صبري عبد الحفيظ من القاهرة: استطاعت الشرطة المصرية كشف غموض مقتل أسرة كاملة في محافظة الفيوم جنوب القاهرة، وهو الحادث الثاني من نوعه خلال أيام، بعد تعرض أسرة أخرى للقتل على أيدي تاجر مواشي في محافظة البحيرة، شمال غرب مصر في أول أيام عيد الأضحى.

وتوصلت الأجهزة الأمنية في مصر إلى هوية قاتل الشاب أحمد عثمان يونس الذي كان يبلغ من العمر 32 سنة، ويعاني من مرض السرطان، وزوجته وطفلته ذات العامين، وألق القبض على المتهم، وتبين أنه الشقيق الأصغر للزوج.

وحسب اعترافات القاتل، فإن شقيقه الأكبر أحمد، سافر للعمل في السعودية محاسبًا، وكان يتولى الانفاق عليه في دراسته الجامعية.

وعندما أصيب بمرض السرطان عاد إلى مصر، للعيش فيها وتلقي العلاج، مشيرًا إلى أنه رغم مرضه وفقدانه عمله في السعودية، إلا أنه لم يقصر معه في توفير مصاريفه الشخصية والدراسية.

وأضاف الشاب في اعترافاته الواردة في القضية رقم 6553 لسنة 2017 إداري مركز سنورس، أنه تعثر في دراسته في كلية التجارة ببني سويف، لمدة عامين، لافتاً إلى أنه كان يرغب في التحويل إلى أحد المعاهد الخاصة التي تقبل الالتحاق بها بمصاريف دراسية باهظة، وطلب من شقيقه الأكبر توفير هذا المبلغ، لكنه رفض، وطالبه بالاجتهاد في دراسته وتحقيق النجاح في كلية التجارة، لأنها الأفضل له، وعند التخرج سوف يجد فرص عمل كثيرة.

وقعت مشادة كلامية بين الشقيقين صباح يوم الأحد الماضي، بسبب إصرار الطرفين على موقفيهما. وروى الجاني ما حصل في ذلك اليوم قائلًا، إنه أصر على أن يقدم شقيقه إليه المبلغ المطلوب، لكنه رفض، مشيرًا إلى أنه خرج من منزل شقيقه أحمد، وأحضر اسطوانة غاز منزلي، وهدد بتفجيرها في البيت وقتل شقيقه وأسرته.

الأسرة التي تعرضت للقتل

وأضاف أنه في تلك الأثناء تجددت المشادات الكلامية، وتطورت إلى شجار بالأيدي، لافتًا إلى أنه أحضر سكينًا من المطبخ، ووجه عدة طعنات لشقيقه الأكبر في الظهر والرقبة، وسقط غارقًا في دمائه.

وواصل الجاني سرد تفاصيل الحادث الذي أصاب المصريين بصدمة شديدة، قائلًا إن زوجة أخيه "إسراء" التي كانت تبلغ من العمر 27 سنة، حاولت الدفاع عن زوجها، فسدد إليها عدة طعنات في البطن والرقبة، وسقطت صريعة أيضًا، بينما كانت طفلتهما "لوجين" ذات العامين تبكي.

وحول كيفية قتل الطفلة، قال عمها إنها كانت تبكي بشدة، وشاهدته وهو يقتل والديها، فطعنها بالسكين في الرقبة، ولما سقطت على الأرض ذبحها من العنق.

وأضاف أنه ترك شقيقه وزوجته وطفلته غارقين في دمائهم، وبحث عن الأموال في المنزل، مشيرًا إلى أن دخل غرفة نوم شقيقه الأكبر، وعثر على مبلغ نصف مليون جنيه مصري، وبينما كان يضع الأموال في الحقيبة، سمع طرقات على الباب، فاكتفى بسرقة 40 ألف جنيه، ثم قفز من شرفة غرفة النوم، وفر هاربًا.

وحسب تحريات الشرطة فإن القتيل مريض بالسرطان وكان يعالج منه، وأن والدته اعتادت الذهاب إليه للاطمئنان عليه يوميا، وأنها عندما طرقت الباب لم يرد عليها أحد فظنت أنه غير متواجد، وعادت إلى منزلها لا تعلم شيئًا.

بينما عندما توجهت والدة الزوجة إلى المنزل، للاطمئنان عليهم، وطرقت الباب، ولما لم يرد أحد لفترة طويلة، اضطرت إلى استخدام مفتاح كان بحوزتها، وما إن دخلت حتى وجدت ابنتها زوجها وطفلتهما غارقين في دمائهم، وقد فارقوا الحياة.

ووفقًا لاعترافات الطالب فإنه بعد قتل شقيقه وأسرته هرب إلى قرية بورتو مارينا السياحية بالساحل الشمالي، وقضى ثلاثة أيام، استمتع فيها وأنفق نحو 23 ألف جنيه، ثم عاد إلى الفيوم مرة أخرى، للاختباء في منزل صديق له، لكن الشرطة ألقت القبض عليه.

واعترف بارتكاب الجريمة وأرشد عن السكين المستخدمة في الواقعة، وعثر بحوزته على 17 ألف جنيه بقية المبلغ المالي المسروق من دولاب غرفة نوم أخيه، وأحيل للنيابة العامة للتحقيق والمحاكمة.