نصر المجالي: قالت الحكومة البريطانية إنها ستقدم دعما لحماية وإعانة المدنيين في شمال غرب سورية وسط تحذيرات بأن أكثر من 2.9 مليون شخص في إدلب والمناطق المحيطة معرضون لخطر الضربات الجوية القاتلة التي يشنها نظام الأسد وداعموه.

وأعلن وزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت أن الدعم الجديد هو لتوفير مساعدات طارئة ومواد طبية حيوية لمن اتخذوا مأوى لهم في إدلب.&

تشمل هذه المساعدات دعم أربعة مراكز صحية واثنين من الفرق الطبية المتنقلة التي تتنقل في المنطقة لمعالجة أكثر الناس حاجة للمساعدة.

وقالت وزارة الخارجية على موقعها الالكتروني إن المساعدات البريطانية البالغة قيمتها 10 ملايين جنيه استرليني المعلن عنها اليوم هي من المخصصات الجديدة المقدمة من المملكة المتحدة استجابة للأزمة في سورية.&

تقنية جديدة

واضافت إنه من خلال صندوقها لمعالجة الصراع وتحقيق الاستقرار والأمن، فإن المملكة المتحدة، دعمت وبالعمل مع شركائنا الدوليين، شركة "هالا سيستمز"، وهي مؤسسة تركز على تطوير حلول تقنية مبتكرة هدفها المساعدة في حماية المدنيين في مناطق الصراع، بما في ذلك في سورية.

وأشارت الوزارة إلى أن المملكة المتحدة من المانحين الأساسيين استجابة للأزمة الإنسانية. وهي رصدت إلى الآن 2.71 مليار جنيه استرليني من المساعدات الإنسانية للمنطقة.

انذار مبكر

وإلى ذلك، أعلن الوزير بيرت بأن المساعدات البريطانية تدعم تقنية جديدة مبتكرة توفر للمدنيين الإنذار المبكر لإنقاذ الأرواح في المناطق التي تتعرض لقصف جوي.

هذه التقنية، التي طورتها شركة "هالا سيستمز"، وهي شركة مدنية مختصة بالابتكارات التقنية، تتحرى وجود طائرات في الأجواء بالاستعانة بأجهزة استشعار عن بعد وحواسيب لتحليل البيانات، ومن ثم ترسل إنذارات مبكرة للمدنيين من خلال صافرات الإنذار وإشعارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبفضل دعم من المملكة المتحدة، استطاعت هذه التقنية بالفعل تحذير أكثر من مليونيّ شخص، ويُقَدّر أنها استطاعت خفض عدد المصابين بمعدل 27% في المناطق التي تتعرض لقصف جوي شديد.

استجابة

و أضاف الوزير بيرت قائلا بأن المملكة المتحدة تساعد الأمم المتحدة وشركاء آخرين في وضع خطة استجابة في حالات الطوارئ احتسابا للتصعيد المتوقع في الصراع.

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط: تشعر المملكة المتحدة بقلق بالغ بسبب تصعيد العمل العسكري من قبل الأسد وداعميه ضد نحو 3 ملايين شخص اتخذوا من إدلب والمناطق المحيطة بها مأوى لهم. هؤلاء الناس عانوا طوال أكثر من 7 سنوات من القتال؛ والكثير منهم اضطر للنزوح مرات عديدة.

ونوه الى ان حزمة المساعدات التي تقدمها المملكة المتحدة اليوم تضمن حصول أكثر الناس حاجة للمساعدة على ما لديهم حاجة ماسة إليه من علاج طبي ومواد غذائية وماء ودعم. لكن هذا لا يكفي. لهذا السبب نموّل أيضا نظام إنذار مبكر مبتكر برهن قدرته على تقليل وقوع إصابات بين المدنيين نتيجة القصف الجوي.

تجنب كارثة

وقال بيرت: من الممكن تجنب وقوع كارثة إنسانية في إدلب. والمملكة المتحدة تؤيد الجهود الدبلوماسية العاجلة التي تبذلها تركيا والأمم المتحدة. ونحن نطالب النظام السوري وداعميه، روسيا وإيران، احترام وقف إطلاق النار الذي اتفقوا عليه، واحترام القانون الإنساني الدولي. كما عليهم أن يعوا تماما بأننا سوف نرد ردا مناسبا في حال كرر نظام الأسد استخدامه المروع للأسلحة الكيميائية.

أصبح شمال غرب سورية ملاذا لنحو 1.9 مليون من النازحين الذين اضطروا للفرار بأرواحهم من القتال في أنحاء البلاد، وبالتالي ارتفع عدد سكان هذه المنطقة إلى نحو 4 ملايين شخص، من بينهم 2.9 مليون يعيشون في إدلب والمناطق المحيطة بها.

وأوضح أنه قد وقع بالفعل 37 اعتداءً على الأقل على مرافق صحية في إدلب حتى الآن في السنة الحالية، وبات المدنيون وموظفو الإغاثة والطاقم الطبي قلقين على سلامتهم.
كما تسبب تدفق المدنيين في ضغوط كبيرة على الموارد الشحيحة في المنطقة، بينما يعيش عشرات الآلاف في خيام بمخيمات مزدحمة، وبات الطلب على المساعدات الإنسانية أكبر من أي وقت مضى.

حزمة المساعدات

وتشمل حزمة المساعدات البريطانية التي أعلن عنها يوم الجمعة:

-&& &دعم أربعة مراكز صحية وعيادتين طبيتين متنقلتين في إدلب، وذلك بتوفير أطباء وممرضين وقابلات وأدوية وأجهزة طبية لمعالجة الفارين من القتال؛

-&& &تقديم دعم نفساني لحماية النساء والأطفال الذين يعانون من الصدمات النفسية والشدّة وغير ذلك من حالات الصحة العقلية؛

-&& &توفير 3,200 من لوازم حفظ كرامة النساء، و5,000 من لوازم الأطفال في إدلب؛

-&& &توفير موظفين مساندين لضمان استطاعة من هم في أمسّ حاجة للمساعدة من الحصول على الخدمات الأساسية، وتوفّر الحماية القانونية لهم، بما في ذلك مساعدتهم في الحصول على الأوراق الثبوتية المدنية كشهادات الولادة والزواج؛

-&& &توفير تحويلات نقدية تُقدَّم مرة واحدة للعائلات الأكثر حاجة للمساعدة، والتي فرت إلى إدلب لتتمكن من الحصول على الأساسيات كالغذاء والماء والوقود للتدفئة.

ويشار إلى أن الحرب الأهلية السورية الوحشية، التي هي الآن في عامها الثامن، قد كلّفت حتى الآن حسب التقديرات 400,000 من الأرواح، وأدى القتال إلى تهجير ما يربو على 11 مليون شخص، وتسبب في نقص حاد في المواد الغذائية والماء النظيف والرعاية الصحية.

وقد دأبت بريطانيا على كونها في طليعة المستجيبين للأزمة في سورية، وقدمت بالفعل 27 مليون حزمة غذائية شهريا، و10 ملايين حزمة إغاثة، و10 ملايين تطعيم للتحصين ضد أمراض فتاكة، و12 مليون استشارة طبية للمحتاجين داخل سورية.