اختتم مساء أمس الملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى السياسية العربية السورية في المنطقة الشرقية (دير الزور – الرقة – الحسكة) الذي انعقد في القاهرة يومي ١٩ و٢٠ الشهر الجاري .

وأكد البيان الختامي الذي تلقت "ايلاف " نسخة منه ، أن المحافظات الشرقية السورية الثلاث تواجه اليوم مصيراً مجهولاً، حيث "يشتد الصراع عليها بين الكثير من القوى المحلية والإقليمية والدولية ، ويتوقع لهذا الصراع أن يتأزم لدرجة المواجهة العسكرية المباشرة بين أطراف متعددة". 

وأكد البيان أنه لا تخفى على أحد "الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية التي تجعل من هذه المنطقة بؤرة صراع حادة نخشى أن ينتج عنها كوارث وطنية وإنسانية تضاف إلى معاناة سكانها جراء الإرهاب المتعدد القوى والأشكال، الذي دمر النسيج الاجتماعي لها، وعمرانها، واقتصادها، وهجر الملايين من سكانها".

وأشار البيان الى "تغييب شبه كامل للقوى والفعاليات الاجتماعية القبلية والفكرية والسياسية العربية في هذه المحافظات التي تشكل أكثر من 80% من سكانها، وللحفاظ على حقوقهم ودورهم في إدارة شؤون مجتمعاتهم، وتنمية مناطقهم التي عانت طويلاً من الظلم والتهميش لحقوقها منذ نشوء الدولة السورية إلى الآن".

الشكر لمصر 

‎ وفي ختام أعمال الملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى السياسية العربية السورية في المنطقة الشرقية (دير الزور – الرقة – الحسكة ) تقدم الملتقى والمشاركون فيه بجزيل الشكر إلى جمهورية مصر العربية، والرئيس عبد الفتاح السيسي للجهود المبذولة التي تقوم بها مصر لحل الأزمة السورية وحقن دماء الشعب السوري، وتأكيداً للدور المصري الداعم لوحدة الأراضي السورية .

أهداف الملتقى 

‎وأشار المجتمعون الى تداعيهم لتحقيق الأهداف وهي اولا التأكيد على وحدة سورية أرضاً وشعباً بحدودها الدولية ومكوناتها الاجتماعية، وأن المنطقة الشرقية هي جزء رئيسي لا يتجزأ من الدولة السورية.

‎وحض المجتمعون "على تفعيل دور العرب في المنطقة الشرقية في محاربة الإرهاب بكافة اشكاله وأطرافه، وتوجيه نداء للاتحاد الروسي، والولايات المتحدة الاميركية بأن عرب المنطقة هم الذين اكتووا بنار الإرهاب، وتقع عليهم مسؤولية تحرير مناطقهم بقيادة عربية كاملة".

التعاون مع المكونات

‎وتوجه الحاضرون إلى كافة المكونات الاجتماعية والسياسية في المنطقة وفي عموم سورية للتعاون والعمل معاً من أجل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة.

‎واعتبر الملتقى أن الحل السياسي هو الخيار الاستراتيجي المطلوب للواقع الذي تعيشه سورية والذي يقوم على إنتاج دولة مدنية ديمقراطية تعددية تضمن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل مكوناتها. 

‎وناشد المشاركون من أبناء القبائل ونخب فكرية" جامعة الدول العربية، وجمهورية مصر العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، والمنظمات الدولية والإنسانية كافةً بالتوجه لمساعدة أبناء المنطقة الشرقية المنكوبة للحد من الحالة الكارثية الحاصلة".

‎وطالب الملتقى دعم "قوات النخبة السورية العاملة في اطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وباقي الفصائل العربية" الأخرى للمشاركة في عملية التحرير وبقيادة عربية.

مجلس عربي

‎وقد تم الاتفاق على تشكيل (المجلس العربي في الجزيرة والفرات) ليكون معبراً سياسياً عن مصالح سكان المنطقة وحقوقهم ودورهم في إدارة شؤون محافظاتهم والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل سورية، كما تم تشكيل هيئة تنفيذية، ونظامٍ داخليٍ، وبرنامج عمل تكون فيه الهيئة التنفيذية مسؤولة أمام الهيئة العامة للمجلس العربي في الجزيرة والفرات.

وكان قد افتتح الملتقى التشاوري بكلمة افتتاحية لأحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري ، الذي دعا الى الملتقى ، وتحدث عّن مثلث الصمود العربي مصر والسعودية والإمارات وطالب بحوار وطني حقيقي ومكافحة الارهاب .