بعدما أثارت الهلع في نفوس اللبنانيين وأثرت بموارد رزقهم، يبدو أن التحذيرات الأمنية الغربية كان لها أثرها السلبي أيضًا على موسم السياحة في لبنان بشكل كبير.

إيلاف من بيروت: بموازاة انتصار الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود التي اراحت الساحة اللبنانية امنيًا بشكل واسع وأثبتت قوة الجيش اللبناني في الدفاع عن أرضه، جاءت التحذيرات الغربية الأخيرة من قبل بعض السفارات الاجنبية لتثير الهلع داخل نفوس اللبنانيين ومداخيل المؤسسات السياحية.

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه لـ"إيلاف"، "أن بعض هذه التحذيرات يحصل بشكل روتيني من خلال تحذير رعايا البلدان المعنية، وأحيانًا تكون هذه التحذيرات مبالغاً بها، فتؤثر على الوضع الأمني في البلاد، لذلك ينبغي أن تكون هذه التوجيهات للرعايا مختصة بهم، وليست للإعلام، وإذا رأت الجهات المعنية إنه ينبغي أن تبلغ الدولة بشكل رسمي، فيمكن القيام بذلك عبر الطرق الرسمية، ولكن لا يجوز التصرّف بهذا الشكل العشوائي، وكأن لبنان ساحة مفتوحة، فلبنان فيه مؤسسات ولديه اقتصاده الذي يتأثر بكل تلك التحذيرات خصوصًا عندما تكون غير موثوقة ومخصصة للأجانب أنفسهم، لذلك، يضيف مرهج نعتبر أن هذا الإجراء ليس اجراء روتينيًا مقبولاً ويجب إعادة النظر فيه إذا حصل في المستقبل، حتى لا يتضرر لبنان من كل تلك البلاغات التي لا تكون عادة على صواب".

السياحة في لبنان

وردًا على سؤال هل قضت هذه التحذيرات على موجة السياح، التي كان يتحضر لها لبنان؟ يلفت مرهج إلى ان كل تلك البلاغات والتحذيرات تؤثر جدًا على السياح وعلى مجيئهم إلى لبنان، فحركة السياح والمغتربين والمواطنين تأثرت بشكل كبير سلبًا بعد كل تلك البلاغات.

ويضيف "هذا ما يؤثر سلبًا أيضًا على اقتصاد لبنان ككل، وكل هذه المعلومات كان يجب أن توجه الى الرعايا وعدم إذاعتها في الإعلام، وإبلاغ الأجهزة الأمنية، لأن ما حصل اليوم أضر بالمواطنين وجعل الجناة أيضًا يهربون بدل القبض عليهم".

الوضع في الخارج

مع تحذير كل تلك السفارات الأجنبية لخطورة الوضع في لبنان في حين أن وضع تلك البلدان في مقرها الأساسي ليس أفضل أمنيًا من لبنان، يرى مرهج أنه في جميع الأحوال كان يجب نقل المعلومات ضمن الأقنية الدبلوماسية والأمنية ولا أن يذاع الأمر هكذا في الإعلام، ويثير البلبلة بين المواطنين ويجعل السياح يهربون من لبنان.

وحملة الشائعات مع هذه البلاغات تؤثر كلها على اقتصاد البلد وحركة السياح بشكل كبير وحاد.

الإرهاب

هل يخشى فعليًا كما يشاع من عمليات انتحارية تستهدف شخصيات سياسية في لبنان أم يبقى الأمر ضمن الشائعات؟ يؤكد مرهج أن كل تلك الأمور واردة ليس فقط في لبنان بل في كل دول العالم، لأنه لم يُستأصل الإرهاب ولم تُعالج بيئته بالطريقة المناسبة، لذلك ليس أمرًا استثنائيًا أن تحدث أمور من هذا النوع.

الجيش اللبناني

عن مدى أهمية الجيش اللبناني في حماية الأمن بعد معركة فجر الجرود وكل الشائعات التي صدرت أخيرًا، يلفت مرهج إلى أن الجيش اللبناني قام ويقوم بأعمال بطولية، دفاعًا عن لبنان، وقد درأ المخاطر التي كانت تهدد البلد، وأظهر أنه قادر على القيام بعمليات استثنائية لدرء الإرهاب، ما يرتب على الجيش اللبناني أخطارًا، لأن هذه القوى التي دُحرت تفكر بالإنتقام، فالجيش عليه أخذ الإحتياطات اللازمة كي لا يكون لقمة سائغة بيد الإرهاب كما حصل في مرحلة سابقة.