أطلق لبيب المسعدي، رئيس جمعية "معًا لفك العزلة عن المسنين" في المغرب، مبادرة إنسانية بمناسبة اقتراب الاحتفال بعيد الأضحى، تدعو المواطنين إلى الاهتمام بالمسنين الذين يعيشون وضعية صعبة، والذين يعيشون على مقربة منهم في المدينة والحي، عن طريق استضافتهم يوم العيد في منازلهم، وتقاسم أجواء الفرح والألفة معهم، وذلك تحت شعار "جيبها تعيد معاك"، أي"إدعها لتشاركك العيد".

إيلاف من الرباط: يقول المسعدي لـ"إيلاف المغرب": "هو نداء لكل المغاربة الكرماء الطيبين من أجل فتح أبواب بيوتهم لكبار السن الذين يعانون من العزلة في صمت، فبدلًا من التصدق عليهم بقطعة لحم قد تتعرّض للتلف ولا يستفيدون منها، ندعوهم إلى الاهتمام بهذه الفئة المجتمعية التي تحتاج العناية والرعاية اللازمة، خاصة أن الأمر يهم مناسبة دينية، تفرض مشاركة الفرح مع الناس المحيطين بنا، بمن فيهم المسنون العزل، فاقدو السند".

ويرى الفاعل الجمعوي أن الهدف الأساسي من الحملة هو فك العزلة عن المسنين، فضلًا عن تعزيز العلاقات بين الأجيال، من خلال تواصل أبناء الأسر المستضيفة مع هؤلاء المسنين، الذين يجسدون دور الجد أو الجدة، حيث يسعون إلى ربط علاقات إنسانية معهم، عن طريق الكلام وسرد قصص وتجارب من الواقع المعاش.

يعتبر المسعدي أن دعوة المسنين في وضعية صعبة إلى المنازل يوم العيد يشكل حدثًا حميميًا، بحيث يحسون باللمة العائلية التي افتقدوها منذ زمن طويل، ويعاينون نحر الأضحية، ويشاركون الأسر والعائلات مراسم العيد بمختلف تفاصيلها، بحيث لا يشعرون بأنهم غرباء عما يدور حولهم.

حول إمكانية تسجيل إقبال كثيف للحملة التي تم إطلاقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يقول المسعدي: "في أوروبا مثلًا، المواطنون يتفاعلون بطريقة فعالة وسريعة مع المبادرات الإنسانية. أما نحن فيلزمنا الوقت، حتى نعاين نموذجًا لناس قاموا بتطبيقها، مما يشكل حافزًا من أجل الاقتداء به، تلقينا اتصالات من طرف مواطنين من مدينة القصر الكبير (شمال) يرغبون في استقبال مسنين. للأسف، نفتقد فكرة التطوع في البلاد، قد نشير إليها شفهيًا مستندين إلى نصوص دينية، لكن الأمر يختلف في وقت التطبيق".

عن وضعية المسنين فاقدي السند في المغرب، يقول المسعدي "الإحصائيات تشير إلى أن نسبتهم تفوق 7 بالمائة، بوجود 200 ألف حالة تعاني ظروفًا كارثية وقاسية جدًا، السياسات الرسمية تهدف إلى تسليط الضوء عليهم من خلال عقد مؤتمرات وندوات، لكن من الضروري إيجاد حلول عاجلة وتطبيقها، إضافة إلى انعدام وجود تكوين لدى الأسر التي يوجد فيها مسنون، في ما يهم الجانب الصحي والأمراض التي تصيبهم مثل الزهايمر وغيرها من الأمراض المزمنة.

ويعتبر المتحدث أن الأطر التي تعمل في مراكز رعاية المسنين تفتقد بدورها لتكوين وتأطير، فضلًا عن كونها لا تحترم شق الرعاية الطبية.

عن الحلول المقترحة للنهوض بوضعية المسنين وطنيًا، يطالب المسعدي بإحداث صندوق خاص للمسنين، على غرار الدعم المخصص للأرامل، خاصة أن 31 بالمائة من المسنين لا يتوافرون على تغطية صحية، و تقاعد يضمن لهم العيش الكريم، وهو ما يستوجب إجراءات عاجلة، علمًا أنهم سيشكلون ربع سكان المملكة في أفق سنة 2050.
&
&