إيلاف: يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، فيديو يقولون إنه يصور انتحار وزير الخزانة الأميركي الحالي، وقد صدّقه الكثيرون، بل وذهب البعض إلى التشفي وإظهار الفرح بموت وزير حكومة ترمب.

ويظهر المقطع الذي بدا قديمًا جدا، رجلا يتكلم في مؤتمر صحافي ثم يستخرج مسدساً من مظروف ويشهره على نفسه، باتجاه رأسه، وسط احتجاج الحضور وتعالي صراخهم.

وبعد التدقيق في الفيديو تبين أنه يعود إلى عام 1987 بالتحديد 22 يناير من ذلك العام، والرجل الذي انتحر اسمه روبرت بود دواير، وكان يشغل منصب المسؤول رقم 30 كأمين خزانة الدولة لكومنولث ولاية بنسلفانيا الأميركية.

وتشير الويكيبيديا في النسخة الإنكليزية منها إلى أن روبرت المولود في 21 نوفمبر 1939، كان قد خدم من 1971 إلى 1981 كعضو جمهوري في مجلس ولاية بنسلفانيا، ثم شغل منصب أمين الخزانة الثلاثين في بنسلفانيا من 20 يناير 1981، حتى انتحاره في 22 يناير 1987.

وقد دعا دواير إلى مؤتمر صحافي في عاصمة ولاية بنسلفانيا هاريسبورغ، حيث قتل نفسه أمام الصحافيين المتجمعين، من خلال إطلاق النار على نفسه في الرأس من مسدس ماغنوم 357، وتم بث مقطع الانتحار في وقت لاحق من ذلك اليوم نفسه، إلى جمهور تلفزيوني واسع في ولاية بنسلفانيا. وفي سنة 1990 حاكم القضاء طالبا جامعيا في فيلادلفيا بسبب نشره الفيديو على حواسيب الجامعة.

ترويج زائف!

والآن قام موقع باللغة العربية، يصعب تحديد هوية صاحبه بإعادة بث الفيديو على اليوتيوب قبل أيام على أنه يظهر انتحار وزير الخارجية الأميركي، ليلقى هذا الانتشار الواسع من جديد في السوشيال ميديا والوتسآب، ويتم الترويج له على أنه انتحار لوزير حكومة ترمب، بعد أن فشل في مسائل مالية ودخل في قضايا فساد.

وتعود قضية انتحار الرجل القديمة في عام 1987 إلى مسائل فساد واختلالات في الفواتير المالية، وكان يرى أنه بريء وضحية لمؤامرة سياسية، وأنه يرفض المحاكمة ما اضطره للإقدام على هذا الفعل، واصفا السجن بأنه معتقل أميركي.