نصر المجالي: تساءل نائب في مجلس النواب الأردني ما إذا كانت الحكومة الأردنية على علم بمؤتمر مشبوه في غاية الخطورة دعا إلى عقده اليمين الإسرائيلي والمركز الدولي للحوار اليهودي – الإسلامي في القدس يوم 17 أكتوبر المقبل تحت عنوان "الخيار الأردني .. مؤتمر الحل البديل النهائي".

وقال النائب خليل حسين عطية إنه في الوقت الذي دفنا فيه ذكريات وجروحا عفّى عليها الزمن، وتجاوزتها الأجيال الصاعدة، كجراح (أيلول الأسود)، يأتي الصهاينة لينكأوا هذه الجراحات، ويحاولوا إيقاظ الفتن النائمة، بإثارة موضوع الوطن البديل الذي أصبح وراء ظهورنا ( فلا بديل لفلسطين إلا الجنة)، ضاربين عرض الحائط باتفاق "السلام!" بيننا وبينهم الذي قيل إنه دفن خيار الوطن البديل للأبد.

أسئلة 

ووجّه النائب عطية مجموعة من الأسئلة للحكومة الأردنية، من خلال مذكرة بعث بها إلى رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، وكذلك على صفحته على (فيسبوك)، ومن بينها مدى علم الحكومة بالمؤتمر الذي سيدعو إلى إقامة الدولة الفلسطينية في الأردن. 

وسأل النائب الحكومة عن الإجراءات التي ستتخذها في مواجهة المؤتمر، وكذلك تلك التي ستتخذها بحق الأردنيين الذين سيشاركون فيه، وقال إن مثل هذا المؤتمر يشكل خرقا لاتفاقية وادي عربة للسلام فضلا عن أحكام ميثاق الأمم المتحدة التي تعترف بسيادة الدول وسلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي. 

يشار إلى أن مؤتمر المركز الدولي للحوار اليهودي – الإسلامي سيعقد في مركز مناحم بيغن التراثي، في القدس حيث يستعرض النقاشات المخصصة لمسائل الحل النهائي للصراع العربي الإسرائيلي.

يذكر أن المركز له فروع في إنكلترا، إسرائيل والولايات المتحدة، وهو يتولى رعاية الحوارات والأعمال السياسية والاقتصادية بين اليهود والمسلمين بالتركيز على الشرق الأوسط.

الاردن - فلسطين

ويناقش المؤتمر إيجابيات وسلبيات ما يُطلق عليه "تحويل الأردن إلى فلسطين" وتحقيق السلام الدائم في المنطقة. ويقول المؤتمر إن فكرة "الأردن هي خيار فلسطين"، تستند إلى اتفاقية "فيصل - وايزمان" 1918، والتي تتضمن نصاً يعتبر الدولة الفلسطينية هي كل الأراضي الواقعة شرق نهر الأردن، بينما كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن هي إسرائيل.

ويتحدث خلال جلسات المؤتمر أعضاء من الكنيست الإسرائيلي وصحافيون وسياسيون أميركيون وأوروبيون ومتحدثون باسم المستوطنين، بالإضافة إلى عدد من العرب الفلسطينيين من الأردن والذين يمثلون جزءًا مما يُطلق عليه "الائتلاف الأردني للمعارضة" الذين يأملون في أن يصبحوا جزءًا من الحكومة القادمة في الأردن، وينسق الجلسات كلّ من تيد بيلمان رئيس تحرير موقع إسرابونديت، ويشاي فليشر، المتحدث الدولي باسم مدينة الخليل.

متحدثون

وتشمل قائمة المتحدثين وعناوين أبحاثهم كلاً من: 

- مضر زهران (ما هو حل خيار الأردن؟) و(كيف يمكن تحقيق الخيار الأردني، دون أن تتسبب الأردن بكارثة).
- عضو الكنيست يهودا جليك ( الأردن هي فلسطين .. الحل الوحيد).
- موردخاي نيسان( الأردن هي فلسطين .. حل خارج الصندوق أم الحل الوحيد).
- مارتن شيرمان (هل تحتاج إسرائيل لأن تكون يهودية حتى تبقى؟ إسرائيل كدولة قومية لليهود .. ضرورات أساسية للبقاء).
- إيدي كوهين (ملك الأردن.. عدو لإسرائيل نظام الأردن: مصدر المشكلة).
- راشيل أفراهام (ماذا يُبقي حدود إسرائيل مع الأردن آمنة؟ من يتحكم في جيش ومخابرات الأردن؟).
- ديفيد هايفري (هل سيترك العرب إسرائيل لكي يعيشوا في الأردن؟ رؤية واقعية للسلام المثالي).
- رافي إسرائيلي (هل ستسمح الدول العربية للأردن بأن تصبح فلسطين؟ هل ستسهل الولايات المتحدة الأمر؟).
- آريا إيلداد (هل الخيار الأردني ممكنًا؟.. دولتان لشعبين على جانبي نهر الأردن).
- مايكل روس (كيف يمكن أن نجعل الأردن فلسطين؟).
- سامر ليبدى (هل ستدعم دول الخليج التغيير في الأردن؟ رؤية للأردن كصانعة سلام إقليمي).
- عابد المالا (ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية وحماس لإعاقة الحل؟ .. هل ستتمرد القبائل الأردنية على الحكومة الجديدة؟).

مضر زهران

ويقول موقع شبكة (رؤية) الإخبارية إن من بين قائمة المتحدثين الأردنيين في المؤتمر ما يُطلق عليه "أمين سر الائتلاف الأردني للمعارضة" في الخارج، المدعو مضر زهران، وهو دائم التهجم على الدولة الأردنية، ويزعم أنها احتلت جزءاً من الأراضي المخصصة من قبل بريطانيا لليهود، مشككاً أن اللاجئين الفلسطينيين هم فعلاً لاجئون زاعماً أن تلك الأراضي لم تكن فلسطينية بالأصل.

 ويعد زهران – الذي يصف نفسه باللاجئ السياسي الفلسطيني- الأردني، من أبرز المدافعين والمُسوقين لأفكار اليمين الإسرائيلي المتطرف الذين يزعمون أن "الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين"، ويوظف كتاباته في خدمة أجندة اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين الذين بقوا على أرضهم.

ويزعم أيضاً أن المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية مصدر رزق للفلسطينيين، ويقول إن المطالب بوقف النشاط الاستيطاني ضارة بعملية السلام، ويدعو الفلسطينيين للتخلي عن حلم تأسيس الدولة وإعادة النظر في وضعهم في الأردن، وطنهم الوحيد.