غاب اسم مايكل كوهن، المحامي الخاص السابق للرئيس دونالد ترمب، لبرهة عن أخبار وسائل الإعلام الأميركية، ليحل مكانه محامي البيت الأبيض، دونالد ماكغان.

إيلاف من نيويورك: ارتباط كوهن وماكغان بالرئيس الأميركي أودى بهما إلى حضن فريق التحقيق بالتدخل الروسي، الذي يقوده روبرت مولر.&

وإذا كان محامي ترمب الخاص قدم عروضه سرًا وعلانية إلى المحقق الخاص للتعاون معه، آملًا في الحصول على فرصة تزيح عن كاهله شبح المكوث لأعوام طويلة في السجن، فإن قضية محامي البيت الأبيض، التي انكشفت في الساعات الأخيرة، لا تزال غامضة إلى حد كبير حتى هذه اللحظة.

شبح جون دين يخيّم على الأجواء
ومع تقرير "نيويورك تايمز"، الذي كشف عن قيام فريق التحقيق بإجراء ثلاث مقابلات مع محامي البيت الأبيض، امتدت لثلاثين ساعة، عادت عقارب الساعة إلى سبعينيات القرن الماضي، وحضر على الفور شبح جون دين، محامي البيت الأبيض في عهد الرئيس ريتشارد نيسكون، وفُتح ملف "ووترغيت" مجددًا، وما رافقه بعد انقلاب دين على رئيسه وجنوحه إلى التعاون مع المحققين، ما أدى في نهاية المطاف إلى تقديم نيسكون لاستقالته، بعدما أصبح قاب قوسين من العزل، إضافة إلى سجن العديد من مسؤوليه.

ماذا أخبرهم؟
الكشف عن مقابلات ماكغان ترافق مع تساؤلات حول المعلومات التي أدلى بها إلى فريق التحقيق، خصوصًا لناحية اتهام دونالد ترمب بعرقلة العدالة، والتعليقات التي أدلى بها، بعد إقالته لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، وممارسته ضغوطات على وزير العدل جيف سيشنز، لاستعادة السيطرة على التحقيق في التدخل الروسي، وبحث إمكانية طرد روبرت مولر من منصبه، وقلب تحقيقاته رأسًا على عقب.

هدده بالطرد
ارتبط اسم ماكغان في وقت سابق بمحاولة ترمب طرد مولر. محامي البيت الأبيض أخبر المحقق الخاص أن ترمب كان غاضبًا في أحد اللقاءات، عقب نشر "نيويورك تايمز" تقريرًا في الشهر الأول من العام الحالي، تناول خطة ترمب لطرد مولر.&

وبحسب ما نُشر، فإن الرئيس الأميركي كان غاضبًا من ماكغان، وطلب منه نفي الموضوع، غير أنه رفض القيام بذلك، وبعد فترة قصيرة طلب ترمب من سكرتير موظفي البيت الأبيض السابق، روب بورتر، الضغط على ماكغان مجددًا للخروج ونفي الخبر، وإلا فمواجهة الطرد.

ثلاثون ساعة مقلقة
ورغم التفاؤل الذي أبداه ترمب، وقائد فريقه القانوني رودي جولياني حول شهادة ماكغان، غير أن التكهنات تدور حول ما قدمه محامي البيت الأبيض من معلومات، قد تُساعد روبرت مولر على تضييق الخناق على الرئيس أكثر فأكثر.&

وبمجرد الحديث عن مقابلات امتدت لثلاثين ساعة، فإن ذلك يعد أمرًا بالغ القلق بالنسبة إلى الرئيس وإدارته، فمن الممكن أن يكون ماكغان تحدث عن أمور لا يعرف أهميتها سوى فريق التحقيق العامل على أكثر من قضية.

عميل سري في بيت ترمب
للدلالة على خطورة مقابلات ماكغان، قال المحامي روس غاربر، الذي عمل لمصلحة حاكم كونيكتيكت السابق، جون رولاند لبوليتيكو" من الملاحظ أن ماكغان قد عقد اجتماعات عدة مع المحامي الخاص، وخلال تلك المقابلات عاد إلى العمل بشكل يومي في البيت الأبيض". وأضاف: "لقد حوّلوه بطريقة ما إلى عميل سري في البيت الأبيض".

يريد روي كوهن آخر
وأشار مسؤول سابق في الإدارة إلى أن "ترمب لم يدرك في بداية الأمر الفارق بين محاميه الخاص ومحامي البيت الأبيض. وكان يريد من ماكغان أن يكون على نسق روي كوهن المحامي السابق للسناتور جوزف ماكارثي، إبان هجمة الأخير ضد الشيوعية، ويضع مصلحته فوق أي شيء آخر، لكن مهمة ماكغان هي حماية مكتب الرئيس، وليس ترمب كشخص".

لم يفعلها
وفي غمرة الحديث عن الآثار السلبية التي قد تفرزها مقابلات ماكغان، تمسك بعض مسؤولي ترمب باستبعاد فرضية توريط محامي البيت الأبيض لرئيسه، ودعم هؤلاء حجتهم بأنه من غير المحتمل أن يستمر ماكغان في منصبه الرفيع في الإدارة، إذا كان قد قدم بالفعل معلومات مع فريق روبرت مولر تجرّم ترمب.

وقال مارك كورالو، المتحدث السابق باسم الفريق القانوني للرئيس، "لا أتصور أن ماكغان سيستمر مستشارًا قانونيًا للبيت الأبيض إذا كان قد قدم أي معلومات ضارة".