بيروت: يشهد لبنان موسم مهرجانات كثيرة في عدد من مناطقه، تستقطب فنانين محليين وعالميين، في حين تثار التساؤلات عن مدى مساهمة هذه المهرجانات في نمو السياحة وتأثير ذلك على الاقتصاد.

ويؤكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" أن مهمة تلك المهرجانات تبقى في تسلية اللبنانيين، مع وجود مغنين&محليين وعالميين، وتضفي أجواء إيجابية على لبنان، وبالتالي تشعر اللبنانيين بالأمان.

ويشير حبيقة إلى مسألة كثرة المهرجانات في لبنان ورغم أهمية الموضوع في ما يتعلّق بإزدهار القطاع السياحي، فإنه كان من الأفضل أن تكون بأعداد أقل، لأن العدد الكبير للمهرجانات يؤثر على نوعيتها، وعلى نوعية التمويل، وكان من الأفضل أن يكون هناك فقط 10 مهرجانات في لبنان، في كل محافظة إثنان، حيث سيكون المستوى أعلى، ففي لبنان في الماضي كانت لدينا مهرجانات بعلبك فقط، وكان المستوى ممتازًا، على الصعيدين الوطني والعالمي.

القطاعات

ولدى سؤاله أي قطاعات تتأثر إيجابًا بالنسبة للمهرجانات السياحية، يجيب حبيقة بأن السياحة تتأثر إيجابًا وكذلك الفنادق القريبة من أماكن المهرجانات والمطاعم أيضًا، وسيارات الأجرة والنقل، وكذلك تعطي المهرجانات إيرادات للبلديات، وتزيد السياح في المناطق.

يرى الخبير الاقتصادي أنه من الأفضل تحديد عدد المهرجات ورفع مستواها لجهة التقنيات واستقطاب فنانين عالميين.

وهذه المهرجات تستقطب مساهمات مالية وتبرعات من الدولة اللبنانية، ولدى تمويل عدد محدد من المهرجانات ومع حصر العدد نستحصل على أموال أكبر، ونأتي بفنانين أفضل الى لبنان وفرق رقص عالمية وغيرها، ولبنان يبقى بلدًا صغيرًا وتبقى النوعية فيه أهم من الكمية، على حدّ تعبيره.

السياحة

وردًا على سؤال ما الذي يحتاجه لبنان فعليًا لتطوير السياحة، يجيب حبيقة أن ذلك يكون برفع نوعية الخدمات، وتخفيف عدد المهرجانات فيه، التركيز على بعض المهرجانات ودعمها.

وعلى الدولة أن تقوم بهذا الاتجاه من أجل تنشيط السياحة أكثر، وعندها سيأتي أشخاص من المناطق المجاورة لمشاهدة المهرجانات وسيأتي آخرون من الدول العربية وحتى الأوروبية.

يضيف: "نلحظ اليوم مثلاً أن مهرجانات دبي العالمية تستقطب من الجوار، وعلى لبنان حينها أن يحذو حذو دبي وغيرها من البلدان العربية حيث تبقى المهرجانات فيها بنوعية عالية.

ويرى أن على لبنان أن يربط نفسه بالمنطقة، ويبقى الأمر صعبًا حاليًا بسبب الأوضاع في سوريا والمنطقة، وفي الماضي كان السياح الأجانب يأتون، وحتى المغتربون اللبنانيون يأتون إلى مطار بيروت ومنه إلى سوريا ومصر وغيرهما، واليوم بسبب الوضع السوري لم يعد هذا الأمر قائمًا وما يمكن فعله هو أن يتم العمل على شارتر للبنانيين في انحاء العالم، وتكون منظمة، كذلك أسعار الفنادق في لبنان تبقى باهظة الثمن، ونلحظ أن اللبناني اليوم يستعيض عن السياحة الداخلية بالذهاب إلى تركيا مثلاً، حيث الرحلة الى تركيا تكلفه أقل من أسعار الفنادق داخل لبنان.

السياسة والأمن

عن الدور السياسي والأمني في تنشيط الحركة السياحية في لبنان، يلفت حبيقة إلى أنه لا وجود لسياحة في أي بلد من دون الأمن، وفي لبنان الأمن مستتب.

يقول: "صيتنا أمنيًا يبقى جيدًا حاليًا، وظهر ذلك في المهرجانات الصيفية، ولكن الوضع الأمني لا يكفي لوحده، لأن الوضع السياسي يبقى أساسيًا وهو متوتر حاليًا&مع جو قاتم سياسيًا مع عدم تشكيل الحكومة".