الرباط: تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو، يصور احتجاز امرأة ستينية في ظروف لا إنسانية فوق سطح منزل بإقليم وجدة (شرق المغرب) لما يزيد عن سنتين. 

ويتعلق الامر بامرأة تدعى "حورية" في الخامسة و الخمسين من عمرها وهي أرملة تعيش لأكثر من سنتين فوق سطح منزلها في ظروف صعبة بحي النصر زنقة السقاية بمدينة وجدة.

مصور الفيديو ليس إلا أحد الجيران الذي رق لحالها وقام بتصويرها من على سطح منزلها، قبل أن يسلم مقطع الفيديو لأحد الشباب الذي قام بنشره على مواقع التواصل الإجتماعي.

واستنكر العديد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي الظروف التي تعيشها الأم، مستغربين كيف لابنة أن تترك أمها في وضع كهذا.

وقال أحد الجيران لـ "إيلاف المغرب" إن الشاب لذي نشر الفيديو توجه نحو مصالح الأمن، مساء الأحد، حيث توجهت عناصر أمنية نحو منزل الضحية، بأمر من النيابة العامة، إلا أنها تفاجأت بوجود المرأة ببيتها في ظروف جيدة، وهو ما يرجح بحسب فرضيات الجيران أن ابنتها كانت على علم بانتشار الخبر، مما جعلها تتدارك الوضع خوفا من المساءلة. 

وأضاف المتحدث أن مصور الفيديو سبق وأن توجه لقائد المنطقة الذي أخبره أنه كان على علم بالواقعة، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء لعدم توفر مراكز متخصصة بمثل هذه الفئة. 

وحسب إفادات الجيران، فإن الإبنة التي تشتغل كنادلة بمقهى بمطار وجدة أنكاد تضطر لوضعها بـ "براكة" ( كوخ) على سطح المنزل، بعد أن تغادر إلى العمل صباحا، خوفا من هروب الأم التي تعاني من اضطرابات نفسية حادة. 

روايات متعددة حكاها الجيران، منهم من أكد أن الإبنة "غزلان" تقوم بتعنيف والدتها كلما رفضت هذه الأخيرة تناول الدواء أو عدم الإمتثال للأوامر، ومنهم من قال إن الإبنة تستغل أمها في سحب معاشها من زوجها المتوفي والذي كان يشتعل قيد حياته ممرضا، في حين أن البعض صرح بكون "غزلان" مضطرة لوضع أمها بسطح المنزل خوفا عليها، لأنها مريضة، وأن ظروف عملها الصعبة يضطرها لذلك. 

 

 

وأفاد عبد الرحيم بنعلي ناشط حقوقي بالمدينة (عضو المنظمة المغربية لحقوق الإنسان) أن النيابة العامة استمعت لمصور الفيديو، وكذا ابنة الضحية، إلا أنه لم يتخذ أي إجراء ضد الفتاة، كما لم يتبين احتجاز الأم في ظروف لا إنسانية، و ان الإبنة تكافح من أجل لقمة العيش، وجاهدت حتى تتمكن من بناء "براكة" على سطح البيت حتى تحتمي بها الأم من البرد و الحر، حسب تصريحاتها لمصالح الأمن. 

وأضاف بنعلي في اتصال بـ "إيلاف المغرب" بأن الأم توجد حاليا ببيتها رفقة ابنتها، مشيرا لكون مسؤولين بخلية العنف بالمحكمة الابتدائية بوجدة، عاينوا الحالة، وأن هذه الأخيرة كانت تضع أمها بسطح المنزل، ثم تمرر لها الأكل من تحت الباب خوفا من هروبها من المنزل. 

وطالب بن علي بضرورة إنشاء مراكز متخصصة تعنى بتتبع هذه الحالات، مؤكدا أن الأم ينبغي أن تخضع للعلاج بدل وضعها بسطح منزل في ظروف لا إنسانية.