التقى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف للمرة الأولى خلال اجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، يشارك فيه أيضًا ممثلو بقية أطراف الاتفاق النووي الإيراني، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

إيلاف - متابعة: يعتبر هذا اللقاء الأول على الإطلاق بين الرجلين منذ تسلم دونالد ترمب مفاتيح البيت الأبيض في يناير. 

مصير الاتفاق
لم يشأ أي من الوزراء المشاركين في الاجتماع الرد على أسئلة الصحافيين، التي كان مضمونها واحدًا، ولكن صياغتها اختلفت باختلاف كل من الوزراء.

سأل الصحافيون تيلرسون: "هل ستلغون الاتفاق؟"، فلم يجب، كما سألوا وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: "هل ستنقذون الاتفاق؟"، فلم تجب أيضًا. وحده ظريف الذي سأله الصحافيون: "هل سيكون الأمر عنيفًا؟"، أجاب مبتسمًا: "عنف؟".

يأتي هذا الاجتماع بعيد ساعات على تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ملتزمة بما وقعت عليه، "لكنها لن تقف مكتوفة الأیدي إزاء أي نقض للاتفاق" النووي.

إعادة تفاوض
جاء خطاب روحاني ليرد على الخطاب الذي ألقاه من على المنبر نفسه الثلاثاء نظيره الأميركي، وقال فيه إنه جاهز للتخلص من هذا الاتفاق، الذي وصفه بأنه "أحد أسوأ الاتفاقات التي شاركت فيها الولايات المتحدة".

وكان تيلرسون قال الثلاثاء إن الولايات المتحدة تتطلع إلى الحصول على دعم حلفائها لإقناع إيران بإعادة فتح المفاوضات حول الاتفاق النووي.

وبموجب الاتفاق النووي تخلت إيران عن جزء كبير من اليورانيوم المخصب الذي تملكه، كما وفككت مفاعلًا، وفتحت منشآتها النووية أمام مفتشي الأمم المتحدة، مقابل رفع واشنطن وأوروبا لبعض العقوبات المفروضة عليها. 

مشاكل أميركية مهمة مع الاتفاق
هذا وأعلن تيلرسون إثر اجتماعه في نيويورك مع بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني أنه أجرى حوارًا "عمليًا" مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لكن الولايات المتحدة لا تزال لديها "مشاكل مهمة" مع هذا الاتفاق.

وقال الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي "كانت فرصة جيدة لأن نلتقي ونتصافح. النبرة كانت عملية للغاية. لم يكن هناك صراخ، لم نرمِ بعضنا البعض بأحذية". أضاف "لم تكن نبرة غاضبة بتاتًا. كان نقاشًا عمليًا للغاية بشأن رؤية كل منا المختلفة جدًا لهذا الاتفاق".

ولفت تيلرسون إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أن بعض المهل المنصوص عليها في الاتفاق "غير مقبولة"، لا سيما ما يتعلق بسقوط العديد من الضوابط المفروضة على إيران، بعد انقضاء 10 سنوات على توقيعه، وهو ما تعترض عليه أيضًا إسرائيل.

عقد الوزير الأميركي مؤتمره الصحافي عقب مشاركته في اجتماع في مقر الأمم المتحدة للأطراف الموقعة على الاتفاق الذي أبرمته الدول العظمى مع إيران في 2015 في فيينا حول برنامجها النووي.

وبحث المجتمعون (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وإيران) مستقبل هذه الوثيقة التي يريد ترمب على ما يبدو تعديلها تحت طائلة الانسحاب منها.