أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن طهران بصدد ترميم العلاقات مع السعودية والإمارات والبحرين، مشددا على أنه لا يوجد حوار بين طهران وواشنطن.

وأكد ظريف في مقابلة مع صحيفة (ايران ديلي) نشرتها يوم الأربعاء، أن طهران ترغب بأمن المنطقة واستقرارها، ويأتي قبولها للقرار 598 ومواجهتها لداعش والتطرف في المنطقة، ومبادرة تشكيل مجمع للحوار الاقليمي في هذا الاطار.

وأضاف: مثلما قال رئيس الجمهورية، فإننا بصدد ترميم العلاقات الايرانية مع السعودية والإمارات والبحرين. وقد رحبنا دوما بالحوار، الا ان الاميركيين&طرحوا مزاعم لا اساس لها، وادعوا انهم يريدون ايصال الصادرات النفطية الايرانية الى الصفر، وهو زعم لا يمكن تنفيذه، فالدول التي تتفاوض أميركا معها حاليا، أعلنت انها ستواصل شراء النفط من ايران.

مواقف الجيران&

وتابع وزير الخارجية الإيراني: اذا اراد الاميركيون&ان ينفذوا هذا الأمر، فعليهم ان يعلموا تبعاته وعواقبه، لأنهم لا يمكنهم ان يتصوروا ان لا تصدر ايران نفطها، ويتمكن الاخرون من ذلك. وبالطبع فإن وقوع هذا الامر مستبعد للغاية وتقريبا غير ممكن، ونحن متيقنون ان الجيران وايضا منتجي النفط وأيضا الدول التي يرتبط أمنها الاقتصادي بأمن النفط، ستمنع من وقوع هذه الظروف الحادة.

وصرح ظريف قائلا: إن النقطة التي أكد عليها الرئيس الإيراني هي في الحقيقة تحذير للاميركيين، بأننا نواجه الحرب النفسية الاميركية بحرب نفسية، أي أن على الاميركيين&ان يدركوا ان أيديهم ليست مطلقة الى هذا الحد ليتفوهوا بما شاؤوا.. فمن المؤكد ان ذلك لن يحدث وقد أكد الرئيس هذا الامر.

مجموعة 4+1&

وردًا على سؤال هل وصلت المفاوضات بين إيران ومجموعة 4+1 بشأن الحزمة المقترحة الى نتيجة محددة؟ قال محمد جواد ظريف: ان حزمة المقترحات الاوروبية لها خطوط عامة محددة، وقد تم الاعلان عن رؤوسه بما فيها ان يكون هنالك مسار بنكي لتبادل ايران المالي، وان تستمر الصادرات النفطية الايرانية.. ان الحظر المرتبط بهذه المواضيع سيدخل حيز التنفيذ في شهر نوفمبر.

وأضاف ظريف: اتخذت اجراءات اخرى في إطار الحفاظ على الاتفاق النووي وتشمل تفعيل الشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاورات لاحياء قانون منع تنفيذ الحظر (قانون سد الحظر) وإصدار الترخيص لبنك الاستثمار الاوروبي.. وخلال زيارتي الى سنغافورة للتوقيع على معاهدة الصداقة مع "آسيان" توصلت الى نتيجة بأن الاوروبيين لا يكتفون بجهودهم داخل الاتحاد الاوروبي، بل انهم يقومون بجهود واسعة خارج الاتحاد للحفاظ على الاتفاق النووي.

النفط الايراني

وتابع وزير الخارجية الايراني: على سبيل المثال فإن الأوروبيين أجروا محادثات منفصلة مع عدد من الدول لتزيد شراءها من النفط الايراني، أو انهم دعوا بعض الدول التي ليست زبائن للنفط الايراني، لتورد النفط من ايران، وكذلك دعوا الدول للاستفادة من نموذج مشابه لتفعيل حسابات البنك المركزي الايراني في البنوك المركزية الاعضاء بالاتحاد الاوروبي، والذي يعمل عليه الاتحاد حاليا، ونتيجة هذه الاجراءات تمثل في عزلة اميركا.

وفي الأخير، أوضح ظريف أنه رغم ان اجراءات الأوروبيين لم تكن على قدر توقعاتنا، الا انها تسير في الاتجاه الصحيح، وللإنصاف فإنهم كانوا ملتزمين بإطار الاتفاق النووي، وأعلنوا تعهداتهم السياسية، ويتابعونها في الوقت الحاضر، الا ان لدينا توقعات اكثر من اجل تطبيق وتفعيل هذه الالتزامات.

لا حوار بين طهران وواشنطن

وبشأن اقتراح بعض المسؤولين الاميركيين&بمن فيهم ترمب التفاوض مع ايران دون قيد او شرط، بيّن ظريف ان المشكلة ليست في التفاوض، فلقد اجرينا حتى الآن الكثير من المحادثات والتفاوض مع اميركا بشكل غير مسبوق، وطبعا بإذن من كبار المسؤولين في البلاد، وانما المشكلة في نتيجة التفاوض مع اميركا، ومدى الثقة الموجودة؟ وعلى اي حال لا يوجد أي طرف يرغب بالدخول في عملية متلفة للوقت ومثيرة للتوتر وعديمة الجدوى، مضيفا: حسب معلوماتي لا يوجد حوار بين طهران وواشنطن.