لندن: توصلت دراسة جديدة إلى أنّ الخلايا الجذعية المأخوذة من حبل سرة الرضيع تساعد في إصلاح القلوب التالفة وتحسين عملها. ويعاني ملايين في العالم من عجز القلب حين لا يعود قادراً على ضخ الدم بكفاءة في أنحاء الجسم مؤدياً إلى صعوبة في التنفس وإعاقة جسدية. 

وحتى الآونة الأخيرة كان يُعتقد أن التلف لا يمكن اصلاحه، ولكن الدراسة الجديدة وجدت أن الخلايا الجذعية تساعد في تجديد هذا العضو الحيوي. 

وفي تجربة رائدة أُعطي 15 مريضاً عن طريق الوريد خلايا جذعية من حبل السرة، مصدرها مانحات أُجريت لهن عملية ولادة قيصرية. واستخدم الباحثون سلسلة من الاختبارات بينها التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس التغيير الذي حدث في عمل القلب. 

وأظهرت هذه الاختبارات ان المادة الكيميائية المعروف بأنها ترمم الخلايا التالفة وتقوي جهاز المناعة زادت 55 مرة لدى المرضى الذين أُعطيت لهم خلايا جذعية بالمقارنة مع مجموعة المراقبة التي أُعطي افرادها مادة كاذبة (بلاسيبو). كما تحسنت قدرة القلب على ضخ الدم اربع مرات في المرضى الذين تلقوا خلايا جذعية بالمقارنة مع مجموعة المراقبة بعد 12 شهراً على العلاج. 

واكد المرضى الذين تلقوا خلايا جذعية تحسن نوعية حياتهم وعدم تعرضهم إلى آثار جانبية ايضاً. 

وقال البروفيسور فرناندو فيغويروا، استاذ الطب في جامعة الانديز في تشيلي، إن نتائج الدراسة مشجعة، "لأنها يمكن ان تمهد الطريق لعلاج واعد جديد ليس غازياً يكون في متناول شريحة من المرضى يواجهون آفاقاً قاتمة". 

والخلايا الجذعية خلايا يمكن ان تنمو إلى أي خلايا أخرى وتوجد في الأجنة وحبل سرة الرضيع حديث الولادة وبعض الأنسجة المكتملة مثل نخاع العظم. 

ورغم التقدم الذي حققه علم الطب، فإن نصف المصابين بعجز القلب يتوفون في غضون خمس سنوات من تشخيص المرض عندهم. ويقول الباحثون إن نتائج دراستهم إذا تأكدت في ابحاث أوسع يمكن أن توفر علاجاً واعداً جديداً لحالة ليس امامها الآن إلا خيارات قليلة. 

وأوضح رئيس فريق الباحثين في الجامعة البروفيسور خورجه بارتوليتشي أن العلاج المتعارف عليه بالعقاقير قد لا يكون بالمستوى المطلوب في السيطرة على عجز القلب وكثيراً ما يتعين على المريض ان يخضع إلى علاجات غازية مثل إستخدام اجهزة آلية تساعد البطين أو زرع قلب. ومن هنا أهمية العلاج بالخلايا الجذعية. 

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/09/26/stem-cells-taken-umbilical-cords-babies-can-help-repair-damaged/