يتم الحديث عن إمكانية إحياء قوى 14 آذار في مواجهة عهد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون في عامه الثاني، خصوصًا أن ما يجمع القوات اللبنانية والحزب الإشتراكي وتيار المستقبل يبقى أكثر بكثير مما يفرقهم.

إيلاف من بيروت: يتم الحديث حاليًا عن إمكانية إحياء جبهة قديمة - جديدة تضم تيار المستقبل والحزب التقدّمي الإشتراكي إضافة إلى القوات اللبنانية، في محاولة لإعادة إحياء قوى 14 آذار، ولو تحت عنوان جديد، يحمل عنوان مواجهة عهد ميشال عون في عامه الثاني.

يبدو للكثيرين أنه من الواضح أن التنسيق بين القوى الثلاث، على أحسن ما يرام في الوقت الحالي، خصوصًا في ما يتصل بالوضع الحكومي، فالثلاثي يواجه ممانعة رئاسية ورفضًا لمطالبه الوزارية من جانب العهد، ولو أن الأخير يرفض هذه التهمة، ويحوّل العقد إلى خلافات بين أبناء الصف الواحد، سواء على المستوى المسيحيّ، أو الدرزيّ أو السنيّ.

منفتح على الجميع
عن التحالفات القديمة الجديدة التي بدأت تتمظهر أكثر فأكثر، يقول النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" إن الحريري ليس في وارد القيام بتحالفات ضد أخرى، فهو منفتح على الجميع، رغم مآخذه على سياسة حزب الله، ولكن لا يقوم بتحالف ضد تحالفات أخرى.

مد اليد
يضيف طعمة أن "الحريري يمد يده للجميع، وقد ضحّى منذ زمن مع انتخاب رئيس الجمهورية وفي قانون الانتخابات من أجل مصلحة لبنان، ويقول الحريري إنه جاهز لمجمل الأمور التي يتم الاتفاق عليها، حتى لو كانت هذه الأمور في بعض الأحيان ضد مصلحته شعبويًا".

ويلفت طعمة إلى أنه لا يمكن القول إن هناك تحالفات جديدة من خلال فريق ضد آخر.

انتهاء الحلف القديم
وردًا على سؤال هل الحلف القديم بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط لم ينتهِ؟. يجيب طعمة أن ما يجمع بين الحريري وجعجع وجنبلاط أكبر مما يفرقهم، فهناك ثوابت 14 آذار، وهي تجمع بينهم.

المرحلة الإقليمية
وردًا على سؤال هل المرحلة الإقليمية تحتم وجود تحالفات قوية في لبنان لتلقي الصدمات المقبلة على المنطقة؟. يرى طعمة أن الأمر مؤكد، لأن الدول الكبرى تتعامل عادة مع الدول القوية بتحالفاتها، إن كانت الدول الأجنبية أو العربية منها، وسيكون لبنان بلدًا فاشلًا إذا كان الوضع الاقتصادي مذريًا وصعبًا فيه، كذلك إذا كان الوضع الانمائي تعيسًا أيضًا، ومع وضع أمني يحتاج متابعة، ومع عدم وجود التحالفات القوية في لبنان، لا يمكن أن نظهر للخارج أننا دولة تستعيد قوتها، وحينها الدول الخارجية لن تتعامل مع لبنان كما يجب أن تتعامل معه.

اتفاق واختلاف
وردًا على سؤال في أي أمور يختلف الحريري مع جنبلاط وجعجع وفي أي أمور يتفقون؟، يجيب طعمة ما يجمعهم هو روحية 14 آذار، فقد دفعوا أثمانًا سوية من شهداء، من أجل القضايا الوطنية، والجميع يجتمعون من أجل مصلحة البلد وإعادة الثقة به من جديد، ويتفقون على أن سلاح حزب الله يجب أن يكون على طاولة الحوار وأن يخرج حزب الله من سوريا، والجيش اللبناني يحمي الحدود، ويختلفون على بعض التقنيات لكنها تبقى هامشية.