بدأت، صباح السبت، عملية التصويت للاستفتاء للجالية الكردية في الخارج، حيث ستستمر لمدة ثلاثة أيام عن طريق البريد الالكتروني، وفيما كان الكرد العراقيون في الصين هم اول المصوتين، فان سفير العراق في بكين نفى انباء عن ادلائه بصوته في مقابل صمت للخارجية العراقية حيال الموقف، ويأتي هذا في وقت توجه وفد كردي في الساعات الأخيرة الى بغداد لاجل التفاوض.

محمد الغزي: قال شيروان زراري المتحدث باسم مفوضية الانتخابات والاستفتاء في اقليم كردستان العراق ان الجالية الكردية في الخارج بدأت بالادلاء باصواتها بدءا من يوم 23 أيلول في عملية اقتراع الكتروني ستستمر لغاية انتهاء يوم التصويت العام للاستفتاء، فيما تجري العملية دون رقابة دولية حيث قاطعت الأمم المتحدة الاستفتاء.

وأشار زراري إلى أنه "لم يعرف عدد الاشخاص الذين يحق لهم التصويت في الخارج لعدم وجود احصائية دقيقة"، لكنه اكد ان "عملية التصويت ستكون إلكترونية وتعتمد على وثيقة شهادة الجنسية العراقية كشرط للتصويت"، وأضاف "سيتم احتساب اصواتهم يومياً".

ويقيم الالاف من الكرد في دول عديدة وسيشاركون تباعا في اقتراع الخارج الذي يستمر يومين على ان يبدأ اقتراع الداخل يوم الاثنين المقبل.

وقال مدير البيانات في المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في كوردستان كاروان جلال لمحطات تلفزيونية كردية ان الكرد في الصين أدلوا بأصواتهم الكترونيا في أول اقتراع لأبناء الجالية العراقية الكردية في المهجر.
وبهذا تكون الصين اولى الدول التي تشهد "استفتاء الاستقلال" تبعا لفارق الوقت مقارنة بدول العالم الاخرى التي يقيم فيها الكرد.

نقلت وسائل اعلام كردية ان "صبور حيدر بزاز هو اول مواطن كردي مقيم في الصين يصوت في الاستفتاء".

كما بدأ الكرد في عواصم اوروبية وفي الولايات المتحدة عملية التصويت، حيث ذكرت ممثلة حكومة إقليم كردستان في واشنطن بيان سامي عبد الرحمن على حسابها في تويتر بدء عملية التصويت مبينة ان سيدة كردية تدعى بشرى من ولاية فرجينيا هي اول من ادلى بصوتها وصوتت بنعم في استفتاء كردستان.

وسيجرى الاستفتاء في الاقليم يوم الاثنين المقبل بما يشمل جميع محافظات إقليم كردستان والمناطق المتنازع عليها لا سيما كركوك، حسب ما تعلن حكومة الإقليم فيما تعارض بغداد ذلك.

ويقول القادة الكرد إن الاستفتاء الذي سيجرى في الاقليم والمناطق المتنازع عليها سيمهد لإعلان دولة مستقلة طال انتظارها لعشرات السنين.

سفير العراق بالصين ينفي التصويت

وبعد انباء تواترت في العراق عن ادلاء سفير العراق لدى الصين أحمد تحسين برواري يوم السبت بصوته في الاستفتاء على الاستقلال سارع السفير الى ارسال توضيح غير رسمي تداوله ناشطون على منصات تواصل اجتماعي ونفى فيه "ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركته بالتصويت الالكتروني على استفتاء الاستقلال لإقليم كردستان".

وأوضح برواري في رسالته ان "بعض مواقع التواصل الاجتماعي العراقية نشرت خبراً مفاده أنني قد شاركت مع مجموعة من موظفي السفارة من القومية الكردية في التصويت الالكتروني لاستفتاء كردستان الذي بدأ في الخارج".

واضاف انه "اود ان أعلمكم بعدم صحة الخبر وعدم إمكانية مشاركتي في التصويت الالكتروني أصلاً لكوني غير مسجل كمصوت لدى مفوضية الانتخابات في الإقليم".

وتابع السفير العراقي بالقول "ارجو الا تؤثر هذه الأخبار المفبركة على عملنا في الصين وعدم دخولكم في نقاشات ومجادلات حول هذا الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي".

وما يبدو غريبا هو ان لا موقع السفارة العراقية في الصين نشر تكذيب السفير العراقي احمد برواري ولا وزارة الخارجية التي لم تصدر حتى اللحظة بيانا بشان تلك الانباء فيما لاذت بصمت موارب.

واطلعت "ايلاف" على صفحة التصويت الالكتروني باللغة الكردية واللغة العربية ولغات أخرى ، حيث لم يتضمن التصويت تسجيلا مسبقا قبل أيام بل يمكن للشخص ان يسجل ثم ينتقل الى خانة التصويت.

لا رقابة دولية

وتعارض الأمم المتحدة الاستفتاء وتقول إنها لن تشارك في العملية ، فيما كان مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك قد استبعد إمكانية الولايات المتحدة السيطرة على نتائج الاستفتاء الذي تعتزم سلطات إقليم كردستان، محذرا من "مخاطر كثيرة" قد تنتج عنه.

وقال ماكغورك خلال مؤتمر صحافي عقده في نيويورك إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب تكلم أمس مع (نظيره التركي رجب طيب) اردوغان بشأن استفتاء كردستان"، مؤكدا أن "موقف أميركا واضح في هذا الإطار ونعمل مع جميع الفرقاء".

وأضاف ماكغورك أن "المجتمع الدولي مستعد لدعم الحوار، وهناك الكثير من المقترحات الإيجابية، وآمل أن نصل إلى حل".

وتابع أن "الاستفتاء بحد ذاته فيه مخاطر كثيرة وأن نتائجه لا يمكن لأميركا السيطرة عليها لأن هناك لاعبين كثر".

بطريركية الكلدان تدعو لـ "حوار شجاع"

هذا ودعت البطريركية الكلدانية في العراق والعالم، الجمعة، الفرقاء في العراق كافة لـ "الحوار الشجاع" والسعي لاحترام ومراعاة كامل حقوق المواطنين على أساس مبدأ المواطنة والمساواة.

وقالت البطريركية التي يرأسها البطريرك لويس رفائيل ساكو، في بيان لها، تلقت "إيلاف" نسخة منه "الكنيسة ليست مسؤولة عن مواقف وتصريحات بعض الأحزاب والفصائل المسيحية المسلحة حول الوضع في البلاد والمشاكل القائمة"، موضحة أن "من يصرح أو يقوم بعمل ما هو وحده يتحمل مسؤولية ما يقوم به، وهذه المواقف والتصريحات لا تلزم المسيحيين الموزعين في عموم البلاد من البصرة إلى زاخو".

ودعا البيان جميع الفرقاء المعنيين بالوضع العام وخصوصا بموضوع رغبة إقليم كردستان في الاستفتاء وتقرير المصير، إلى "حوار شجاع، وإعطاء الأولوية للشعب الذي عانى الكثير من ويلات الحروب والصراعات على مدار السنوات الماضية، والسعي لاحترام ومراعاة كامل حقوق المواطنين على أساس مبدأ المواطنة والمساواة، وعدم السماح لتدخل الأطراف الخارجية في الشأن الداخلي".
وعبرت البطريركية، عن أملها بأن "يغلب صوت الاعتدال والسلام والمصلحة العامة على أبواق الحرب"، حسب البيان.

وفد كردي الى بغداد

وكشف مصدر في المجلس الأعلى للاستفتاء لـ"ايلاف" عن اعضاء الوفد الكردي المزمع وصوله إلى بغداد اليوم.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن الوفد يضم "عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني روز نوري شاويس، وعن الاتحاد الوطني الكوردستاني عضو المكتب السياسي للحزب ومتحدثه الرسمي سعدي احمد بيرة ، وعن الاتحاد الإسلامي الكوردستاني محمد احمد، وعن المكون التركماني ملا ماجد ، وعن المكون الكلداني الآشوري السرياني روميو هكاري، وممثل الكرد الايزيديين فيان دخيل ، بالاضافة لرئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين"،
واضاف، "نتأمل أن تكون المفاوضات ناجحة، لأنه لم يتبق على الاستفتاء إلا أيام".

زيباري: تأجيل الاستفتاء بلا ضمانات انتحار سياسي

من جانبه اكد زيباري، مضي إقليم كردستان في اجراء الاستفتاء يوم الاثنين المقبل، وقال زيباري ان "تلك هي الخطوات الأخيرة من السباق النهائي وبعدها لن نتزحزح".
وأضاف زيباري مبينا ان تأجيل الاستفتاء دون ضمانات بإمكانية إجرائه على أساس ملزم بعد التفاوض مع بغداد سيكون "انتحارا سياسيا للقيادة الكردية ولحلم الاستقلال الكردي".

مكتب العبادي: الحوار قبل الاستفتاء

وقال الناطق الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء، سعد الحديثي، السبت، إن وصول الوفد الكردي إلى بغداد قبل الاستفتاء "أفضل" من وصوله بعد إجرائه، مؤكدا استعداد بغداد الدائم للحوار والنقاش مع إقليم كردستان.

وأضاف الحديثي، في تصريح صحافي تابعته "إيلاف" أن "الحكومة أعلنت ولمرات عدة وعلى لسان رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن الاستعداد الكامل لحوار ونقاش معمق جدي وفق القانون والدستور مع إقليم كردستان لحل كل الأزمات والمشاكل العالقة".

وتابع الحديثي بأن "رئيس الوزراء يعمل بشكل خاص على الوصول إلى حلول تجنب العراق والمنطقة التوتر والأزمات غير المحمودة العواقب عبر انتهاج لغة الحوار والذي لا بديل عنه لحل الازمة مع حكومة الإقليم وفق الدستور للحفاظ على وحدة العراق الذي بات مثلا دوليا يحتذى به في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه".

كما أشار إلى أن "وحدة العراق واستقراره ضمانة أكيدة لأمن واستقرار المنطقة وهذا ما يؤكد عليه الجميع داخليا وإقليميا ودوليا"، مؤكدا أن "وصول الوفد الكردي إلى بغداد قبل الاستفتاء أفضل من وصوله بعد إجرائه".

كوبيتش للعبادي: نرفض الاستفتاء

هذا واكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، السبت، عدم دستورية استفتاء اقليم كردستان، فيما دعا رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش للجوء الى الحوار.

وقال مكتب العبادي في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه ان "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل في مكتبه رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش"، مبينا ان "كوبيتش هنأ بالانتصارات العراقية المتحققة على عصابات داعش الارهابية في عنة والحويجة".

وأشار كوبيتش، بحسب البيان، الى "موقف الامم المتحدة الواضح برفض الاستفتاء في اقليم كردستان واهمية اللجوء الى الحوار".

وأضاف ان "الإجماع الدولي كان واضحا في بيان مجلس الامن الدولي الذي أبدى معارضته للاستفتاء الأحادي الجانب لأن من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة"، موضحا ان "دول العالم متمسكة بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه".

من جانبه، جدد العبادي "موقفه الثابت برفض الاستفتاء في اقليم كردستان لعدم دستوريته"، لافتا الى ان "الاولوية هي للحرب ضد الارهاب وتحرير كامل الاراضي العراقية".

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد اعتبر ان الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول الحالي "لعب بالنار"، محذرا من فتح الباب على مصراعيه أمام دول "لعدم احترام" حدود ودستور العراق.