بكين: حققت الصين انتصارًا جديدًا بتوصلها إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع السلفادور، البلد الصغير الواقع في أميركا الوسطى، منتزعة بذلك من جديد حليفة لتايوان الجزيرة المستقلة بحكم الأمر الواقع، وتطالب بكين بالسيادة عليها.

تم توقيع الوثيقة التي تنص على إقامة العلاقات الدبلوماسية رسميًا في بكين من قبل وزيري خارجية البلدين الصيني وانغ يي والسلفادوري كارلوس كاستانيدا في قاعة رفع فيها علما البلدين. وبعدما تخلت عنها في مايو جمهورية الدومينيكان وبوركينا فاسو، لم تعد سوى 17 دولة تعترف بتايوان.

وقال الوزير السلفادوري إن "حكومتنا تتخذ هذا القرار من أجل تغيير موقعنا التاريخي ورفع مستوانا المعيشي". وأضاف "نأمل أن نجلب فوائد عملية لمواطنين والأمل للجميع". وأكد أن بكين هي "شريك استراتيجي". ويقود الصين وتايوان نظامات متنافسان منذ 1949 بعد حرب أهلية بين الشيوعيين المتمركزين في بكين والقوميين الذين لجأوا إلى تايبيه.

لا تعترف الأمم المتحدة بالجزيرة، لكنها تدير شؤونها بشكل مستقل. لم تعلن تايوان يومًا استقلالها، بينما تعتبرها الصين واحدة من أقاليمها التي ستعود إلى فلكها. وتمنع الصين الشعبية شركاءها من إقامة أي علاقات سياسية مع الجزيرة، وتسعى إلى إقناع حلفاء تايبيه بالاعتراف بالحكومة الشيوعية.

تايوان لن تخضع
أكد رئيس السفادور سلفادور سانشيز سيرين في خطابه بثه التلفزيون والإذاعة الوطنيان، أن حكومته "قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع تايوان" والاعتراف بالصين الشعبية. وعبّر وزير الخارجية الصيني من جهته عن ارتياحه لأن "السلفادور اختارت الالتزام عدم الاعتراف إلا بصين واحدة، بدون أي شرط مسبقًا، متبنية بذلك موقف معظم دول العالم".

وتؤكد الحكومة الشيوعية في بكين حقها في السيادة على تايوان التي تسمّي نفسها رسميًا "جمهورية الصين"، معتبرة أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية. وكانت تايوان أعلنت قبيل ذلك الثلاثاء أنها قطعت العلاقات من تلقاء نفسها مع السلفادور، موضحة أنها واثقة من أن هذا البلد يستعد لإقامة علاقات مع بكين.

وقالت رئيسة تايوان تساي إينغ وين بعد ذلك إن "طقع العلاقات هذا ليس حادثًا معزولًا، إنه جزء من عمليات الترهيب التي تمارسها الصين". من جهته، دان وزير خارجية تايوان جوزف وو بشدة استراتيجية بكين التي تهدف إلى عزل الجزيرة دبلوماسيًا عبر إغراء حلفاء تايوان بتمويلات سخية.

وقال وو "لن نتبع دبلوماسية الدولار ضد" الصين الشعبية. وأوضح أن السلفادور طلبت مبالغ "هائلة" لتنمية بنية تحتية للمرافئ، موضحًا أنه مشروع رفضت تايوان دعمه.

خمس دول&
ينهي اعتراف السلفادور بالصين الشعبية تحالفًا استمر 58 عامًا بين هذا البلد الواقع في أميركا الوسطى وتايوان. ولم تعد تايوان تتمتع باعتراف أكثر من 17 دولة، بينها الفاتيكان ودولة أفريقية واحدة (إيسواتيني - سوازيلاند سابقًا) وبلدان في المحيط الهادئ وأميركا اللاتينية (هندوراس وغواتيمالا وباراغواي).

وكانت العلاقات بين بكين وتايوان توترت منذ وصول الرئيسة تساي إينغ وين، التي تنتمي إلى حزب سياسي مؤيد تقليديًا للاستقلال، في 2016 إلى السلطة. ومنذ توليها السلطة قطعت خمس دول علاقاتها مع تايبيه.

يأتي قطع العلاقات الدبلوماسية بين تايوان والسلفادور، بعد عودة الرئيسة التايوانية إلى الجزيرة، إثر زيارة لباراغواي وبيليز. وفي هذه المناسبة ألقت خطابًا خلال توقف قصير في الولايات المحتدة، ما أثار احتجاجات من بكين. وبعد كوستاريكا في 2007 وغامبيا في 2013 وساو تومي في 2016، قطعت بنما علاقاتها مع تايوان في العام الماضي، ثم جمهورية الدومينيكان وبوركينا فاسو في مايو الماضي.&
&