الامم المتحدة: مهّد الرئيس الاميركي دونالد ترمب الخميس الطريق امام فرض عقوبات على الشركات الاجنبية التي تقوم بأعمال مع كوريا الشمالية، في خطوة اولى يمكن ان تقود لمعاقبة شركات صينية ومن جنسيات اخرى.

ووقّع ترمب امرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على "افراد وشركات تموّل وتسهّل التجارة مع كوريا الشمالية"، في تشديد للخناق الاقتصادي المفروض على بيونغ يانغ.

وسيجبر هذا الاجراء الاميركي الشركات التي تقوم باعمال مع كوريا الشمالية، وفي طليعتها الشركات الصينية والروسية، على الاختيار بين وقف في هذه الاعمال او التعرض لعقوبات اميركية.

ولدى توقعيه الامر التنفيذي أعلن ترمب ان المصرف المركزي الصيني أمر مصارف البلاد بوقف تعاملاتها مع كوريا الشمالية، مرحّبا بهذه الخطوة التي اعتبرها "شجاعة للغاية" و"غير متوقعة".

وقرار المركزي الصيني الذي لم تؤكده بكين في الحال من شأنه ان يحرم بيونغ يانغ من مصدر اساسي من العملات الاجنبية.

وقال ترمب لدى توقيعه الامر التنفيذي ان "أمرنا التنفيذي سيقطع مصادر عائدات تموّل جهود كوريا الشمالية لتطوير الاسلحة الاكثر فتكا التي عرفتها البشرية".

وسبق لواشنطن ان استخدمت سلاح العقوبات هذا ضد ايران ما اجبر شركات اجنبية كثيرة على قطع صلاتها بهذا البلد خوفا من ان تجد نفسها خارج النظام المالي الاميركي.

وكانت الولايات المتحدة حتى اليوم تتحاشى اللجوء لهذا السلاح ضد كوريا الشمالية ولكن ادارة ترمب قالت مرارا انها لن تتساهل مع استمرار استفزازات بيونغ يانغ.

وتشكّل الصادرات الكورية الشمالية التي بلغت قيمتها العام 2016 حوالى 3 مليارات دولار، مصدر دخل حيوي للنظام الشيوعي، بحسب مركز ايست-ويست.

وكان ترمب وجه الثلاثاء في اول خطاب له امام الجمعية العامة للامم المتحدة تحذيرا قويا لبيونغ يانغ، بعد تجربتها النووية السادسة والاقوى لها، وردها على عقوبات جديدة باطلاق صاروخ بالستي فوق اليابان، هو الابعد مدى على الاطلاق.

وتوعد ترمب كوريا الشمالية بـ"تدميرها بالكامل" واصفا نظامها بأنه "فاسد وشرير" ومؤكد ان زعيمها كيم جونغ-اون "انطلق في مهمة انتحارية له ولنظامه".

واضاف ان الولايات المتحدة "اذا اضطرت للدفاع عن نفسها او عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل".

الأوروبيون يفرضون عقوبات جديدة

في سياق متصل، أفادت مصادر دبلوماسية ان الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اعطت الخميس الضوء الاخضر لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ردا على التجربة النووية الاخيرة لبيونغ يانغ.

وقال اثنان من هذه المصادر لوكالة فرانس برس ان العقوبات الاوروبية الجديدة التي ستضاف الى تلك التي فرضها مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي على بيونغ يانغ، ستتضمن خصوصا فرض حظر على قيام اي شركة اوروبية بتصدير النفط الى كوريا الشمالية او الاستثمار في هذا البلد.

كما يعتزم الاوروبيون ادراج اشخاص معنويين او طبيعيين على قائمتهم "السوداء"، ما يعني منع هؤلاء الاشخاص من الدخول الى الاتحاد الاوروبي وتجميد اي اموال لهم في دوله.

وقالت المصادر الدبلوماسية ان سفراء دول الاتحاد الـ28 اعطوا الخميس "الموافقة السياسية" على صياغة هذه العقوبات في نص يتوقع ان يتم اقراره رسميا خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الاوروبيين في 16 تشرين الاول/اكتوبر المقبل.

كما تتضمن العقوبات الاوروبية الجديدة، بحسب المصادر نفسها، خفضا اضافيا لسقف الاموال النقدية المسموح بارسالها الى كوريا الشمالية والبالغ حاليا 15 الف يورو، اضافة الى الطلب من المفوضية الاوروبية اضافة المزيد من المنتجات الفاخرة على قائمة البضائع المحظور تصديرها الى كوريا الشمالية.

كما يريد الاوروبيون خفض عدد العمال الكوريين الشماليين في الاتحاد الاوروبي والذين تقدر اعدادهم بما بين 300 و500 يعملون في بولندا.