عادل الثقيل من واشنطن: &بعد تطبيق الدفعة الأولى من العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران الثلاثاء، اجتاحت البلاد حال من الفزع، وتوجه الكثير من الإيرانيين إلى المتاجر لشراء السلع الأساسية وخصوصاً الغذائية “استعدادا لمستقبل مجهول قد تصبح فيه بلادهم عراقا او سوريا أخرى”.

ونقل رئيس مكتب شبكة "إن بي سي" الأميركية في طهران الثلاثاء علي عروزي في مقطع فيديو مدته أربع دقائق "صورة بالغة السوداوية عن الأوضاع في إيران التي تردت فيها الأوضاع الاقتصادية إلى مستويات خطيرة، وفقدت عملتها &ثمانين في المئة من قيمتها خلال الأشهر الماضية أمام الدولار الأميركي".

وقال عروزي في مقطع الفيديو الذي بثته المحطة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي "هناك نقص حاد في الكثير من السلع، بسبب موجات الشراء الكبيرة، فالناس خائفون، وتوجهوا إلى الأسواق مع بدء سريان العقوبات الأميركية، وغالباً لا يجدون ما يرغبون بشرائه".&

وذكر أن هناك "قلقا بالغا يجتاح الإيرانيين، فهم لا يعرفون ما هو مصير بلادهم، ولا إلى أيّ طريق تتجه، لكن نسبة كبيرة منهم يخشون أن تتحول بلادهم في المستقبل القريب إلى عراق أو سوريا أخرى، خصوصاً مع دخول الدفعة الثانية من العقوبات حيز التنفيذ في نوفمبر، والتي ستستهدف قطاعات النفط والطاقة، وهي القطاعات التي تمثل القلب النابض لاقتصاد البلاد". &

ولاحظ أن إيران "تشهد مظاهرات جوعى على مدى الاشهر الستة&الماضية، وهو ما زاد في الضغط على حكومة الرئيس روحاني خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي الذي يزداد تدهوراً".

وذكر أنه "لا توجد ثقة كبيرة بين الإيرانيين بالوعود التي أطلقها روحاني وحكومته، بأنهم قادرون على تحسين الوضع الاقتصادي حتى بعد فرض العقوبات الأميركية".

ورأى أن الإيرانيين يخشون أن "تعود تلك الأيام (التي سبقت بدء رفع العقوبات بعد الاتفاق النووي)، حينما كان هناك نقص حاد في الأدوية، لا سيما تلك الخاصة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان".

ورأى رئيس مكتب إن بي سي، وهو إيراني الأصل، أن الإيرانيين "يضعون اللوم في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلادهم على حكومتي روحاني والرئيس الأميركي دونالد ترمب".

وكان ترمب وصف الثلاثاء العقوبات بأنها الأكثر قسوة، محذراً الكيانات أو الأفراد التي تنتهكها "بعواقب وخيمة"، في تهديد غير مباشر لشركات أوروبية لها علاقات اقتصادية مع طهران.

ورفض روحاني في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الجاري الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة "حتى ترفع إدارة ترمب السكين"، في إشارة إلى العقوبات الاقتصادية.

وكان الرئيس الأميركي قال الشهر الماضي إنه لا يمانع اللقاء بالمسؤولين&الإيرانيين ومنهم روحاني من دون شروط مسبقة، لبحث وضع اتفاق نووي جديد.