أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف مقبرة في الأقصر، تعود إلى صانع ذهب أو "صائغ" الإله أمون، الذي عاش قبل أكثر من 3 آلاف عام.

إيلاف من القاهرة: اكتشفت بعثة أثرية في الأقصر في جنوب مصر، مقبرة تعود إلى الأسرة الثامنة عشر في الدولة الحديثة في مصر الفرعونية، ويقدر عمر المقبرة بـ3 آلاف عام، وتضم المقبرة التي تقع في البر الغربي في مدينة الأقصر صالة خارجية وغرفة دفن وعددًا من الآبار للدفن أيضًا.

مومياءات وأوانٍ
وقال وزير الآثار المصري خالد العناني، في مؤتمر صحافي دولي، إن المقبرة تعود إلى صانع ذهب الإله آمون، ويدعى (أمنمحات)، مشيرًا إلى أن البعثة الأثرية عثرت بداخلها على مومياء صانع الذهب وزوجته وابنهما، إضافة إلى مجموعة من الحلي والأقنعة الخشبية والأواني الفخارية.

ترميم تابوت صانع الذهب

تضم المقبرة المكتشفة، حجرة شبه مربعة تنتهي بلوحة عليها نص يحتوي على اسم صاحب المقبرة، وفيها قاعدة مبنية بالطوب اللبن عليها تمثال مزدوج لصاحب المقبرة وزوجته، وبينهما بقايا تمثال صغير لابنهما المدعو "نب نفر".

إلى اليمين من مدخل المقبرة، توجد البئر الرئيسة للمقبرة، ويبلغ عمقها حوالى سبعة أمتار، وتؤدي إلى فتحة فيها دفنات عدة، منوهًا بأن "بئر الدفن في الفناء الخارجي، عُثر بداخله على ثلاث مومياءات لسيدة وولديها وعدد من الأواني الفخارية".

وإلى اليسار من مدخل المقبرة، يوجد فتحة تؤدي إلى بئر عثر بداخلها على مجموعة من التوابيت تعود إلى عصر الأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين.

حالة جيدة
وأعلن وزير الآثار المصري أن المقبرة عثر عليها في حالة جيدة، مشيرًا إلى أن رسوم المقبرة مازالت تحتفظ بنزهوتها ورونق ألوانها، لافتًا إلى أن القطع الأثرية من التماثيل والقناع الجنائزي والحلي مازالت محتفظة بكامل هيئتها، كما وجدت مجموعة من المومياءات تعود إلى الأسر 20، 21 في الدولة الحديثة.

وزير الآثار يفحص مومياء الصائغ الفرعوني

وقال مصطفى وزيري مدير عام آثار الأقصر ورئيس البعثة الأثرية المصرية، صاحبة الكشف في المؤتمر الصحافي، إن أعمال التنقيب عن مقبرة "صانع الذهب" بدأت في أبريل الماضي، عقب الكشف عن مقبرة "أوسرحات" قاضي المدينة في المنطقة نفسها.

ولفت إلى أن "أهمية هذه المقبرة تعود إلى ما تم العثور عليه بداخلها"، مشيرًا إلى أن "البعثة عثرت على أجزاء للوحة تقديم القرابين من الحجر الجيري لصاحب المقبرة، إضافة إلى 150 تمثال أوشابتي، صنعت من الفيانس والخشب والطين المحروق والحجر الجيري، اثنان منهم يحملان اسمي "باخنسو" و"عنخ خونسو".

صانع الذهب وزوجته

كما عثرت البعثة الأثرية في داخل المقبرة على تمثال مزدوج من الحجر الرملي لشخص يدعى "مح"، وكان يعمل تاجرًا في معبد تحتمس الثالث، إضافة إلأى بقايا لأربعة توابيت خشبية مزينة بكتابات هيروغليفية ومناظر لآلهة مختلفة.

تشوهات وأمراض
وأضاف: "نجحت البعثة كذلك في الكشف عن حوالى 50 ختمًا جنائزيًا، من بينها 40 ختمًا تدل على وجود مقابر لأربعة أفراد لم تكتشف بعد في المنطقة، وهم الكاتب ماعتي وشخص يدعى بنجي وشخص يدعى رورو والوزير بتاح مس".

وزير الآثار ينزل إلى المقبرة

وقالت خبيرة الآثار المصرية، شيرين أحمد شوقي عضو البعثة، والمتخصصة في دراسة العظام الآدمية: "من خلال دراسة مومياء لسيدة عثر عليها في المقبرة، تبيّن أنها في العقد الخامس من العمر، وتعاني من بعض الأمراض العظام وتشوهات في الفك".

مقبرة صانع الذهب 

أضافت أن البعثة عثرت على مومياء تخص شابًا في العقد الثالث من العمر، وتبيّن من خلال دراستها أنه كان يعاني هو الآخر من بعض التشوّهات، لافتة إلى أنه "بالنسبة إلى المومياء الأخرى فتشير الدراسات الأولية إلى أنها ربما أضيفت إلى التابوت في وقت لاحق، لاسيما أن التابوت يحتوي على مسند رأس واحد، وهي محنطة بطريقة غير جيدة، فتُركت عظامه عارية، وهي تخص شابًا في العقد الثاني من العمر". وقالت إن العمل في المقبرة لم ينته بعد، وربما تكون هناك اكتشافات أخرى.

إشادات صحافية عالمية
احتفت وسائل الإعلام الأجنبية بالاكتشاف الأثري الجديدة، وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية إنها أول وسيلة إعلانية يُسمح لها بدخول المقبرة يوم الإعلان، معتبرة أن اكتشاف المقبرة سيعطي الكثير من المعلومات المجهولة عن تاريخ مصر الفرعونية.

مومياءات صانع الذهب وزوجته ويتوسطهما ابنهما

بينما قالت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية، إن الاكتشاف الجديد، سيبهر العالم، ويثير فضول محبي الآثار المصرية. واعتبرت شبكة "أسوشيتد برس" الإخبارية، أن الإعلان عن اكتشاف المقبرة يهدف إلى تعزيز وإنعاش السياحة في مصر.