أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس خلال فعاليات مؤتمر أميركا والعالم الإسلامي الذي انطلق في واشنطن اليوم السبت "أتينا هنا لنقول للعالم هذا ديننا بسماحته ووسطيته واعتداله وحواره وتعايشه".
&
إيلاف من الرياض: قال السديس "يجب أن نستثمر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر الخير والأمن والسلام"، مؤكدًا في تصريحات لقناة الإخبارية السعودية أن المؤتمر يأتي في ظروف نحتاج فيها اجتماع الناس على كلمة سواء في تحقيق أمنهم وسلامتهم وسعادتهم".

من جانبه، قال يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إن المنظمة تؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية الحوار والتواصل في تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين، ولا تزال تولي أهمية بالغة للتواصل والانخراط مع أصحاب المصلحة الدوليين مثل الولايات المتحدة الأميركية من أجل إرساء شراكة هادفة وعملية من شأنها أن تشكل إطارًا للعمل المشترك بهدف إرساء ثقافة التعايش السلمي وتعزيز الكرامة الإنسانية.&

أضاف من مزايا التواصل أنه يعزز الترابط والتلاحم بين الناس، ويذكّي لديهم آثار الكراهية والتمييز كلًا من منطلق إيمانه وثقافته ودينه.

التواصل الحضاري
وقد عقدت رابطة العالم الإسلامي اليوم السبت 16 سبتمبر 2017م في مدينة نيويورك الأميركية مؤتمرًا دوليًا بعنوان (التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي) بحضور ممثلين عن المؤسسات الإسلامية من جميع دول العالم ونظرائهم الأميركيين ومشاركات علمية وفكرية وسياسية من عموم دول العالم.

يناقش المؤتمر الذي يستمر ليومين عددًا من المحاور وهي: (الإٍسهام الحضاري بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي "الواقع والتطلعات")، و(الإسهام الإسلامي في تعزيز السلام العالمي)، و(المسلمون في الولايات المتحدة الأميركية "الاندماج والمواطنة")، (والاتجاهات الفكرية في توظيف الحريات الدينية)، (والتواصل المعرفي بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي)، (والمشتركات الحضارية والإنسانية)، (والتبادل المشترك بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي) وغيرها من المحاور.

وتشارك في المؤتمر نخبة متميزة من الأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم، وستكون هناك حلقات حوار متبادلة بين عدد من الطلبة المسلمين والأميركيين ضمن محاور المؤتمر.

الأخوة الإنسانية
وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أن الرابطة تهدف من خلال عقد المؤتمر إلى التذكير بحضارة الإسلام وتجربتها التاريخية الرائدة في الانفتاح على الحضارات الأخرى، والتي تؤكد مفاهيم التبادل الثقافي والمعرفي "الرائدة" و"الماثلة" وترسيخ حقيقة الأخوة الإنسانية في نظر الإسلام القائمة على البر والعدل والإحسان ورقي التعامل وحسن التبادل، وكذلك استعراض شواهد التاريخ على السمو الإسلامي في التواصل مع شعوب العالم، وخاصة ما سيتطرق إليه المؤتمر وهي (الولايات المتحدة الأميركية) حيث حفل تاريخ العلاقة الحضارية بينها وبين العالم الإسلامي بنماذج متميزة من الثقة العالية والصادقة والتعاطي الإيجابي المشترك.&

أضاف أن التطرف الديني والفكري سياق شاذ ومعزول، قد حاربه العالم الإسلامي، قبل أن يحاربه غيره، وتأذى منه (قبل وأكثر) من غيره، وهو لا يُشكل نسبة تذكر في العالم الإسلامي، فهو لا يتجاوز وفق آخر الإحصاءات التقديرية سوى واحد من مائتي ألف نسمة، وهذه النسبة بفضل جهود المحاربة الفكرية والعسكرية تتقلص بشكل واضح وملموس.

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إن التطرف لن يراهن على شيء في سبيل استعادة قواه واستقطاب عناصر جديدة له مثلما يراهن على استفزازات التطرف المضاد "الإسلاموفوبيا"، مبينًا أن التطرف مفهوم عام وشامل، لا يقتصر فقط على التطرف المحسوب زورًا على الإسلام.