نصر المجالي: لم تمر ساعات على الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية مواجهته مع واشنطن وانهيار الليرة أمام الدولار، حتى حطّ أمير قطر تميم بن حمد في انقرة.

والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، في المجمع الرئاسي تميم بن حمد، لنحو 3 ساعات ونصف الساعة، بعيدا عن الإعلام ولكن بحضور وزير المالية والخزانة التركي براءت ألبيراق ووزير المالية القطري علي شريف العمادي. &لمدة آل ثاني في العاصمة أنقرة.

وكان بيان صادر عن المكتب الإعلامي للرئاسة التركية، قال أن الشيخ تميم سيجري زيارة عمل إلى تركيا، اليوم الأربعاء، يلتقي خلالها بالرئيس أردوغان في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، وسيبحث الزعيمان خلاله العلاقات الثنائية بكل أبعادها، ويتبادلان وجهات النظر بشأن قضايا أخرى ذات الاهتمام المشترك.&

وفي ظل تراجع قيمة العملة التركية وتدهور العلاقات التركية الأميركية. قالت تقارير إن أنقرة لجأت إلى دولة قطر في محاولة لإنقاذ عملتها المنهارة أمام الدولار الأميركي، مع تصاعد التهديدات من القادة الأتراك للولايات المتحدة.

تعاون استراتيجي&

وقالت وكالة الأنباء القطرية إن من المتوقع أن يبحث الأمير تميم وأردوغان "العلاقات الثنائية وسبل توطيد التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين في مختلف المجالات".

وتحافظ تركيا وقطر عادة على روابط جيدة بينهما ودعمت أنقرة الدوحة عندما قطعت السعودية ودول عربية أخرى العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط السفر معها العام الماضي متهمة إياها بتمويل الإرهاب وهو اتهام تنفيه قطر.

ووفرت تركيا، التي تملك قاعدة عسكرية في قطر، الإمدادات للدولة الخليجية الصغيرة بعدما اتخذت السعودية والإمارات والبحرين ومصر الإجراءات ضدها.&

يشار إلى أن أردوغان، كان اتصالًا هاتفيًا مع أمير قطر يوم الاثنين، وقالت مصادر في الرئاسة التركية، إن "الزعيمين أكدا عزم بلديهما تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة، واتفقا على استمرار التواصل الوثيق بينهما".

مشاكل اقتصادية

لم تذكر مصادر وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء أية تفاصيل حول المكالمة التي جرت في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي مشاكل جمة، لا سيما بسبب انهيار العملة الوطنية (الليرة)، التي وصلت إلى أدنى مستوى قياسي أمام الدولار في تاريخها.

وكانت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية، رجّحت في تقرير لها يوم الأحد الماضي أن الرئيس التركي سيلجأ إلى إحدى الدول العربية، بعد خلافه الأخير مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للبحث عن دعم اقتصادي في تلك الأزمة، بل إنه سيضطر إلى تخفيف حدة العلاقات مع دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي يعتبر ذا أهمية استراتيجية للغرب.

وقالت إن أردوغان سيلجأ إلى قطر في خلافه الأخير مع الرئيس دونالد ترمب، على خلفية قضية احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون في تركيا، وهي القضية التي تسببت في اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين، أسفرت عن فرض واشنطن عقوبات على أنقرة.