لندن: خرجت والدة أسامة بن لادن عن صمتها لتكشف تفاصيل نشأة ابنها منذ&كان في الثالثة من عمره مرورا بتحوله إلى جهادي بعد تدينه في عقده الثاني، وصولا إلى تغيير جذري حصل له بعد احتكاكه بجماعة الاخوان المسلمين،على حد تعبيرها، في حين يرى افراد عائلتها في سردها بعدا عن الموضوعية، حيث تعيش حالة إنكار بشأن أُسامة مؤسس تنظيم القاعدة.

وفي أول حديث تدلي به والدة أُسامة بن لادن للصحافة استعرضت عالية غانم مسار علاقتها بابنها منذ نشأته في بيت زوجها الثاني محمد العطاس.

نشأته
&وقالت والدة مؤسس تنظيم القاعدة في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية "ان حياتي كانت صعبة جداً لأنه كان بعيداً عني".

واضافت انه "كان طفلا عاقلا ويحبني كثيراً". &واشارت والدة أُسامة بن لادن البالغة منتصف السبعينات من العمر الآن الى العطاس قائلة "انه اخذ على عاتقه تربية أُسامة من سن الثالثة".&

وتابعت عالية غانم حديثها محاطة بأفراد عائلتها في منزلهم المشترك في مدينة جدة حيث تعيش العائلة منذ أجيال قائلة ان أُسامة الذي كان ابنها البكر ولد طفلا خجولا وكان متفوقاً في المدرسة.

رجل مختلف
وأصبح شديد التدين في أوائل العشرينات من العمر اثناء دراسته الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة.&
وهناك "أصبح رجلا مختلفاً" بعد احتكاكه بأشخاص في الجامعة أحدهم عبد الله عزام عضو جماعة الاخوان المسلمين الذي أبعدته السعودية لاحقاً من أراضيها ثم أصبح مستشار أُسامة الروحي.
&
حقق النجومية
ودخل حسن أخ أُسامة غير الشقيق على الخط قائلا لمراسل صحيفة الغارديان "أنا فخور به بمعنى انه كان أخي الأكبر الذي علمني الكثير ولكن لا أعتقد إني فخور جداً به كرجل حقق النجومية على المسرح العالمي، وكان ذلك كله من أجل لا شيء".&

وبعد أن انتهى حسن استأنفت والدة أُسامة بن لادن حديثها قائلة "انه أنفق كل ماله على افغانستان" مؤكدة انها فوجئت بتحوله الى جهادي. &وقالت "كنا مستائين للغاية ولم نكن نريد أن يحدث أي شيء من هذا". &

زيارة العائلة لأفغانستان
قال افراد العائلة ان آخر مرة رأوا فيها أُسامة كانت في افغانستان عام 1999 حين زاروه مرتين في قاعدته خارج قندهار.&

وتتذكر عالية غانم وهي سورية عاشت طفولتها في مدينة اللاذقية حيث نشأت لعائلة علوية، ان القاعدة كانت "قرب المطار الذي سيطروا عليه من الروس، وكان سعيداً باستقبالي. كان يأخذنا في جولة حول القاعدة كل يوم من أيام اقامتنا".&واضافت إن ابنها ذبح بهيمة "وأقام وليمة دعا اليها الجميع".&

حالة إنكار

حين انتقلت والدة أُسامة بن لادن الى غرفة ثانية للاستراحة واصل ابناؤها اطراف الحديث قائلين ان من الضروري ان يتذكر المرء ان الأم نادراً ما تكون شاهداً موضوعياً وبعد مرور 17 عاماً على هجمات 11/9 &"ما زالت في حالة إنكار بشأن أُسامة".&

وقال أخوه غير الشقيق أحمد انها كانت تحب أُسامة كثيراً "وهي ترفض أن تلومه بل تلوم الذين من حوله. &ولا تعرف إلا جانب الصبي الطيب، الجانب الذي رأيناه جميعاً، ولم تعرف قط الجانب الجهادي من ابنها".

هجمات 11/9 &
من جهته عاد أحمد الى يوم الهجوم على مركز التجارة العالمي قائلا انه أُصيب "بالصدمة والذهول.

&كنا نعرف من البداية [ان أُسامة هو المسؤول] ومن أصغرنا الى أكبرنا شعرنا بالخجل منه. &وعرفنا اننا جميعاً سنواجه عواقب وخيمة.&وعادت عائلتنا كلها من الخارج الى السعودية" بعد ما كانوا منتشرين في سوريا ولبنان ومصر واوروبا.

السلطات السعودية
وفي السعودية استجوبت السلطات جميع افراد العائلة ومنعتهم لبعض الوقت من السفر. &&

وبعد مرور 17 عاماً على هجمات 11/9 تراجعت تركة أُسامة بن لادن الى الظل أمام حركة التحديث التي يعيشها المجتمع السعودي اليوم.&

نسختان لبن لادن
من جهته قال الأمير تركي الفيصل الذي كان رئيس الاستخبارات السعودية طيلة 24 عاماً، الى ما قبل عشرة أيام على هجمات 11/9، لمراسل صحيفة الغارديان ان هناك نسختين من أُسامة بن لادن، "أُسامة بن لادن قبل نهاية الاحتلال السوفيتي لأفغانستان والآخر بعد نهاية الاحتلال".&

واضاف الأمير تركي ان أُسامة بن لادن قبل نهاية الاحتلال السوفيتي "كان مجاهداً مثالياً. &لم يكن مقاتلا وباعترافه هو فقد أُغمي عليه خلال احدى المعارك وحين استعاد وعيه كان الهجوم السوفيتي على موقعه مدحوراً". &

وتابع الأمير تركي ان أُسامة بن لادن عاد رجلا مختلفاً بعد هزيمة السوفييت. &"كان يريد طرد الشيوعيين والماركسيين في جنوب اليمن وحين استقبلتُه قلت له ألا يورط نفسه. &كانت المساجد في جدة تستخدم المثال الأفغاني وكان هو يحرض المصلين فقلتُ له أن يتوقف". & &

ويتذكر الأمير تركي ان أُسامة بن لادن كان رجلا بلا تعبير على وجهه "فهو لم يكشر أو يبتسم ذات يوم".
&وحين رآه الأمير تركي في بشاور الباكستانية إبان التسعينات "التقت عيوننا لكننا لم نتحادث. &ولم يعد الى المملكة بل ذهب الى السودان حيث فتح مشروعاً لإنتاج العسل وقام بتمويل بناء طريق". &

الاستخبارات السعودية
وكشف الأمير تركي ان الاستخبارات السعودية في الأشهر التي سبقت هجمات 11/9 كانت تعرف ان شيئاً ما قيد التخطيط. وقال "في صيف 2001 أخذت أحد التحذيرات من شيء كبير على وشك أن يحدث الى الاميركيين والبريطانيين والفرنسيين والعرب. &لم نكن نعرف أين ولكننا كنا نعرف ان شيئاً ما يختمر".&
&
وريثه حمزة
في هذه الأثناء ما زال شبح أُسامة بن لادن يطارد العائلة من خلال نجله حمزة (29 عاماً) الذي قال عمه حسن انه أبلغنا بنيته في الثأر لوالده. ويُعتقد ان حمزة موجود في افغانستان. &وأعلنته الولايات المتحدة "ارهابياً عالمياً" ويبدو انه قرر ان يرث مسيرة والده برعاية زعيم القاعدة الجديد أيمن الظواهري، نائب أُسامة بن لادن سابقاً.&

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". &الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.theguardian.com/world/2018/aug/03/osama-bin-laden-mother-speaks-out-family-interview
&
&