&كشفت معلومات من داخل إيران ومؤسساتها الرسمية بينها وزارة المخابرات وقوات الحرس الثوري ووزارة الخارجية عن هيكل الجهاز الايراني المكلف بالعمليات الارهابية الخارجية الايرانية ومسؤوليه وخاصة في اوروبا التي تحتل محطات فيينا وبون وباريس، وهي التي تولت التخطيط لعملية تفجير المؤتمر العام للمعارضة الايرانية في الخارج المنعقد في باريس نهاية يونيو الماضي.

وخلال مؤتمر صحافي في بروكسل اليوم الأربعاء، قال وزير خارجية المعارضة الايرانية "رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" محمد محدثين إن المسؤول عن الجهاز الايراني المكلف بالعمليات الارهابية الخارجية هو القنصل الثالث في سفارة النظام الإيراني في فيينا أسد الله أسدي وقد اعتقل في &الأول من&يوليو الماضي في مدينة أشافنبورغ الألمانية بناء على مذكرة اعتقال أوروبية.&

وفي 11&يوليو 2018 أعلن مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا أنه فتح تحقيقاً بشأن أسدي لقيامه &بأنشطة كعميل أجنبي - أو جاسوس - والتآمر لارتكاب القتل. وأكد بيان المدعي العام من جديد أن أسدي عضو في وزارة المخابرات الإيرانية وأنه سلّم شخصيًا قنبلة إلى إرهابيين اثنين في لوكسمبورغ.&

أسدي مسؤول محطات المخابرات الايرانية في اوروبا

واضاف محدثين أن أسدي هو مسؤول عن محطة وزارة المخابرات الإيرانية في فيينا وأنه شغل هذا المنصب منذ يونيو& 2014 ويقوم بتنسيق أنشطة جميع محطات المخابرات الإيرانية في أوروبا، حيث&يعتبر انه بذلك يشغل المنصب الأكثر أهمية لوزارة المخابرات الإيرانية في أوروبا.&
ووفقاً لمعلومات محدّدة ، فإن أسدي هو ضابط كبير في وزارة المخابرات ومُخطط للهجمات الإرهابية، وله خبرة وتدريب في عمليات الهدم والتفجيرات وقد تلقى تدريبات عديدة، إضافة إلى تدريبات في ما يخص جمع المعلومات الاستخبارية والاستطلاع.&

وقد وُلد في عام 1971 في خرم آباد ، في محافظة لورستان غرب&إيران. كان والده يُدعى علي الملقب بـ "كنج علي" أثناء الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات، وكان مسؤولا عن لجنة دعم الحرب في مدينة خرم آباد ثم أصبح في وقت لاحق نائب رئيس بلدية خرم آباد ولهذا السبب شارك أسد الله أسدي في الحرب الإيرانية-العراقية في سن المراهقة وتلقى أول تدريبات له على المتفجرات في تلك الفترة ولاحقا اكمل هذه التدريبات بشكل&احترافي ثم في نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام 1988 انخرط في وزارة المخابرات والأمن وبدأ العمل في دائرة المخابرات في خرم آباد بمحافظة لورستان، وخلال ذلك الوقت ، كان أحد أدواره الرئيسية في المخابرات، إلقاء القبض على أعضاء منظمة مجاهدي خلق &المعارضة وغيرهم من معارضي النظام وقمعهم. ثم ارتقى لاحقا في الوزارة، ودخل مجال التخطيط وبالتحديد لعمليات إرهابية.&

مهمة أسدي في العراق&

بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 تم تعيين أسدي في العراق كقنصل ثالث في سفارة النظام الإيراني في بغداد في بداية عام 2004.&

وكانت مهمة أسدي جمع معلومات استخباراتية عن تواجد قوات التحالف الدولي في العراق ومقرها ومراكزها الرئيسية ، ورصد المعارضين للنظام الإيراني من بين الشخصيات العراقية، وكذلك مراقبة نشاط المعارضة الإيرانية، أي منظمة مجاهدي خلق التي كان أعضاؤها في معسكر أشرف شمال شرق بغداد في ذلك الوقت، كما عمل وبالتنسيق مع الجماعات الشيعية في العراق التابعة للنظام الإيراني وشارك بنشاط في تنظيم شبكات الإرهاب وفرق الموت التابعة للميليشيات لتنفيذ مهام ضد قوات التحالف، ومجاهدي خلق الإيرانية، والقوى العراقية الديمقراطية والوطنية التي تعارض النظام الإيراني.&

وعمل أسدي في العراق حتى عام 2008 عندما حلّ محله ضابط آخر للمخابرات يُدعى "كيومرث رشادت مند" باسم مستعار حاج علي.&

&وكان عناصر وزارة المخابرات الإيرانية في سفارة النظام الإيراني في بغداد موجودين في مبنى خارج السفارة المسمى بالكود 210 وخاص للمخابرات الإيرانية، وكان يقع مقابل السفارة في مبنى من طابق واحد ,بعد بضع سنوات تم بناء مبنى متعدد الطوابق في ذلك المكان. وفي عام 2006 ، كان حوالي 40 موظفًا بالسفارة يعملون في ثلاثة أقسام : قسم تابع لوزارة الخارجية، وآخر تابع لوزارة المخابرات برقم رمزي 201 وكان قسم ثالث لضباط قوة القدس فيما كان أسدي في القسم 210. وكان عدد أفراد وزارة المخابرات يبلغ 15 شخصًا برئاسة الحاج آقا هاشم أو هاشمي والذي انضم إلى السفارة في مايو 2005.&

مسؤولية التفجيرات في العراق

وأكد محدثين انه وفقاً للتحقيقات التي أجرتها مصادر المعارضة في إيران، فقد لعب أسدي دوراً أساسياً في المخططات الإرهابية والتفجيرات والاختطافات في العراق ضد منظمة مجاهدي خلق وقوات التحالف والعراقيين بين عامي 2004 و 2008. &

وقال ان أسدي الذي عمل عميلاً لوزارة المخابرات والأمن في السفارة الايرانية ببغداد كان يتعاون مع اثنين من ضباط قوة القدس، كما قام بتجنيد بعض عملاء وزارة المخابرات مثل مسعود خدابنده (عميل وزارة المخابرات الإيرانية والمقيم في المملكة المتحدة) ، ومصطفى محمدي &(أحد عملاء وزارة المخابرات الإيرانية والمقيم في كندا) ، وجاء كلاهما من الخارج إلى العراق وشارك أسدي في تنظيم عمليات العملاء العراقيين ضد سكان معسكر أشرف.&

أسدي منسّق نشاطات محطات المخابرات الإيرانية في أوروبا.&

كان أسد الله أسدي يعمل منذ 23 يونيو& 2014 في منصب القنصل الثالث في سفارة النظام الإيراني في فيينا في الطابق الثالث من المبنى، حيث كان رئيس قسم المخابرات الايرانية في النمسا ومنسقًا لجهاز مخابرات النظام في أوروبا.&

واشار الى ان من بين محطات المخابرات الخارجية التي كانت تعمل بالتنسيق مع اسدي هي :

• محطة المخابرات الإيرانية في ألمانيا:&

محطة ألمانيا وهي واحدة من أهم محطات وزارة المخابرات الإيرانية في أوروبا وكانت تعمل تحت إشراف أسدي. والرئيس الجديد لجهاز المخابرات الإيراني في ألمانيا هو حسين مهديان - فرد الذي حل محل عباس جعفري رئيس المحطة السابق. وهناك ضابط آخر لوزارة المخابرات يعمل هناك باسم مجتبى سبتي الذي حل محل شريفي.&

• محطة المخابرات الإيرانية في فرنسا:&

هذه المحطة لها أهمية كبيرة بالنسبة للنظام بسبب وجود مقر المقاومة الإيرانية في فرنسا. أحمد ظريف الرئيس السابق لهذه المحطة كان من المفترض أن يتم استبداله منذ عدة أشهر ويعود إلى إيران. وهناك ضابط آخر للمخابرات الإيرانية في فرنسا يدعى رسول أحدي مجد آبادي.&
&
التخطيط لتفجير مؤتمر باريس للمعارضة الايرانية&

واشار محمد محدثين الى انه قبل حكم محكمة ميكونوس في عام 1997 في ما يتعلق باغتيال أربعة زعماء أكراد إيرانيين في ألمانيا، كانت سفارة النظام الإيراني في بون تلعب دور المركز العصبي للمخابرات الإيرانية في أوروبا.&

وبعد حكم المحكمة وكشف دور السفارة، اُجبر النظام على إيقاف وظيفة تلك المحطة كمحطة مركزية للمخابرات الإيرانية في أوروبا وقد مرت الآن عدة سنوات منذ أن اختار النظام الإيراني النمسا المحطة الرئيسية لمخابراته في أوروبا وهي تقع في الطابق الثالث من السفارة ، وهي المقر الرئيسي ومنسق محطات المخابرات ووكلائها في أوروبا.&

ووفقاً لتصريحات مسؤولين مختلفين للنظام، فإن حكومة النمسا والنظام الإيراني لديهما علاقات واسعة النطاق ولكن في صمت وخفاء. وقد خلق هذا الوضع بيئة مناسبة جدًا لإنشاء المحطة الرئيسية للمخابرات الإيرانية في أوروبا لدى النمسا. و تؤكد المصادر داخل النظام أن علاقات إيران بالنمسا هي من بين الأكثر صداقة في أوروبا. ويشيرون إلى أن النمسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي زار رؤساؤها إيران مرتين منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979. ولدى إيران عدد من الممثليات في النمسا ولا يواجه ضباط وزارة المخابرات أية مشكلة في السفر إلى النمسا كما تقدم الخطوط الجوية الإيرانية خدمات خاصة لهم.&

وعاد رئيس محطة فيينا السابق ، مصطفى رودكي إلى إيران في عام 2014. وفي وقت لاحق تم إرساله إلى ألبانيا في عام 2017 وتمركز هناك كمدير لمحطة المخابرات لبدء أنشطة ضد وجود أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ألبانيا. ووفقا لتصريحات وتقارير مسؤولين حكوميين ألبانيين، تم إحباط مخطط إرهابي كبير ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ألبانيا، في مارس 2018 والذي كان مخططا له من قبل ضباط مخابرات إيران.

ارتباط محطات المخابرات الإيرانية في الخارج

واضاف محدثين ان محطات وزارة المخابرات في سفارات النظام في الدول الخارجية ترتبط بـ«منظمة الاستخبارات الأجنبية والحركات» في وزارة المخابرات. قسم من هذه المنظمة ، يسمى «المكتب العام لدراسة التقارير» ويتمركز في مبنى وزارة الخارجية بطهران و تتواصل محطات وزارة المخابرات في سفارات النظام مع هذه المديرية ، التي تم تحديدها بالرمز 210 في المراسلات والاتصالات الداخلية وتعد أحد أهم الأجزاء في وزارة المخابرات ، وهي تدير عمليات إرهابية وتجسسية خارج إيران.&

&وتتألف من الإدارات العامة التالية:&

الادارات العامة في شؤون أوروبا / أفريقيا / الولايات المتحدة / إسرائيل / الأميركتين / الشرق الأوسط وفلسطين / آسيا والمحيط الهادئ.&

وهذه الادارات معنية بتوفير الدعم والمساعدة لشبكات التجسس ، والجماعات المسلحة ، ومرتزقة النظام ، بما في ذلك حزب الله في لبنان ، اضافة الى الحوثيين&في اليمن ، والميليشيات في العراق وسوريا ، وسائر الدول.&
&
رئيس منظمة الاستخبارات الخارجية لوزارة المخابرات&

وكشف القيادي الايراني المعارض عن شخصية رئيس «منظمة الاستخبارات الخارجية والحركات» في وزارة المخابرات موضحًا انه رضا أميري مقدم، وهو على اتصال مباشر بوزير المخابرات والأمن ، محمود علوي وكان أسد الله أسدي يرفع تقاريره مباشرة إلى أميري مقدم.&

واوضح ان أميري مقدم كان خلال الحرب العراقية الإيرانية &أحد عناصر قوات الحرس الإيراني، لكنه انضم فيما بعد إلى وزارة المخابرات والأمن وكان نائب رئيس الإدارة الخارجية للمخابرات قبل إعادة التنظيم ليصبح منظمة الاستخبارات. ويُعتبر أحد كبار المسؤولين الأمنيين في النظام &وقد شارك في مفاوضات مع القوات الأميركية في العراق عام 2007 نيابة عن المجلس الأعلى للأمن القومي ، سوية مع سفير النظام في العراق العميد في الحرس الثوري كاظمي قمي من قوة القدس، وممثل وزارة الخارجية أمير حسين عبد اللهيان. كما ترأس وفد النظام في الجولة الثالثة من المفاوضات مع الولايات المتحدة في أوائل عام 2008 فهو عضو في المجلس الأعلى للأمن القومي منذ سنوات ويعد مسؤولاً كبيراً في وزارة المخابرات والأمن و يشارك عن كثب في عمليات إرهابية خارج إيران بالتعاون مع قادة قوة القدس.&

واكد محدثين ان أسدي هو مخطط العملية إلارهابية ضد مؤتمر باريس مؤخرًا، وذلك تحت قيادة أميري مقدم وكذلك المحاولة الارهابية في ألبانيا كانت أيضا تحت قيادة أميري مقدم. ووفقاً للمعلومات الاستخبارية التي تم الحصول عليها من داخل النظام ، فإن مسؤولية محطة ألبانيا قد نُقلت من وزارة الخارجية في النظام إلى مجلس الأمن القومي الأعلى.

دبلوماسيون عملاء مخابرات

واوضح ان سفير النظام الإيراني الحالي في ألبانيا، غلام حسين محمدي نيا كان في السابق رئيساً للإدارة العامة الدولية في وزارة المخابرات وهو يعمل الآن كسفير للنظام في ألبانيا وبذلك فان غلام حسين محمدي نيا سفير النظام الإيراني في ألبانيا ومصطفى رودكي رئيس محطة المخابرات في سفارة النظام الإيراني في ألبانيا، هما من ضباط قسم الاستخبارات الخارجية لوزارة المخابرات ويعملان تحت قيادة أميري مقدم ، ويتولون قيادة أنشطة إرهابية ومراقبة ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ألبانيا.&

وتتم عملية اتخاذ القرار وتنفيذ العمليات الإرهابية خارج إيران من قبل وزارة المخابرات، حيث إن اتخاذ القرار لتنفيذ العمليات الإرهابية ، ولا سيما العمليات الإرهابية الكبرى ، يتم بالكامل في مجلس الأمن القومي الأعلى برئاسة رئيس الجمهورية حسن روحاني وأعضاء المجلس من بينهم وزير المخابرات والأمن، ووزير الخارجية ، والقائد الأعلى لقوات الحرس ، وقائد قوة القدس. هذا المجلس يفحص قرارات المجلس مباشرة مع مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي
وأكد محدثين ان عملية اتخاذ القرار لتنفيذ عملية الهجوم على المؤتمر العام للمعارضة الايرانية في الخارج المنعقد في باريس في 30 يونيو& الماضي &كما يلي:&
1. بعد الفحص من قبل مكتب خامنئي، أبلغ المجلس الأعلى للأمن الوطني ، وزير المخابرات ، محمود علوي بالأمر ، وكذلك أميري مقدم باعتباره الشخص المسؤول مباشرة عن العملية.&
&2 . ميري مقدم يبلغ أسدي بالأمر&
3. أسدي يبلغ الارهابيين&

وانيطت مسؤولية العملية بالإدارة القانونية لوزارة الخارجية، وهي المسؤولة عن قضية أسدي وهي التي تابعت الأمر من خلال سفارة النظام الإيراني في ألمانيا، كما قامت الدائرة القانونية التابعة لوزارة المخابرات أيضا بمتابعة القضية.&

واشار الى انه من خلال الضغط والمفاوضات، يعتزم النظام منع السلطات الألمانية من تسليم أسدي إلى بلجيكا لمواجهة العدالة ، وبدلاً من ذلك ، إرساله إلى النمسا حيث يتمتع بحصانة دبلوماسية ومن ثم يمكن نقله لاحقاً إلى إيران.&

ووفقاً لتقارير موثوقة، أكد محمد محدثين ان قضية أسدي مهمة للغاية بالنسبة للنظام حيث تم خلال جلسة الإحاطة السنوية لسفراء النظام في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي في طهران ، إطلاع سفراء النظام بشكل كامل على القضية وتداعياتها المتوقعة.