أسامة مهدي: بعد يوم من هجوم عير مسبوق ضد العبادي وجهه ممثل خامنئي في العراق، حاول رئيس الوزراء الاثنين التخفيف من موقفه الواضح الذي اعلنه الثلاثاء الماضي بالالتزام بالعقوبات الاميركية ضد ايران "لمصلحة الشعب العراقي". &قائلا اليوم ان قراره بعدم التعامل بالدولار مع ايران لايعني الالتزام بالعقوبات ضدها.

وخلال مؤتمر صحافي في بغداد الاثنين تابعته "إيلاف"، أشار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى أن قرار العراق بشأن العقوبات الأميركية على ايران لا يعني "الالتزام بتلك العقوبات".

واوضح أن "قرار العراق هو عدم التعامل مع ايران بعملة الدولار وليس الإلتزام بالعقوبات الأميركية ضدها". وقال إن "العراق سيتخلى عن الدولار في تجارته مع إيران".

واضاف ان العقوبات على ايران غير عادلة وظالمة وقد عانى العراق من العقوبات الدولية في تسعينات القرن الماضي.

وشدد بالقول "لم أقل اننا نلتزم بالعقوبات ولكن قلت نلتزم بعدم التعامل بالدولار"، وبين ان "قرارنا ليس فيه اساءة الى ايران او للعراق والبعض يستغله للاساءة الى العلاقات بين البلدين وحتى بعض الايرانيين انساقوا وراء هذا الموقف".

وفيما اذا كان موقفه هذا سيؤثر على توليه رئاسة الحكومة مجددا قال العبادي "ادفع حياتي ومناصبي ثمنا من اجل مصلحة الشعب العراقي".

"أدفع حياتي ثمنا لمصالح العراقيين"

وفي اجراء ترضية للايرانيين، اشار العبادي الى ان مجلس الحكومة قرر اليوم تخفيض الرسوم على الزائرين الاجانب للعراق خلال اربعينية الامام الحسين والبالغة 40 دولارا لكل شخص منوها الى ان هذا الاجراء جاء لمصلحة الايرانيين الذين تعرضت عملتهم المحلية للانخفاض حيث يشارك في هذه الزيارة حوالي مليوني ايراني سنويا.

وجاء تصريح العبادي هذا بعد اسبوع من تأكيده بأن "الحكومة العراقية مرغمة على الالتزام بالعقوبات الاميركية على ايران لحماية مصالح الشعب العراقي".

وقال إن حكومته لا تتفاعل ولا تتعاطف مع العقوبات الاقتصادية ضد ايران وهي غير صحيحة، مؤكدا "لكننا سنلتزم بها لأننا لا نريد أن نعرض مصالح العراقيين للخطر".

وعقب ذلك فقد اعلنت ايران بشكل غير مباشر عدم ترحيبها بزيارة العبادي لها والتي كانت مقررة الاربعاء المقبل حين اشار المتحدث باسم الخارجية الايرانية برهام قاسمي الاحد الى انه لاعلم له بزيارة العبادي لطهران فيما شنت القوى والشخصيات العراقية المؤيدة لايران حملة انتقادات لاذعة ضد العبادي ملوحة بان حظوظه في ولاية ثانية برئاسة الحكومة قد اصبحت ضعيفة بعد موقفه هذا واشارت الى ان الحكومة المقبلة لن تلتزم بموقفه هذا من العقوبات.
&
كما شن آية الله مجتبى الحسيني ممثل المرشد الاعلى علي خامنئي في العراق امس هجوما عنيفا ضد العبادي لالتزامه بالعقوبات الاميركية ضد طهران واصفا ذلك بأنه انهزام نفسي امام اميركا وقال انه ينخرط بذلك مع اميركا ويخضع لها في مؤامراتها على جارة العراق ايران التي تتحد مع الشعب العراقي في الدين والمواقف.&

واعتبر الحسيني في بيان ان تصريحات العبادي "اللا مسؤولة عن ايران والقاضية بالالتزام بالعقوبات الاميركية التي ادانها اكثر اصحاب البيانات العراقية وبعبارات مختلفة لاتنسجم مع الوفاء للمواقف المشرفة للجمهورية الاسلامية الايرانية ودماء الشهداء التي قدمت للدفاع عن العراق وتطهير ارضه من لوث داعش".

واضاف المسؤول الايراني المقيم في مدينة النجف العراقية قائلا "نحن نتأسف على موقفه هذا حيث انه يكون وهنا له ويعبر عن &انهزامه النفسي تجاه اميركا اضافة الى انه اهانة الى الشعب العراقي الابي ولا يتلائم مع الروح العراقية التي قدمت بطولات كبيرة في مقارعة داعش العدو اللدود المدعوم من قبل اميركا وحلفائها".

واشار الى انه (العبادي) ينخرط بذلك مع اميركا ويخضع لها في مؤامراتها على جارة العراق ايران التي تتحد مع الشعب العراقي في الدين والمواقف".

وامس الاحد رفض المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة العبادي ما اسماها بالتفسيرات "الخاطئة" لموقف العراق من العقوبات الأميركية على إيران.

وشملت الحزمة الاولى التي انطلقت الثلاثاء الماضي عقوبات على القطاعات المالية والتجارية وستليها حزمة أخرى في تشرين الثاني نوفمبر المقبل تستهدف الطاقة وأبرزها "النفط عصب الاقتصاد".

وقالت وزارة الخزانة الأميركية ان "الحزمة تشمل حظر شراء الدولار الأميركي على النظام الإيراني".

وتطال العقوبات الأميركية على إيران قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات وتجارة الذهب والمعادن الثمينة في البلاد.

وبموجب العقوبات ستمنع إيران من الحصول على الحديد والألمنيوم لصناعاتها وأن تجرى المعاملات التجارية المهمة اعتمادا على الريال الإيراني في البيع أو الشراء.