الرباط: يكفي أن يتحدث في لقاء حزبي، أو يلقي كلمة تأبين في مقبرة، أو يظهر في صورة أخذها له مرافقه وسائقه الخاص فريد تيتي، حتى يتحول عبد الإله ابن كيران ، رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى حديث العام والخاص على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الجرائد والمواقع الإخبارية الإلكترونية.

وبعد صور "ابن كيران عند الحلاق ينتظر دوره"، التي خلقت الحدث قبل أشهر، كان الموعد، اليوم، مع صور ابن كيران ، ظهر فيها وهو يتسوق سراويل تقليدية الصنع من بائع جائل يعرضبضاعته على الأرض، بالقرب من أحد مساجد الرباط، وقت صلاة الجمعة.

بسرعة، تحولت صور " ابن كيران يشتري مثله مثل كافة الناس" إلى مادة إخبارية يتجادل ويتداول في دلالتها وما تعبر عنه رواد الشبكة العنكبوتية، فيما يقرأ في خلفياتها وتوقيتها الإعلاميون والمتخصصون في التواصل والعلوم السياسية، خصوصاً وأن نشرها يتزامن، هذه الأيام، مع حملة في "فيسبوك" ضد صمت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ترجمت بإطلاق وسم (هاشتاغ)، بعنوان "هضر أصاحبي" (تكلم ياصديقي)، وآخر تحت شعار "من حقي نسمع صوت العثماني".

واعتبرت بعض المتابعات والتقارير الإخبارية المغربية أن الأمر ينقل لابن كيران "الظاهرة"، وأنه، بمثل تلك الصور، "يعطي دورساً في التواصل السياسي لعدد من السياسيين الذين يوظفون الملايين في سبيل تلميع صورتهم من دون طائل، بينما ينجح ابن كيران ، بأسلوبه الخاص والعفوي في التواصل، والذي قد لا يتطلب منه إلا صورة يأخذها مرافقه وسائقه الخاص فريد تيتي، في تأكيد شعبيته وحضوره".

على مستوى رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وغيرها، تباينت ردود فعل المتفاعلين مع صور ابن كيران المنشورة، سواء على صفحة مرافقه وسائقه الخاص فريد تيتي أو في عدد من المواقع الإخبارية المغربية، إذ بينما رحب البعض، بالقول: "لا شيء غريب لأننا عهدناه بالتواضع دائماً"، أو "فخرنا أن يكون عبدالإله ابن كيران زعيمنا ونفتخر"، أو "العبد الحر في معاملته وأفكاره"، رد آخرون، قائلين: "يتصنع"، أو "ومن بعد ؟ هذا المنشور يسيء له أكثر مما يخدمه ... فهو فعلاً كباقي الناس"، أو "رغم أني من محبي هذا الرجل إلا أن هذه العملية من أجل الاستهلاك الإعلامي".