الرباط: عكس كل التاويلات والقراءات التي أعطيت للقاء الاحد ، الذي جمع الإخوة الأعداء في حزب الاستقلال المغربي، بمنزل القيادي توفيق حجيرة، بحضور حميد شباط الأمين العام للحزب، وخصومه في اللجنة التنفيذية ومنافسه على القيادة نزار بركة، التي ذهبت إلى أن اللقاء أذاب الجليد بين الأطراف وعادت الأمور إلى طبيعتها، توصلت "إيلاف المغرب" إلى معطيات تؤكد عكس ذلك.

ففي اللقاء الذي نظمه بركة، بصفته مرشحا للأمانة العامة لحزب الاستقلال صباح الاثنين بالرباط، ورغم محاولته التأكيد على أهمية المصالحة وتوحيد الصف الاستقلالي الذي سيشتغل عليه، بدت من خلال غياب كل من عبد القادر الكيحل وعبد الله البقالي وعادل بنحمزة، المحسوبين على التيار الداعم لشباط، رغم ابتعادهم عنه، أن الأمور ليست على ما يرام، والخلاف ما زال قائما بين الأطراف المتصارعة في الحزب السياسي الأكثر عراقة بالبلاد.

وحسب ما عاينته "إيلاف المغرب" فإن اللقاء المذكور سجل حضور جل الاستقلاليين الناقمين على شباط، بل وحتى الذين كانوا بالأمس القريب مساندين له مثل نور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي للحزب ، وعمر العباسي، القيادي في شبيبة الحزب، وبوعمر تغوان، وغيرهم ، بدوا متحمسين مستبشرين لبركة ، وهو الأمر الذي دفع أحد الصحافيين لتوجيه سؤال مباشر له جاء فيه: كيف ستثق في هؤلاء الحاضرين وأغلبهم كان يدعم شباط؟ الأمر الذي مر عليه بركة مرور الكرام دون أن يفصح عن حقيقة ما يخالجه من مشاعر تجاه هؤلاء.

ووجهت "إيلاف المغرب" سؤالا واضحا لعدد من القيادات الحاضرة حول ما إذا كان اللقاء المذكور قد نجح في طي الخلاف والتوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف وينهي الخلاف مع شباط ؟ فلم تقابل القيادة المذكورة السؤال إلا بالصمت أو الامتناع عن الجواب.
لكن واحدا من المعارضين البارزين لشباط، خالف صمت زملائه وأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الخلاف مع شباط وأتباعه ما زال قائما ولم يتغير أي شيء.

وقال عبد الصمد قيوح، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ، وأحد الوجوه المعارضة لاستمرار شباط في قيادة الحزب، إن اللقاء "لم يشهد أي صفقة تذكر والوضع ما زال كما كان".

وأضاف قيوح في تصريح ل"إيلاف المغرب" أن المؤتمر الذي سيعقد نهاية الأسبوع الجاري، هو الذي سيحسم الأمر، وما على شباط إلا أن يقدم ما لديه ويبذل ما في وسعه، وذلك في نبرة تحدي واضحه منه للزعيم "الشعبوي"، الذي تشير كل المعطيات أن ساعة رحيله قد حانت.