عقد المركز الثقافي الإسلامي في لندن بالتعاون مع وزارة الداخلية البريطانية ومشاركة وزارة الخارجية البريطانية ندوة حوارية حول الأزمة السورية، في نهاية الأسبوع الماضي، بهدف تعزيز الوعي والمعرفة بجوانب انسانية واجتماعية تتمحور حول المجتمع البريطاني واندماج اللاجئين وكيفية دعم ضحايا الصراع السوري من خلال القنوات المشروعة وتوعية القيادات الإسلامية بذلك.

إيلاف: حضر الأمسية أكثر من 200 ممثلًا عن المنظمات المدنية والمراكز الإسلامية والمنظمات وناشطي المجتمع المدني والبلديات في المملكة المتحدة، بحسب بيان للمركز تلقت "إيلاف" نسخة منه.

غطت الندوة عددًا من الموضوعات، كدور الحكومة البريطانية في دعم المتضررين وضحايا الحرب ماليًا واجتماعيًا ونفسيًا وقضايا اللجوء والبعد الإنساني للقضية السورية.

توعية الغرب
تشغل الأزمة السورية مساحة في نشاطات المركز بالتشارك مع وزارة الداخلية البريطانية وعدد من المراكز والمنظمات إلى جانب قضايا الاندماج والإسلاموفوبيا.

افتتح الندوة الدكتور أحمد الدبيان المدير العام للمركز الثقافي الإسلامي، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الجمهور أن يصبح أكثر إطلاعًا ووعيًا بتداعيات الوضع في سوريا، وما هي التوصيات التي يمكن للمسؤولين تقديمها لضمان قدرة المجتمع المحلي على تعزيز آليات مساعدة اللاجئين والمساهمة في المساعدات الإنسانية بالطرق الصحيحة وإشكالية الإرهاب كأحد مفرزات الأزمة في سوريا والعراق ودور المنظمات المحلية في مكافحة التشدد والتطرف والموقف الحقيقي للإسلام الرافض للعنف.

وأشار الدبيان إلى دور المركز الثقافي الإسلامي في دعم اللاجئين، مثل المبادرة الأخيرة للمركز بالشراكة مع "مؤسسة يوسف للأديان"، حيث تم تصميم دورات وبرامج للاجئين لمساعدتهم على الاندماج وفهم المجتمع مع توفير المرافق التعليمية.

دعم الاندماج
وأكد الدبيان أنه من خلال هذه المنابر يمكن للاجئين أن يصبحوا جنبًا إلى جنب مع النسيج الأوسع للمجتمع، ويساعد ذلك على خلق الانسجام داخل المجتمع البريطاني.

كما حض الدبيان على تشجيع الناس على التبرع للاجئين والنازحين السوريين من خلال الجمعيات الخيرية المسجلة والأصيلة، لأن ذلك سيضمن وصول التبرعات فعلًا إلى من يحتاجون الإغاثة.

قام رافايللو بانتوتشي - مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي لخدمات الدفاع والأمن - بإطلاع الجمهور على جدول زمني لمجريات النزاع السوري على مدى السنوات القليلة الماضية، وقدم عرضًا ووصفًا تحليليًا للنزاع وأدوار مختلف الجهات الفاعلة والنتائج الأخيرة للأزمة.

مساعدات بريطانية
وعرضت كاميلا سوغدن من مكتب التنمية الدولية في وزارة الخارجية البريطانية معلومات عن البعثات الإنسانية والمساعدات التي قدمتها المملكة المتحدة لدعم ضحايا النزاع كتقديم خدمات المياه إلى حوالى 5 ملايين شخص، كما بلغ مجموع المساعدات حوالى 2.7 بليون دولار، وقدمت مشاريع للتعليم إلى أكثر من 351 ألف طالب وطالبة من سوريا.

ثم تحدثت كاثرين وايلد من وزارة الخارجية البريطانية وشؤون الكومنولث عن سياسة الحكومة البريطانية بشأن النزاع وهدفها في إيجاد حلول تخدم رفاه الدولة وقوتها على المدى الطويل وكيف تحل الأزمات الإنسانية. وأوضحت وايلد كيف يمكن للمجتمع البريطاني أن يدعم ضحايا الأزمة عن طريق إرسال المواد من الملابس والموارد التعليمية والبدائل والطرق الأكثر فعالية لدعم الضحايا مقارنة بتقديم الدعم المالي.

وذكرت وايلد كيف يمكن لقادة المجتمع المسلم هنا بدء دورات تعليمية للاجئين لتعلم اللغة الإنجليزية والاندماج مع مجتمعهم على النحو الذي قام به المركز الثقافي الإسلامي في لندن.

مخاطر وتحديات
ثم تطرق نيك دونالدسون مدير شؤون المؤسسات الذينية في الهيئة الرسمية للجمعيات الخيرية البريطانية إلى دور الهيئة في إدارة الجمعيات الخيرية وتوجيهها لضمان امتثالها للمعايير واللوائح البريطانية.

وأكد ممثل الهيئة أن هذا الأمر سيمكن الجمعيات الخيرية من دعم اللاجئين وضحايا المخاطر بطريقة فعالة. وعلق دونالدسون في كلمته على المخاطر والتحديات التي تواجهها الهيئة، والتي تشمل تحويل أموال الدعم والتبرعات إلى وكالات غير آمنة أو عبر طرق غير قانونية أو غير محاسبية. 

وذكر خلال حديثه أن مساهمة الأقليات الإسلامية في بريطانيا مساهمة كريمة وجديرة بالثناء، وقد بلغت أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني تم التبرع بها لأسباب إغاثية من قبل الجالية الإسلامية البريطانية في رمضان الماضي، الأمر الذي يعكس كرم المجتمع الإسلامي ورغبته في دعم مشاريع الإغاثة والخير للجميع.

وأكد دونالدسون خلال حديثه بقوة على أن التبرعات ينبغي أن تتم من خلال الجمعيات الخيرية المسجلة والأصيلة للحدّ من مستويات الغش وضمان وصول الأموال المتبرع بها لمستحقيها.