جنيف: اعتبر المفوض السّامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان المنتهية ولايته زيد رعد الحسين الإثنين أن "هناك طريقة واحدة فقط للقيام بهذه الوظيفة المحدّدة"، وحضّ خليفته على أن لا تتردّد في أن تدين بأعلى صوتها الانتهاكات الخطيرة.

وقال الأمير زيد الذي ينتمي الى العائلة الملكية الاردنية، والذي سيترك منصبه الأممي في نهاية أغسطس الجاري "الصمت ليس عملنا هنا"، مثنياً على رئيسة تشيلي السابقة ميشيل باشليه التي ستحلّ مكانه.

لكن خلال مهمة البحث عن خليفة له، أشار دبلوماسيون ومسؤولون في المنظمة الأممية الى أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أراد شخصية تكون أقل قساوة تجاه الزعماء السياسيين المتّهمين بالقيام بأمور خاطئة.

وقال زيد خلال مقابلة مع مجموعة منتقاة من الوسائل الاعلامية بينها وكالة فرانس برس "أنا لست هنا لأخطب ودّ الحكومات"، مشدّداً على أن المفوّض السامي يجب أن يكون صوتاً لضحايا الانتهاكات.

وأضاف "سأكون مشكّكاً جدًا بأي مفوض سامٍ لا يسير على هذا النهج".&

"عبارات" مختلفة

وعُرف زيد بانتقاداته القاسية للزعماء في العالم، وبخاصة للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأشار البعض إلى أن غوتيريش يريد من مكتب مفوضية حقوق الإنسان أن يغيّر من نبرته لتفادي خسارة الدعم من الدول الأعضاء المؤثرة.

وقال زيد لفرانس برس إن غوتيريش طلب منه مرة واحدة فقط أن يلطّف لهجته، وذلك عندما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه "منحط" بعد إصدار ترمب مرسوم منع السفر بعيد وقت قصير على تسلّمه مفاتيح البيت الأبيض.

وتابع "قال لي +أتعلم يا زيد لدينا مشاكلنا مع الإدارة الأميركية القادمة، وقد تكون هناك تهديدات بوقف التمويل وربما كنت ترغب باستخدام مجموعة جديدة من التعابير+"، مستذكراً المحادثة مع غوتيريش.

وقال زيد إنه اعتبر الحديث نصيحة "من صديق قديم".&

وأضاف "أنا أصررت على الطريقة التي أعتقد انه يجب استخدامها، وهو لم يكن يلحّ على أن أتغيّر".

وقال رعد الحسين إن هناك "تقدّماً طبيعياً" يؤثّر بكلّ الأمناء العامين، حيث يبدأون بتفحّص "التضاريس السياسية" للوظيفة قبل اتّخاذ موقف متشدّد من انتهاكات يمكن ان تُغضب بعض القادة.

وأشار إلى أن التوتّرات بين مكتب مفوضية حقوق الإنسان في جنيف ومكتب الأمين العام في نيويورك الأكثر تركيزا سياسيا يمكن تفهمها، مشدّداً على أنه غير نادم على أية إدانة أعرب عنها لانتهاكات حكومية.

لكن بعد ما وصفه بجهود استمرت أربع سنوات لتسليط الضوء على الانتهاكات في كل قارة، أوضح رعد الحسين أنّه ليس متفائلاً جداً حيال المستقبل.

"الديماغوجيون" و"الدجّالون"

وأدان رعد الحسين بشكل قاسٍ السياسيين الذين يتّهمهم بإذكاء التوترات الاثنية&والدينية من أجل تعزيز استمالتهم للناس، وتضم اللائحة بالنسبة اليه ترمب ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وآخرين.

وأوضح أن ولايته كمفوّض سامٍ جعلته يلاحظ أن "كل الدول هي في طريق التقدم، وجيل أو اثنان من السياسيين المتهوّرين يمكن أن يدمّر أي دولة"، مشيراً إلى الولايات المتحدة والمجر والحكومة اليمينية في بولندا.&

وقال إنه يخشى "عودة الديماغوجيين، وأنصاف-الحقائق، والدجّالين الذين يبثّون الرّعب ويثيرون الخوف من الأجانب ويستخدمون المتطرّفين العنيفين المروّعين +مثل تنظيم الدولة الإسلامية+ حجةً تكون محورية لكل ما يقومون به".&

وعندما سئل عن الشيء الذي كان يخشاه أكثر من أي شيء آخر، أجاب ان احتمال ان يطلب منه "البقاء كمفوّض سامٍ" ملأه بالخوف.

ودعا أيضاً إلى ان يتم تحديد الوظيفة بولاية واحدة لضمان أن يتجنّب المفوّض السامي الحسابات السياسية لضمان أربع سنوات&أخرى.

&