إيلاف من القاهرة: أثار رفع علم المثليين في القاهرة، خلال حفل لفرقة موسيقية لبنانية، الكثير من الغضب في مصر، وقررت نقابة الموسيقيين حظر حفلات الفرقة. واعتبرته وزارة الأوقاف عملًا غير أخلاقي.

لأول مرة في مصر، رفع بعض الشباب علم المثليين في مصر، الذي يمثل ألوان قوس قزح. ورفع العلم خلال حفل أحياه فريق "مشروع ليلى" اللبناني بميوزك بارك، كايرو فيستيفال في ضاحية التجمع الخامس الراقية بالقاهرة.

وأثناء تقديم الفريق اللبناني فقرته الموسيقية، رفع بعض الجمهور علم المثليين، في دعم لأعضاء بالفريق أعلنوا أنهم مثليين، ومنهم مؤسسه حامد سنو الذي أعلن عن مثليته الجنسية مؤخرًا.

وأثارت الواقعة الكثير من الغضب في مصر، وتصدر تريند "مشروع ليلى" موقع توتير للتواصل الاجتماعي. وقررت نقابة المهن الموسيقية في مصر، حظر حفلات فرق "مشروع ليلى"، وقال الدكتور رضا رجب وكيل النقابة، إنه تم وقف الحفلات المقبلة لفرقة "مشروع ليلى" بعد رفع علم المثليين خلال حفلهم في القاهرة، مشيرًا إلى أن "النقابة ليست جهة قمع، ولكن مثل تلك الحفلات لن تُقام في البلاد مرة أخرى"، على حد قوله.

وأضاف في تصريحات له: "النقابة ضد أي فنٍ شاذٍ وتبرّئ نفسها من الاتهام أنها وراء مثل تلك الحفلات، والتي تستلزم إقامتها 3 جهات والنقابة واحدة منها، إلى جانب القوى العاملة والمصنفات، والأمن العام".

بينما هاجم علماء الإسلام الحفل، وقال مستشار وزير الأوقاف، الدكتور صبري عبادة، القائمين على حفلة "مشروع ليلى" في ضاحية التجمع الخامس بالقاهرة، رفع العلم الخاص بالمثليين.

ووصف مستشار وزير الأوقاف الحفل بأنه "شيء غير أخلاقي"، مشيرًا إلى أن "مثل ذلك الحفل يدعو الشباب إلى الانحراف والشذوذ الجنسي وإهدار الأخلاق". حسب تعبيره.

وأوضح عبادة في تصريح له، أن هذه الحفلات تدعو إلى الغزو الفكري بين البسطاء وطوائف الشعب ويعتبر استعمارا عن بعد وانقضاضا للمجتمعات عن طريق نشر هذه الثقافة بين الشباب في مختلف الأعمار.

وأشار عبادة إلى أن مثل هذه الحفلات تعمل على هدم القيم والأخلاق بين الشباب، لافتًا إلى أن هذه الحفلات مستوردة من الغرب لأنها تعمل على هدم القيم والمبادئ والأخلاق، وانتشار الأمراض والأوبئة.

يذكر أن "مشروع ليلى" فريق موسيقي لبناني مكون من 5 أعضاء، تشكل في بيروت العام 2008، وأصدر ثلاثة ألبومات. وحصل الفريق على جائزة لجنة التحكيم والجمهور، في مسابقة "الموسيقى الحديثة"، التي نظمتها إذاعة "راديو لبنان"، وذلك بسبب أغنيتها الشهيرة "رقصة ليلى". وأعلن بعض أعضائه أنهم مثليون.

وقال سنو في حوار سابق مع شبكة CNN في عام 2013: "لقد تسببت موسيقانا في إثارة غضب الكثير من الأشخاص لعدة أسباب، فالصراحة وعدم فرض رقابة في التعبير عن نظرتنا للعالم، أزعج البعض، خاصة فيما يتعلق بأسلوبنا الصريح في طرح المواضيع الجنسية، ولن نتراجع عن طرقنا".

وأضاف في المقابلة التي أجريته معه عقب الهجوم على ملهى أورلاندو للمثليين العام الماضي: "بمجرد أن تكون عربي مسلم فلا يحق لك الحداد، مضيفًا: "كثير منّا يشعر بالاعتداء حتى من قبل الهجوم"، واصفًا الهجوم بأنه أسوأ عملية قتل جماعي عنصري عرفها التاريخ الأميركي.

وقال إنه جاء من منطقة شعر فيها دائمًا بأنه غير مقبول؛ بسبب ميوله الجنسية، مشيرًا إلى أنه حتى في الولايات المتحدة، عانت الفرقة من تحيّزات ضد المسلمين، خلال الفترة التي أقاموها هناك.

ويضم علم المثليين ستة ألوان هي: الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، والأزرق، والأخضر، والبنفسجي. وتمثل ألوان قوس قزح. ويرمز اللون الأحمر إلى الحياة، والبرتقالي إلى لصحة، والوردي إلى الجنس، والأصفر إلى ضوء الشمس، والنيلي إلى الصفاء والوئام، والبنفسجي إلى الروحانيات، واللون التركواز إلى الفن، بينما الأخضر يعتبر رمزًا إلى الطبيعة.

وصمم الفنان الأميركي جيلبرت بيكر، علم المثليين، ورفع للمرة الأولى في المسيرات التي خرجت للتنديد بمقتل عضو بلدية سان فرانسيسكو المثلي، هاري ميلك، في 27 نوفمبر من عام 1978.