إيلاف - متابعة: قال ترمب أمام نحو 130 رئيس دولة وحكومة في اليوم الاول من اجتماعات الجمعية العامة ان "الدول المارقة" تشكل تهديدا "لباقي الامم ولشعوبها نفسها ولديها اكثر الاسلحة قدرة على التدمير" في العالم.

وإذ وصف ترمب ايران بـ"الدولة المارقة" و"الديكتاتورية الفاسدة"، اكد ان "الاتفاق مع ايران هو من أسوأ الصفقات واكثرها انحيازا التي دخلت فيها الولايات المتحدة على الاطلاق. بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة ولا اعتقد انكم رأيتم اسوأ ما فيه بعد".

كما هاجم ترمب في خطابه النظام الايراني و"انشطته المزعزعة لاستقرار" المنطقة. وقال "صدقوني، حان الوقت لأن ينضم الينا العالم بأسره في المطالبة بأن توقف حكومة ايران سعيها خلف الموت والدمار". واضاف ان "الحكومة الايرانية حوّلت بلدا غنيا وذا تاريخ وثقافة عريقين الى دولة مارقة مرهقة اقتصاديا وتصدر بشكل أساسي العنف وسفك الدماء والفوضى".

الإرهاب الاسلامي المتطرف
كما وعد ترمب بالقضاء على "الارهاب الاسلامي المتطرف" الذي "يمزق دولنا (...) والعالم اجمع". وقال "يجب على كل الدول المسؤولة ان تعمل معا لمواجهة الارهابيين والتطرف الاسلامي الذي يلهمهم. سنوقف الارهاب الاسلامي المتطرف لأنه لا يمكننا ان نسمح له بأن يمزق دولنا، وبالفعل ان يمزق العالم اجمع".

الملفت في خطاب ترمب امام الامم المتحدة عودته الى استخدام عبارة "الارهاب الاسلامي المتطرف" التي تثير غضب الكثير من الدول الاسلامية الحليفة لواشنطن، وكان تجنب استخدامها في خطاباته الاخيرة، ولا سيما في الكلمة التي عرض فيها استراتيجيته في افغانستان.

اضاف ترمب "يجب ان نقضي على الملاذات الآمنة للارهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من اشكال الدعم لايديولوجيتهم الدنيئة والشريرة. يجب ان نطردهم من دولنا .لقد حان الوقت لفضح ومحاسبة الدول التي تدعم وتموّل جماعات ارهابية مثل القاعدة وحزب الله وطالبان وجماعات اخرى تذبح اناسا ابرياء".

تدمير كوريا الشمالية 
وفي ملف بيونغ يانغ حذر الرئيس الاميركي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون من انه "انطلق في "مهمة انتحارية له ولنظامه". وقال "الولايات المتحدة قوة كبرى تتحلى بالصبر، لكن اذا اضطرت للدفاع عن نفسها او عن حلفائها، فلن يكون امامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل".

مضى يقول ان "الولايات المتحدة مستعدة وجاهزة وقادرة" على الرد عسكريا على كوريا الشمالية، "ولكن نأمل ان لا نضطر لذلك". كما حذر ترمب الدول التي "لا تقوم بمبادلات تجارية مع مثل هكذا نظام فحسب، ولكنها تمده ايضا بالسلاح وتوفر دعما ماليا لدولة تهدد باغراق العالم في نزاع نووي".

وإذ اكد ترمب ان الجيش الاميركي "سيصبح قريبًا اقوى من اي وقت مضى"، قال "طالما انا في هذا المنصب فسادافع عن مصالح اميركا وأضعها قبل اي مصلحة اخرى، لكن مع وفائنا بالتزاماتنا ازاء دول اخرى ندرك انه في مصلحة الجميع السعي الى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة".

لم يغب عن بال ترامب ذكر "الوضع غير مقبول" في ظل "الديكتاتورية الاشتراكية" في فنزويلا. المثير للانتباه في خطاب ترمب انه لم يأت بتاتا على ذكر عملية السلام في الشرق الاوسط ولا ملف المناخ ولا حتى الازمة في بورما، كما انه بالكاد ذكر العلاقات مع الصين وروسيا.

اثارت كلمة ترمب ردود فعل منددة في كراكاس وطهران، بينما رحبت بها الدولة العبرية. ووصف وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خطاب ترامب بانه "خطاب الجهل والكراهية" و"لا يستحق الرد"، بينما حذر الرئيس الايراني حسن روحاني الولايات المتحدة من انها ستفقد ثقة المجتمع الدولي اذا تخلت عن الاتفاق النووي مع بلاده.

من جانبه اتهم وزير الخارجية الفنزويلي خورخي اريازا ترامب بالعنصرية والسعي الى حرب باردة جديدة. وقال "امام هذه النظرية العنصرية والفوقية التي يعرضها وهذه العودة الى الحرب الباردة، لوهلة لم نعلم ما اذا كنا نستمع الى الرئيس ريغان في 1982 او الرئيس ترامب في 2017".

في المقابل رحب بالخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، معتبرا اياه في تغريدة على تويتر الخطاب "الاكثر جرأة والأكثر شجاعة الذي سمعته منذ اكثر من 30 عاما" وان "الرئيس ترمب قال الحقيقة بشأن الاخطار الكبيرة التي تتهدد عالمنا، وأطلق نداء قويا للتصدي لها في سبيل ضمان مستقبل الانسانية".

ستار ايراني
ولاحقا في خطابه امام الجمعية العامة تعهد نتانياهو التصدي "للستار الايراني" الذي يبسط ظلاله على الشرق الاوسط، كما وعد بعدم السماح لطهران بوجود دائم في سوريا.

وقال نتانياهو "من بحر قزوين الى البحر الابيض المتوسط ومن طهران الى طرطوس، يبسط الستار الايراني ظلاله فوق منطقة الشرق الاوسط"، في اشارة الى اعلان وينستون تشرشل عن "الستار الحديدي" خلال الحرب الباردة مع الشيوعية.

من جهته حذّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في خطابه الاول أمام الجمعية العامة الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني، معتبرا ان مثل هذه الخطوة ستكون "خطأ جسيما".

وقال ماكرون ان "التزامنا بشأن عدم الانتشار النووي اتاح الوصول الى اتفاق صلب ومتين يتيح التحقق من ان ايران لن تمتلك السلاح النووي. ان رفضه اليوم من دون اقتراح اي بديل سيكون خطأ جسيما، وعدم احترامه سينطوي على انعدام مسؤولية لانه اتفاق مفيد".

وتطرق الرئيس الفرنسي الى الازمة السورية داعيا الى تشكيل مجموعة اتصال حول سوريا، معتبرا ان آلية المفاوضات التي تخوضها موسكو وطهران وأنقرة في استانا عاصمة كازاخستان "لا تكفي".

الاسد "مجرم"
وعقد الرئيس الفرنسي اثر القائه خطابه مؤتمرا صحافيا اعتبر فيه ان الرئيس السوري "بشار الاسد مجرم، يجب ان يحاكم ويحاسب على جرائمه امام القضاء الدولي. ولكني من منطق براغماتي، لم اجعل من تنحيه شرطا مسبقا"، مشددا على انه يعود الى الشعب السوري "ان يختار بحرية قائده المقبل".

وتطرق ماكرون في خطابه الى استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، مؤكدا ان "منفذي هجوم الرابع من ابريل الفائت يجب ان يساقوا امام القضاء الدولي وهذا الامر يجب ان لا يتكرر ابدا".