إيلاف من لندن: بعد أن رفضت السلطات العراقية وقوى سياسية اتفاق حزب الله اللبناني مع داعش لترحيل مسلحي التنظيم إلى الحدود العراقية برعاية إيرانية، طالب برلماني عراقي اليوم باستدعاء سفير طهران في بغداد للاحتجاج على دعم بلاده للتنظيم.. فيما القي القبض على مسؤول عراقي سابق على الحدود مع إيران اثر هروبه من السجن.

وطالب النائب عن تحالف القوى العراقية السني رعد الدهلكي الحكومة العراقية باستدعاء السفير الإيراني في بغداد ايراج مسجدي وتسليمه رسالة احتجاج وطلب تفسير حول دور إيران الداعم لتنظيم داعش. 

ووصف الدهلكي وهو رئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الثلاثاء تصريحات مسؤولي الحكومة الإيرانية بضرورة مساعدة عوائل تنظيم داعش الذين تم نقلهم من حدود لبنان مع سوريا إلى الحدود العراقية معها بأنها في غاية الخطورة.

وأشار إلى أنّ ما تتبناه إيران تجاه اتفاق عرسال إنما هو استهانة بكل التضحيات التي قدمتها القوات العراقية وضربت بعرض الحائط كل قطرة دم سالت من اجل الحفاظ على وحدة العراق. وتساءل قائلا "ما هو دور المستشارين الإيرانيين في العراق وهل كانوا يقدمون الخدمة للقوات العراقية لتدمير مسلحي داعش ام انهم كانوا سببا بخروجهم آمنين من العراق بعدما دمروه ؟".

وأضاف أن اتفاق عرسال سيعزز من وجود الارهابيين على الشريط الحدودي العراقي مع سوريا في الوقت الذي تضع القيادة العامة للقوات المسلحة خططها لاستعادة هذا الشريط والتي تكللت بالسيطرة على منفذ الوليد. وحذر من ان هناك مناطق عراقية بغرب البلاد لم تتحرر لغاية الان ما سيعرض الجيش والحشد الشعبي والعشائري وقوات الحدود إلى مخاطر الصدام المسلح مع الدواعش والتي ستحاول استهداف مدن العراق من خلال إرسال المفخخات والانتحاريين لمنع تحقيق النصر اضافة إلى أنّهم سيمنعون عودة المهجرين والنازحين إلى مدنهم وقراهم.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد هاجمت الأحد الماضي الولايات المتحدة الأميركية بسبب ما وصفته بـ"محاصرة" قافلة لعناصر تنظيم داعش وأسرهم في سوريا التي كان من المقرر أن تنتقل من المنطقة الحدودية السورية- اللبنانية إلى شرق سوريا مقابل الكشف عن مصير جنود لبنانيين اختطفهم التنظيم بموجب صفقة مع جماعة حزب الله اللبناني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي إن "محاصرة عدد من النساء والأطفال في الصحراء من قبل الأميركيين ليست لها أي قيمة عسكرية".. ودعا قاسمي الأمم المتحدة إلى التدخل لمنع "تنفيذ مجازر بحق الأبرياء في المنطقة". 

وقال إن "المحاصرة الجوية للنساء والأطفال والمدنيين التي أدت إلى مقتل عدد من النساء الحوامل يمكن أن تتسبب في حال استمرارها في كارثة إنسانية وتساعد على انتشار العنف في المنطقة".

وكان حزب الله اللبناني قال السبت الماضي إن "الطائرات الاميركية تقوم بمنع الحافلات التي تنقل مسلحي داعش وعائلاتهم من التحرك وتحاصرها في وسط الصحراء وتمنع أيضاً من أن يصل إليهم أحد ولو لتقديم المساعدة الإنسانية للعائلات والمرضى والجرحى وكبار السن". بينما أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أنه شن غارات لمنع قافلة داعش من الوصول إلى الاراضي السورية المحاذية للعراق مشيرا إلى أنه ليس طرفا في اتفاق حزب الله مع داعش.

وفي 29 من الشهر الماضي اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نقل اعداد كبيرة من عناصر داعش من مناطق لبنانية إلى الحدود العراقية امر غير مقبول ووصف هذا الامر بالمقلق والمسئ للشعب العراقي وغير المقبول.. وقال "كنا نتمنى ان يحصل هناك مثلما يحصل في العراق في التعامل مع عناصر داعش من خلال القضاء عليهم لان نقلهم امنين سيزيد من عمليات قتل العراقيين والسوريين".

اعتقال مسؤول عراقي هارب على الحدود مع إيران 

إلى ذلك، أعلنت السلطات العراقية اليوم اعتقالها مسؤولا سابقا هاربا من السجن وذلك لدى محاولته الهرب إلى إيران عبر منفذ الشلامجة بين البلدين متهمة نائبا سابقا لم تكشف اسمه بتهريبه.

 

مدير شركة التجهيزات الزراعية العراقي الهارب عصام جعفر عليوي لدى القاء القبض عليه

 

وقالت الهيئة العراقية العامة للنزاهة في بيان صحافي الثلاثاء اطلعت على نصه "إيلاف" ان مفارزها تمكَّنت فجر هذا اليوم من القبض على المدان عصام جعفر عليوي المدير العامِّ السابق للشركة العامَّة للتجهيزات الزراعيَّة المحكوم عليه بالحبس الشديد لمدَّة سنتين من قبل محكمة الجنح المُختصَّة بقضايا النزاهة والجريمة الاقتصاديَّة وغسيل الأموال والمطلوب عن قضايا أخرى لدى الهيئة والذي تمكَّن من الهرب أمس من أحد مراكز الشرطة في بغداد بمساعدة نائبٍ سابقٍ حيث تمَّ القبض عليه أثناء محاولته الهروب عن طريق منفذ الشلامجة مع إيران.

وأضافت أن المفارز التابعة لمديريَّة تحقيق الهيئة في محافظة البصرة قد تحرزت على المدان الذي تمَّ تدوين أقواله بعد التعرُّف أنَّـه الشخص المقصود فعلاً حيث تمَّ إيداعه لدى الجهات الأمنيَّة في المحافظة بغية إرساله إلى الجهة الطالبة له.

وكانت محكمة الجنح المُختصَّة بقضايا النزاهة والجريمة الاقتصاديَّة وغسيل الأموال قد أدانت عليوي لقيامه بإضرار المال العامِّ من خلال المخالفات التي أحدثها في العقد المبرم بين وزارة الزراعة وإحدى الشركات المُكلَّـفة بتجهيز 200 حاصدةٍ، الأمر الذي ألحق ضرراً مقداره 30 ملياراً 71 مليوناً و606 دينار (حوالي 30 مليون دولار).

ومن جهته فقد امر وزير الداخلية قاسم الأعرجي بتكريم الفريق الذي قام باعتقال مدير شركة التجهيزات الزراعية وقالت الوزارة في بيان إن "الأعرجي أمر بتكريم الفريق الذي القى القبض على الهارب المدعو عصام جعفر علوي مدير شركة التجهيزات الزراعية السابق في منفذ الشلامجة". وأضافت إن "الفريق عمل طيلة ليلة امس الاثنين، من اجل اعادة الهارب إلى سجنه".

وكان وزير الداخلية، قاسم الأعرجي، قد أعلن في وقت سابق من اليوم عن إلقاء القبض على علوي في منفذ الشلامجة وذلك بعد ساعات من تهريبه ليلة أمس من مركز شرطة زيونة وسط بغداد على أيدي مسلحين مجهولين.