لندن: حذر العبادي اليوم من خطورة استمرار بلاده بالاعتماد في وارداتها بشكل كلي على النفط، وأعلن عن وضع خطط جديدة لايجاد إيرادات بديلة مجددًا معارضته للحصار على البلدان في إشارة للعقوبات الاميركية على إيران، مؤكدًا حرص حكومته على الاستجابة لاحتجاجات المواطنين.&

وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق بحاجة لبدائل عن النفط لان الاعتماد عليه بشكل كلي سيشكل خللاً للاقتصاد العراقي.. وأشار إلى أنّه لذلك فإن الحكومة قد وضعت خططًا جديدة لايجاد ايرادات بديلة للنفط وكذلك الاستفادة من الغاز المصاحب الذي كان يُحرق.&

وأوضح أن مشاريع التنمية المستدامة هي من تستطيع توفير فرص العمل وتقضي على البطالة مشيرا إلى أنّ بلاده تسير حاليا في هذا الطريق، كما قال في كلمة له الاربعاء بمؤتمر تنمية الاقتصاد العراقي في بغداد وتابعتها "إيلاف".

وكانت وزارة النفط العراقية اعلنت الشهر الماضي أن صادرات البلاد من النفط الخام من موانئ الجنوب المطلة على الخليج قد بلغت 3.521 ملايين&برميل يوميا فى المتوسط بقيمة تجاوزت 7 مليارات دولار.&
يشار إلى أنّ الاقتصاد العراقي يعتمد كلياً على القطاع النفطي، حيث يكون 95% من إجمالي دخل العراق من العملة الصعبة.&

وكانت إحدى العقبات الرئيسية في استرداد اقتصاد العراق لعافيته بعد سقوط نظامه السابق عام 2003 هي الديون الضخمة التي يدين بها نتيجة حربي الخليج الاولى والثانية وقد حاولت الحكومات التي تعاقبت على السلطة في العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003 إلغاءها، لانها وحسب قولها كانت نتيجة "ممارسات النظام السابق" إلا أن هذا الطرح لم يلقَ&أذانا صاغية من الدول التي تطالب بديونها.&

وفي 20 نوفمبر عام 2005، وافق نادي باريس على الغاء %80 من ديون العراق الخارجية أي مبلغ مقداره 100 مليار دولار على ان يطبق في فترة زمنية قدرها 3 سنوات، وبحسب هذا الإتفاق تخلص العراق من 75 مليار دولار من ديونه.&

مطالب المواطنين

وأضاف أن العراق سينتصر مجددا في الاعمار والبناء وخلق فرص العمل من خلال توحد ابنائه، مثلما نجح سابقا في الحرب على تنظيم داعش وتحقيق الامن والاستقرار. وقال ان العراق يتجه لمزيد من التنمية وخلق فرص العمل والاستثمارات وتنمية الاقتصاد.

وأشار إلى أنّ مطالب المواطنين تتم&الاستجابة لها وفي كل جلسة من جلسات مجلس الوزراء يتم اصدار قرارات لعدد من المحافظات وقد تم تشكيل لجنة للاعمار والخدمات للنظر بهذه الطلبات وتنفيذها.

وتشهد محافظات وسط البلاد وجنوبه تظاهرات احتجاج دخلت شهرها الثاني احتجاجا على تفشي البطالة وفقدان الخدمات الاساسية وخاصة الكهرباء والماء.

العقوبات

وحول العقوبات الاميركية ضد إيران، أكد العبادي ان العراق مرّ بحروب وحصار، ولذلك فهو لايقف مع حصار أي دولة نتيجة ما لحق بالمواطنين في العراق سابقا.

وفي وقت سابق اليوم أكدت السفارة الاميركية في بغداد في بيان حول تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر نويرت عن علاقة العراق بالعقوبات على إيران عدم وجود أي خرق لها.&
وفي ما يخص الجزئية المتعلقة بالعقوبات على إيران، فقد قالت إن البلدان التي تخرق العقوبات ستتعرض للمساءلة، حيث ان العقوبات هي على التعامل بالدولار مع إيران.&

وأوضحت السفارة أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قال إن العراق لن يتعامل بالدولار مع إيران وخلصت إلى القول "اذن لا يوجد خرق للعقوبات" واعتبرت ان الطريقة التي نقلت بها وسائل الاعلام العراقية هذا الخبر غير دقيقة.&

وكان العبادي قد أعلن الاثنين الماضي أن بغداد تراعي جزئيا عقوبات أميركا ضد إيران وترفض استخدام الدولار في تعاملاتها مع طهران، مشيرا إلى أن قرار العراق بشأن العقوبات الأميركية على إيران لا يعني "الالتزام بتلك العقوبات".&

وأوضح أن "قرار العراق هو عدم التعامل مع إيران بعملة الدولار وليس الإلتزام بالعقوبات الأميركية ضدها". وقال إن "العراق سيتخلى عن الدولار في تجارته مع إيران".

وأضاف ان العقوبات على إيران غير عادلة وظالمة وقد عانى العراق من العقوبات الدولية في تسعينات القرن الماضي. وشدد بالقول "لم أقل اننا نلتزم بالعقوبات، ولكن قلت نلتزم بعدم التعامل بالدولار".&
&
&