لاغوس: اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر الاربعاء، الكاميرون بطرد نحو مئة الف لاجىء نيجيري فروا من عنف جهاديي بوكو حرام وتعرضوا للتعذيب والاعتداءات الجنسية من جانب الجيش الكاميروني.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير من ستين صفحة عنوانه "اجبروا على الصعود الى شاحنات كالحيوانات" ان "نحو مئة الف نيجيري اعيدوا قسرا الى بلادهم منذ كانون الثاني/يناير 2015".

واضافت ان "عمليات الاعادة القسرية التي تقوم بها الكاميرون تنتهك المبدأ الذي يحظر اعادة اللاجئين وطالبي اللجوء الى امكنة قد يتعرضون فيها لاضطهاد".

ويشهد شمال شرق نيجيريا الذي يشكل معقل متمردي بوكو حرام، ازمة انسانية خطيرة بعد اعوام من نزاع خلف اكثر من عشرين الف قتيل و2,6 مليون نازح.

كذلك، اتهمت هيومن رايتس ووتش الجيش الكاميروني بانه "عذب واعتدى ومارس الاستغلال الجنسي بحق طالبي لجوء نيجيريين في مناطق حدودية نائية" ومنع هؤلاء من التواصل مع المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة.

وذكرت بان المفوضية الاممية كانت طلبت العام الفائت من الدول المجاورة عدم ترحيل احد الى شمال شرق نيجيريا "حتى يتحسن الوضع في شكل ملحوظ".

وقال الباحث في المنظمة غيري سيمبسون "يبدو ان الدافع من التعذيب وسوء المعاملة اللذين يمارسهما الجيش الكاميروني بحق اللاجئين وطالبي اللجوء هو قرار تعسفي يهدف الى معاقبتهم على الهجمات التي شنتها بوكو حرام في الكاميرون".

وروى لاجئون لهيومن رايتس ووتش ان اطفالا "قضوا خلال الترحيل القسري لذويهم او بعده مباشرة بعدما امضوا اشهرا او اعواما في مناطق حدودية من دون ما يكفي من المواد الغذائية والعناية الطبية".

ورد المتحدث باسم الحكومة الكاميرونية عيسى بكاري ان "هذا التقرير لا يستند الى شيء" نافيا مضمونه "في شكل قاطع".

وقال "اود ان اذكر هيومن رايتش ووتش بامرين: الاول ان لدينا اليوم نحو 500 الف لاجىء في بلادنا (...) والثاني ان الكاميرون ليست بلدا مستعدا لاستقبال اللاجئين من العالم اجمع".

واضاف ان "المزاعم (عن قيام الجنود الكاميرونيين) بعمليات تعذيب واعتداء جنسي هي كذبة وقحة"، مؤكدا ان الجنود "يتلقون قبل الانتقال الى مسرح العمليات عمليات ارشاد اخلاقي" و"يعلمون بان من ينتهك (المبادىء التي تم تلقيها) سيعاقب".