اتخذ البرلمان العراقي اليوم بحضور رئيس الوزراء قرارات حاسمة لمواجهة نتائج الاستفتاء الكردي على الانفصال وتداعياته تقضي بنشر قوات في المناطق المتنازع عليها وخاصة في كركوك وإحالة بارزاني إلى القضاء واغلاق جميع ممثليات الدول في اربيل فيما أكد العبادي عدم الدخول في حوار مع الاكراد مطلقا قبل ان يلغوا نتائج الاستفتاء. 

إيلاف من لندن: في جلسة حاسمة لمجلس النواب بحضور اكثر من ثلثي الاعضاء ومشاركة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزراء الدفاع والداخلية والنفط فقد صوت على 13 قرارا لمواجهة نتائج وتداعيات الاستفتاء الكردي الذي جرى في اقليم كردستان الشمالي قضت بدعوة القائد العام للقوات المسلحة بتحريك الجيش لاعادة السيطرة على المناطق التي استولت قوات البيشمركة الكردية عليها بعد تحريرها من سيطرة داعش عليها في العاشر من حزيران يونيو عام 2014. 

كما قرر البرلمان تنفيذ قراره السابق باحالة محافظ كركوك كريم نجم الدين الى التقاعد واستعادة جميع حقول النفط في المناطق المتنازع عليها ومنع سيطرة الاحزاب عليها.. ودعا الرئيس فؤاد معصوم الى الالتزام بواجباته الدستورية في الحفاظ على العراق ووحدة اراضيه وسيادته.

وقرر البرلمان متابعة المسؤولين عن تنفيذ الاستفتاء قضائيا يتقدمهم رئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني وفقا للقوانين العراقية واعلاق جميع المنافذ الحدودية خارج سيطرة الحكومة الاتحادية واعتبار البضائع التي تمر عبرها مهربة ودعا دول الجوار الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بمساعدة العراق على تنفيذ هذا القرار.

ودعا البرلمان الحكومة الى اعادة الحقول النفطية الشمالية في كركوك والمناطق المتنازع عليها واخضاعها لاشراف وسيطرة وزارة النفط الاتحادية.. واستدعاء سفراء الدول التي لها ممثليات وقنصليات ومكاتب في الاقليم لغرض ابلاغهم باغلاقها ونقلها الى محافظات اخرى خارج الاقليم.

وأكد البرلمان على ضرورة العمل على تنفيذ استراتيجية المصالحة الوطنية على قاعدة تغليب الهوية العراقية لابناء الشعب العراقي. وأكد على ضرورة العمل على اعادة جميع النازحين الى مناطقهم واعادة المتضرر منها. وشدد على استمرار جميع الموظفين الاكراد في مختلف وظائفهم وضمان امنهم ممن لم يشاركوا في الاستفتاء. 

وأكد على ضرورة العمل على الحفاظ على الروابط الوطنية والاجتماعية مع الاكراد باعتبارهم مكون اساسي من مكونات الشعب العراق.. ثم أكد على الحكومة بعدم قبول الحوار المشروط مع الاقليم الا بعد الغاء نتائج الاستفتاء.

العبادي: لا حوار حول نتائج الاستفتاء مطلقا

وفي كلمة بالبرلمان أكد العبادي ان حكومته ستفرض حكم السلطة الاتحادية بقوة الدستور والقانون في اقليم كردستان كما هي جميع المحافظات العراقية مشددا على انه لاحوار حول نتائج الاستفتاء مطلقا.
وشدد على الاستمرار بعمليات التحرير واعادة النازحين وقال "لن نسمح لاي احد بان يعطلنا عن تحرير اراضينا". ورفض كل محاولات اثارة الطائفية والقومية والعنصرية مشيرا الى ان العراقيين تمكنوا من دحر الارهابيين بوحدتهم حينما تمكن الارهاب منا بفرقتنا.

وأضاف " ان هدفنا الاول هو خدمة المواطنين ووحدة بلدنا واننا تفاجأنا باجراءات الاستفتاء وحذرنا قيادات الاقليم من تداعيات خطيرة له، مؤكدا اننا لن نحيد عن الدستور الذي له سلطة عليا على كل السلطات وواجبنا الوطني الدفاع عن العراق ووحدته ولذلك سنفرض السلطة الاتحادية في اقليم كردستان وبدأنا بهذا الامر".

 

العبادي متحدثًا في البرلمان عن أزمة الاستفتاء الكردي

 

وأكد أن "الاستفتاء خطأ ولن نناقش نتائجه أبدا وسنستخدم كل الصلاحيات ونتخذ كافة الإجراءات وسندافع عن المواطن الكوردي كما ندافع عن التركماني والمسيحي والعربي".. وقال أن "أي اعتداء على أي فرد كوردي هو اعتداء علينا جميعاً، وسندافع عن الكوردي في داخل الإقليم وخارجه".

وأضاف "اسأل قيادات الكورد: هل تنوون القتال أم ماذا؟، لا قتال بين أبناء الوطن الواحد ولكن سنفرض القانون وسترون". واشار الى ان "موقف العراق اليوم قوي لأننا نجحنا في فرص الاستقرار على الأرض، الخطاب العنصري والقومي والشوفيني هو جريمة بحق المواطنين".

وأوضح العبادي قائلاً "سنفرض سلطتنا على جميع المنافذ وقد بدأنا الآن بخطوات مع الجانب السوري والإيراني والتركي لاستلام المنافذ الحدودية". وأضاف "أبلغنا قادة الإقليم بأننا سنتخذ إجراءات في حال الاستفتاء وأطالب بإعادة كل المناطق التي استحوذ عليها الإقليم بناءً على قرار البرلمان".

وأضاف أن "أي طيران من مطار السليمانية وأربيل سوف يكون غير موجود اعتباراً من يوم الجمعة الذي سيكون آخر يوم لتسليم المطارات".

وشدد بالقول "سنعمل على تقوية مبدأ أن كردستان هي جزء من العراق وسنفرض الدستور على كل المناطق التي تمت السيطرة عليها بعد 2003 وبعد دخول داعش في 2014 وسنفعل ذلك دون إراقة الدماء". واشار الى ان القادة الاكراد قد أخفوا الحقيقة عن الشعب الكردي.. وقال "أخبرت السيد البارزاني بأننا ضمن عراق واحد وسوف نتعاون أما إن كنتم تنوون الانفصال فأخبرونا وهم قد أخلوا بالاتفاق".

وبين العبادي أن "العراقيين كلهم شركاء ولايحق لاحد ان ينفرد بقراره ونحن نرفض الاستفتاء ونتائجه". وحذر قائلا "ان العودة الى الخطاب الطائفي والعنصري والقومي والشوفيني جريمة بحق المواطنين". وبين "ان الموقف الدولي مساند لنا ومازال مسانداً لوحدة العراق وسيادته". واشارالعبادي الى ان المواطنين الكرد عراقيون وسيبقون كذلك مؤكدا بالقول "لن نتخذ اية خطوة تضر بمصالح مواطنينا الاكراد وكرامتهم ورفاههم".