أفتى أستاذ كبير في جامعة الأزهر بجواز معاشرة الزوجة الميتة جنسيًا، فيما يعرف بـ"مضاجعة الوداع"، وأثارت الفتوى الكثير من الجدل والغضب في مصر، ورد عليها وزير الأوقاف المصري، معتبرًا إياها "فتوى شاذة"، تشوّه صورة الإسلام والمسلمين.

إيلاف من القاهرة: في فتوى جديدة ومثيرة جدًا، قال أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، الدكتور صبري عبد الرؤوف، إنه تجوز للزوج معاشرة الزوجة المتوفاة أو ما تسمى "مضاجعة الوداع".

وقال: "إنه حلال، لكن أين النفس البشرية التي تقبل هذا؟!". أضاف في برنامج "عمّ يتساءلون"، المذاع على فضائية "ltc": إن الأمر شاذ، لكنه لا يندرج تحت حكم الزنا، وإن أتى به الزوج، فهو مخالف للمألوف، ولا يعاقب عليه كحكم الزنا"، مشيرًا إلى أنه "يستوجب على ولي الأمر تعزير الزوج إن فعل ذلك".

تشويه للإسلام
أثارت الفتوى الكثير من الجدل والغضب في مصر، لاسيما أنها ليست الأولى لـ"عبد الرؤوف"، المحسوب على كبار علماء الأزهر.

من جانبه، وصف وزير الأوقاف، الدكتور مختار جمعة، الفتوى بـ"الشاذة"، معربًا عن أسفه الشديد لخروج بعض الفتاوى الشاذة وغير العاقلة أخيرًا، على حد تعبيره.

أضاف جمعة، على هامش افتتاح معسكر تدريبي للأئمة: "هذه الفتاوى تشوّه صورة الإسلام والمسلمين في الخارج، وتسيء إلينا جميعًا"، معتبرًا أن "أصحاب هذه الفتاوى يسيئون إلى الدين أكثر من أعداء الإسلام".

وأبدى جمعة اندهاشه من صدور مثل هذه الفتاوى، ودعا من يصدرونها إلى أن "يتقوا الله فيما يقولون". وانتقد وزير الأوقاف الشيخ الأزهري، وقال: "تلك الفتاوى شاذة، ولا تليق أن تخرج من شخص محسوب على أهل العلم"، في إشارة إلى الدكتور صبري عبد الرؤوف. تابع قائلًا: "لا يوجد زوج عاقل يمكن أن يعاشر زوجته الميتة!".

بمثابة التمثيل بالجثث
في المقابل، قال الدكتور محمود عبد العلي، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر سابقًا، إن معاشرة الزوجة الميتة حرام شرعًا، وليس حلالًا.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هذا الفعل يعتبر اعتداء على حرمة الموتى، وتمثيلًا بالجثث، مشيرًا إلى أن الشرع يحرّم الاعتداء على الأموات.

ولفت إلى أن الفقهاء حرموا هذا الفعل، موضحًا أن العلامة بن قدامة في كتابة المغني، عن وطء الميتة: "أعظم ذنبًا، وأكثر إثمًا، لأنه انضم إلى فاحشة هتك عرض الميتة"، وأضاف: "ولأنها لا يشتهى مثلها وتعافه النفس، فلا حاجة إلى شرع الزجر عنها، والحد إنما وجب زجرًا".

ضررها أعظم
وأوضح أن مثل هذه الفتاوى تضر أكثر مما تنفع، مشيرًا إلى أن أعداء الإسلام يستخدمونها في تشويهه، وهي من الشبهات التي حذرنا الرسول الكريم من الوقوع فيها، وقال: "إن الحلال بيّن وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه". وتساءل: ما الفائدة من إصدار مثل هذه الفتاوى؟.

يذكر أن الشيخ عبد الرؤوف سبق أن أصدر فتوى في الأسبوع الماضي، أباح فيها للزوجين تصوير العلاقة الزوجية، بهدف "الاستمتاع والإثارة"، وتعرّض لانتقادات حادة أيضًا.