لندن: انتقد معارضون سوريون الهيئة العليا للمفاوضات لرفضها تصريحات الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا في مؤتمرات صحافية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي فقط دون أن ترسل له خطيا هذا الرفض ودون أن تودع موقفها في وثائق الأمم المتحدة ، معتبرين أن الهيئة العليا للمفاوضات تهادن تحت الطاولة وتقدم التنازلات ِفي الاجتماعات المغلقة من جانب ، بينما من جانب آخر تنتقد الأمم المتحدة على منصات التواصل وفِي اللقاءات والتصريحات الصحافية .

وبعنوان "لا تضحكوا على الشعب" قال بسام العمادي السفير السوري السابق المنشق "يريدون الضحك على عقول الثوار والشعب السوري بكلمتين على "التويتر" أو "الفيسبوك" رداً على "المصائب" التي يضعها دي ميستورا في بياناته إلى الأمم المتحدة وتشكل مرجعاً رسميا يؤكد التنازلات التي قدمتها الهيئة العليا للتفاوض في جينيف والأستانة وما وراءهما مما لايعلمه الشعب المكلوم".

واضاف أن الرد الحقيقي يكون برسائل رسمية تحمل اعتراضات واحتجاجات على ادعاءات دي ميستورا الكاذبة (إذا كانت كاذبة) بهذه التنازلات ، والتي أصبح يبوح بها للإعلام بعد أن كان يخصصها لمجلس الأمن".

وأكد العمادي، رغم انه يمثل الائتلاف الوطني السوري المعارض في بروكسل "تصدرتم تمثيل الثورة وخطفتم التفاوض باسمها وباركت لكم بذلك الدول التي أوصلتكم لذلك. فلو كنتم صادقين لأرسلتم هذه الرسائل رسميا للأمم المتحدة والدول الفاعلة لتفضحوا تواطؤ الوسيط ؟".

وطالب بالتوقف عّن إصدار الخطابات "الديماغوجية الفارغة لإرضاء الشعب والضحك عليه والتي تتغنى بالثورة وثوابتها، بينما خطابكم الحقيقي هو ماكتبتموه وأرسلتموه وأصبح وثائق رسمية في الأمم المتحدة، وسيدفع الشعب ثمنها غالياً"، لكنه قال أن الشعب السوري "سيستمر برفضها حتى تنجح ثورته ويتخلص من عصابة الأسد ومن يدعمها علماً أو جهلاً".

وكان قد رفض المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب تصريحات دي ميستورا المبعوث الأممي ،واعتبرها تعكس هزيمة الأمم المتحدة في تنفيذ القرارات الدولية .

و ردّ في تغريدات على طلب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من المعارضة السورية الاعتراف بعدم تحقيقها نصراً على بشار الأسد.

وقال حجاب إن "تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي".

فيما عبر نصر الحريري رئيس الوفد المفاوض عن خيبة أمله حيال تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ، مؤكدا في مؤتمر صحافي أمس أن حديث دي ميستورا يتطابق تماماً مع الأجندة الروسية.

وأشار الى أن دي ميستورا" لمس بنفسه حرص المعارضة على الوصول لحل سياسي"، واعتبر أن دي ميستورا تخلى عن المرجعية الدولية للحل.

وأضاف "إن انتصارات نظام الأسد العسكرية حققها الروس والإيرانيون والمرتزقة، فهناك عشرات آلاف المرتزقة يقتلون الشعب السوري إلى جانب الأسد".