واشنطن: دعا المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية جون برينان الأحد الكونغرس إلى صد مساعي دونالد ترمب لسحب التصاريح الأمنية من مسؤولين آخرين في الاستخبارات، مكررًا وصفه أداء الرئيس الأميركي بـ"الخيانة".

وكان ضباط سابقون كبار في أجهزة الاستخبارات أعربوا عن دعمهم لبرينان الذي لم يلقَ دعما يذكر من النواب الجمهوريين، بعد أن ألغى ترمب تصريحه الأمني الأسبوع الماضي ردًا على ما اعتبره الرئيس "مزاعم مشينة لا أساس لها".

والجمعة الماضي، أعلن ترمب أنه من المرجح إلغاء التصاريح الأمنية لمسؤولين ديموقراطيين آخرين حاليين وسابقين، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن البيت الأبيض أعد وثائق لإلغاء التصاريح الأمنية ما يعيد إلى الأذهان شبح "قائمة أعداء" كانت يدرج ضمنها في الماضي معارضو الإدارة.&

وفي بيان مشترك أصدروه السبت، اعتبر مدراء سابقون لسي آي ايه أن "ما فعله الرئيس في ما يتعلّق بجون برينان... لا علاقة له بمن يجب أو لا يجب أن يتمتع بتصريحات أمنية، وما هو إلا محاولة لخنق حرية التعبير".

وفي مقابلة مع شبكة "إن بي سي" التلفزيونية، أكد برينان مجددا اتهامه لترمب بالخيانة قائلا "وصفت أداءه بالخيانة. أنا متمسك جدًا بهذا الادعاء". وتابع برينان "إنها مرحلة غير طبيعية... ما فعله ويفعله ترمب أعتبره مخالفة يجب وقفها".

وكان برينان الذي ترأس وكالة الاستخبارات الأميركية من 2013 إلى 2017، انتقد بشدة الرئيس الأميركي بعد لقائه في هلسنكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ورأى حينها أن "أداء" ترمب "لا يقل عن خيانة"، نافيًا كل الشكوك التي طرحها ترمب حول استنتاجات التحقيق بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية في 2016 لترجيح فوزه.

وينظر المحقق الخاص روبرت مولر في احتمال أن يكون الرئيس الأميركي تعمّد عرقلة سير العدالة وفي احتمال حصول تواطؤ بين حملته وروسيا.

وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الخميس الماضي كتب برينان أن "مزاعم ترمب بأنه لم يتواطأ (مع روسيا)، هي كلام فارغ".

وفي مقابلة الأحد، قال برينان "حان الوقت لكي يتدخل أعضاء الكونغرس"، في إشارة إلى مطالبة اعضاء ديموقراطيين في مجلس النواب بتقييد السلطة المعطاة للرئيس بسحب التراخيص الأمنية من دون اتباع الإجراءات الاعتيادية.

والأحد، دافع رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري رون جونسون عن سحب ترمب الترخيص الأمني لبرينان، وقال لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية إن الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "تخطى الحدود" في انتقاده للرئيس.

لكنه أردف "لا أريد ان يصبح هذا الأمر عملية اعتيادية. لا أريد ان يتم تسييسه".

في المقابل، قال رئيس الأركان السابق الأدميرال المتقاعد مايكل مولن للشبكة ذاتها إن ترمب لديه سلطة سحب التراخيص الأمنية لكن ذلك يعيدنا بالذاكرة "إلى قائمة الأعداء في عهد (الرئيس السابق ريتشارد) نيكسون وقبله في الخمسينات، حقبة مكارثي حين كانت الإدارة تعد قوائم بأشخاص يخالفونها الرأي".

وتابع مولن أن "إعداد لائحة بأعداء سياسيين، وبخاصة ممن عملوا ضمن حكومة وتحديدًا من أمضوا حياتهم (بالعمل) ضمن حكومة... عمل خاطئ".