناك أمورا أخرى يجب أخذها في الاعتبار مثل نوعية المواد التي ينتجونها، فذلك أمر حيوي في هذا المجال" .