أبوظبي: انطلقت فعاليات النسخة السادسة من مؤتمر صحة الدولي للتمريض والقبالة والمهن الطبية المساندة في العاصمة الإماراتية أبوظبي تحت شعار «التحول الشامل في مفهوم الرعاية الصحية على أيدي مقدميها» وتستمر من 27 إلى 29 سبتمبر 2017 في فندق أبراج الاتحاد – أبوظبي، ويتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 1250 مشاركا من متخصصي التمريض وطلاب التمريض في الإمارات إضافة إلى متخصصي القبالة والمهن الطبية المساعدة إلى جانب آخرين من المختصين والمعنيين بمواضيعه.

وتولَّت تنظيم المؤتمر لجنة تضم في عضويتها تسع مؤسسات طبية منضوية تحت مظلة شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) كما ويتحدث خلال المؤتمر خبراء ومختصون دوليون وإقليميون ومحليون في مجالات التمريض والبحوث والحمل والأمومة وطب الأطفال والتغذية وتقنيات التنفس ونطاق عريض من التخصصات ذات الصلة.

وسيشارك في المؤتمر أكثر من 100 خبير من الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وعدد من الدول الأخرى. يعرضون خلاصة عملهم وأبحاثهم ضمن 90 من المحاضرات العلمية والبحثية، بالإضافة إلى7 ورش عمل و32 ملصقا علميا.

وفي هذا السياق أكدت رئيسة المؤتمر السيدة سماح محمود، المدير التنفيذي لإدارة التمريض في مدينة الشيخ خليفة الطبية في حديث لـ«إيلاف» على أهمية قطاع التمريض والقبالة والمهن الصحية المساندة الذي يعتبر من ركائز المنظومة الصحية. وأشارت إلى أن المؤتمر يمثل فرصة للقاء المؤثّرين في القطاع و تشارك آخر الدراسات والأبحاث.

كما أعلنت:" إن أبوظبي سوف تستضيف مجلس التمريض الدولي في 2021 والذي من المتوقع أن يستقطب أكثر من 8200 مشارك الرقم الذي شهده في دورته السابقة في برشلونة. وعبّرت عن سعادتها البالغة في الاستحواذ على هذا المؤتمر من بين المنافسين".

كما أشارت رئيسة المؤتمر إلى أحد أبرز مميزات نسخة المعرض السادسة وجود رئيسة الجمعية الدولية للتمريض، أنيت كينيدي والتي تطرقت إلى انعقاد المؤتمر الإقليمي لمجلس التمريض الدولي في أبوظبي في عام 2018 لاول مرة في المنطقة.

تحديات قطاع التمريض في أبوظبي

 ومن أبرز فعاليات المؤتمر هذا العام أيضاً، انعقاد ملتقى في اليومين الثاني والثالث حيث يجتمع فيه كل من رئيسة جمعية التمريض العالمية ووفد من منظمة الصحة العالمية وقيادات قطاع التمريض من بلدان مجلس التعاون الخليجي مع قادة قطاع التمريض الاماراتي، ويناقش الملتقى تحديات قطاع التمريض في أبوظبي والإمارات بالإضافة إلى تحديات القوى العاملة في القطاع، وتوعية المجتمع بأهمية هذه المهنة.

كما يتطرق إلى وضع خطة طويلة الأمد تبدأ من الآن ولغاية 2022 على أن يستمر البحث فيها لعدة أشهر، وتهدف هذه الخطة إلى وضع الاستراتيجيات التي تتلاقى مع التوجه الحكومي في أبوظبي من أجل البحث في تطوير صورة التمريض وسبل دعم التعليم المتخصص، ورفع مستوى مهنة التمريض، وتطوير البنية اللازمة للتماشي مع المعايير الدولية.

الاستثمار في القطاع الصحي هو استثمار في الصحة 

بدورها عبرت أنيت كينيدي، رئيسة الجمعية الدولية للتمريض، في حديث لـ «إيلاف» عن سعادتها في المشاركة في النسخة السادسة للمؤتمر في أبوظبي، وأكدت اهتمام الجمعية الدولية للتمريض التي تمّ تأسيسها من ١٢٠ عاما بالتواصل والتعاون مع مؤسسات التمريض حول العالم وتهدف الجمعية إلى تحسين معايير قطاع التمريض بما في ذلك المعايير التعليمية. 

وقالت:" نريد زيادة أعداد الممرضين حول العالم وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لتأدية وظائفهم بمهارة وثقة عاليتين. ويعتبر هذا الامر تحديا كبيرا نظراً لهجرة العاملين في هذا القطاع بحثا عن ظروف توظيف وتعليم تخصصي أفضل". 

وأضافت أن من أهم الخطوات التي يمكن اتباعها لتجنب هذه التحديات وخصوصا في المنطقة هي إدراج برامج القيادة، التي تهدف إلى تأسيس جمعيات خاصة في قطاع التمريض بهدف إعطائه الفرصة في إدراج السياسات الخاصة به على جميع المستويات في المستشفيات، البلد والمنطقة. بالإضافة الى تعزيز التعليم المتخصص في القطاع. وشددت على أن الاستثمار في قطاع الصحة لاسيما التمريض هو استثمار في الاقتصاد. 

وختمت:" أتوقع أن تكون أبوظبي مثالا استراتيجيا على صعيد المنطقة في السنوات المقبلة من خلال الاهتمام الذي توليه لهذا القطاع".

التمريض في الامارات

وأكدت عائشة المهري، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للتمريض ومديرة التمريض والخدمات الصحية المساندة في شركة "صحة" لـ«إيلاف» أن القطاع الصحي الطبي في أبوظبي شهد تطورًا كبيرًا في السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما يعتبر بلورة لتوجهات حكومة أبوظبي الرامية إلى تحسين القطاع الصحي بهدف اكتساب ثقة الجمهور بهذه الخدمات، وتتميز أبوظبي بوجود مراكز متخصصة كمركز أمراض الكلى، مراكز أمراض القلب، امراض النساء والولادة وغيرها. 

وعن قطاع التمريض تحديدا، أشارت المهري إلى أن الرؤية الحكومية الهادفة إلى التميز تشكّل تحدّيًا كبيرًا للقطاع لاسيما التوجه نحو التمريض المتخصص بدلا من العام. 

واضافت أن هذا التوجه يتطلب التركيز على الحاجة إلى برامج تدريب كفاءة، استقطاب ممرضات متخصصات من العالم، برامج تعليمية متخصصة في جامعات الدولة.

 وقالت:" نتطلع في المستقبل إلى فتح المجال في الكليات التقنية أمام ماجستير التمريض المتخصص مثل ماجستير الرعاية الحرجة، ماجستير طب الطوارئ، ماجستير غرفة العمليات وغيرها. 

المشاركة السعودية 

أكد الدكتور أحمد بن عيسى أبوشايقة، عميد كلية التمريض في جامعة الملك سعود، رئيس المجلس العلمي للتمريض، في حديث لإيلاف أن المشاركة في المؤتمر تتمثل بعرض التجربة السعودية في التعليم والخدمات الصحية. وأكد ان التجربة التعليمية في المملكة تجربة قديمة بدأت بشهادات الدبلوم إلى شهادة الدكتوراه في أيامنا هذه . 

وقال:" لدينا 60 قسما في كلية التمريض، وقد أوقفت الدبلوم تماما الان، وأصبح الدخول المنهي يتطلب البكالوريوس في التمريض، كما توفر جامعة الملك سعود برامج الماجستير للذكور والإناث، وسوف يطرح قريبا برنامج الدكتوراه."

ومن جهة أخرى، أضاف أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ومن ضمنها المجلس العلمي للتمريض يوفر 4 برامج متخصصة ما بعد البكالوريوس وجار العمل على زيادتها إلى 8 برامج في السنة القادمة. وأكد أن جزءًا من استراتيجية رؤية المملكة ٢٠٣٠ هي التركيز على قطاع التمريض وجاذبيته من ناحية العمل ومن ناحية دخول المهنة، على حد تعبيره.

من جهتها شاركت أميرة الدوسري، مديرة التمريض في ما يخص السعودة والأبحاث والتدريب والتعليم في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، في المؤتمر كأحد المدربين وتقدم ورشة عمل عن إدارة الجودة، وتركز ورشة العمل على كيفية استخدام بعض المعايير في الجودة، وتتضمن فترات تدريبية وحددت الدوسري ثلاثة معايير تمكن أي صحي من كشف النقاط السلبية والإيجابية في عمله وبالتالي وضع خطة عمل لتطوير الجودة. 

وأضافت في معرض التحديات التي تواجه التمريض أن معظم صانعي القرار ليسوا من مجال التمريض بل تابعين للوزارات ما يؤخر أخذ القرارات الصائبة. وأكدت ما قاله الدكتور أبوشايقة شكر المملكة على ايلاء قطاع التمريض اهتماما كبيرا، وأشارت إلى أن أحد أهداف الرؤية الجديدة في القطاع هو زيادة عدد العاملين.