أعلن في بغداد قبيل ساعات من انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الجديد صباح اليوم عن اتفاق 18 كيانًا سياسيًا لديهم 180 مقعدًا فائزًا في الانتخابات الأخيرة عن تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر ضمن تحالف الصدر - العبادي، والتي ترشح رئيس الحكومة الجديدة، في ما يبدو انهزاما للمحور الإيراني، الذي قال أنصاره بقيادة المالكي والعامري عقب ذلك إنهم شكلوا أيضًا كتلة أكبر تضم 145 نائبًا.

إيلاف: وقع قادة الكتل الثماني&عشرة في وقت متأخر الليلة الماضية على وثيقة بتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي تضم 180 مقعدًا برلمانيًا من مجموع 329 مقعدًا هو مجموع عدد أعضاء مجلس النواب، بزيادة حوالى 10 مقاعد عن المطلوب دستوريًا لانبثاق الكتلة الأكبر.

ووقع على اتفاق الكتلة التي أطلق عليها "الإصلاح والبناء" كل من ائتلاف النصر (حيدر العبادي 42 مقعدًا) وتيار الحكمة الوطني (عمّار الحكيم 19 مقعدًا) وتحالف "سائرون" حسن عبد الله عبادي العاقولي المدعوم من الزعيم التيار الصدري (مقتدى الصدر 54 مقعدًا) وائتلاف الوطنية (أياد علاوي 21 مقعدًا) والجبهة التركمانية (أرشد الصالحي 3 مقاعد) وبيارق الخير (محمد عثمان الخالدي مقعدان) والمكون الصابئي (نوقل شريف جودة مقعد واحد) والمكون المسيحي (عمانوئيل خوشابا 6 مقاعد) والمكون الأيزيدي (صائب خدر مقعد واحد) وعابرون (قاسم الفهداوي مقعدان) وتحالف القرار العراقي (أسامة النجيفي 16 مقعدًا) وتحالف بغداد (حميد كسان 3 مقاعد) وتحالف تمدن (فائق الشيخ علي مقعدان) وصلاح الدين هويتنا (الشيخ أنور الندى 3 مقاعد) وتحالف الأنبار هويتنا (محمد الحلبوسي 6 مقاعد).. إضافة إلى تشكيلي الجيل الجديد الكردي والتحالف العربي في كركوك بقيادة أركان سعيد.

وقال الموقعون على وثيقة تشكيل الكتلة الأكبر التي حصلت "إيلاف" على نسخة منها ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم&
استنادًا إلى أحكام المادة 76 أولًا من الدستور العراقي والمتعلقة بالكتلة النيابية الأكثر عددًا.
واستنادًا إلى قرار المحكمة الاتحادية العليا ذي العدد 25/اتحادية/2010 والمرفق صورة منه طيًا. نعلن تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددًا، والمتكونة من القوائم الانتخابية الفائزة الموقعة أدناه، وبحسب المادة الدستورية أعلاه. (الموقعون).

فور الإعلان عن تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر أبلغت الأطراف المشاركة فيها رئاسة الجمهورية رسميًا بتشكيل الكتلة.

تحالف العامري - المالكي لكتلة أكبر منافسة
كما سارع فور الإعلان عن تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر بقيادة محور الصدر- العبادي،&قادة المحور المنافس بقيادة العامري - المالكي والمدعوم إيرانيًا إلى عقد اجتماع في فندق الرشيد في وسط بغداد في وقت متأخر من الليلة الماضية بمشاركة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس تحالف الفتح الجناح السياسي للحشد الشعبي هادي العامري مع منشقين عن ائتلافات أخرى.

في نهاية الاجتماع قالت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء إن الكتل السياسية قد أعلنت عن تشكيل تحالف الكتلة الأكبر باسم "البناء"، حيث تم جمع تواقيع 145 نائبًا يمثلون تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون والمنشقين من ائتلاف النصر وتحالف القرار والجماهير وائتلاف الوطنية والأنبار هويتنا وصلاح الدين هويتنا وحركة إرادة وكتلة بابليون. وتقلّ هذه الكتلة عن سابقتها بحوالى 35 نائبًا.

وقال المالكي لدى إعلان هذه الكتلة إن تحالف البناء هو الذي سيشكل الكتلة الأكبر. وأضاف في تصريح صحافي "تم تشكيل الكتلة الأكبر التي تحمل عنوان تحالف البناء بعد مفاوضات طويلة، وهذا التحالف هو من سيشكل الحكومة".

من جهته، علق زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي على إعلان تشكيل تحالف الكتلة الأكبر للصدر - العبادي في تغريدة على حسابه في موقع تويتر قائلًا: "‏لا تستعجلوا ولا تفرحوا.. فإن من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا.. وانتظروا إنجلاء الغبار وانتهاء التشويش، ولن يصح إلا الصحيح".

الأكراد سيحسمون من هي الكتلة الأكبر
وقد لاحظت "إيلاف" أن الأكراد، ولديهم 41 نائبًا، لم ينضموا إلى أي من التحالفين المعلنين، ما يعني أنهم أصبحوا بذلك بيضة القبّان، التي سترجّح كفة أي من الكتلتين التي سينضمون إليها.
&
في هذا الإطار، قالت مصادر مقربة من الوفد الكردي المفاوض الموجود في بغداد إن الوفد قد تريث بالانضمام إلى فريقي تحالف الكتلة الأكبر إلى حين عقد الجلسة الرسمية الأولى للبرلمان الجديد المقررة اليوم.

البرلمان الجديد يعقد أولى جلساته
ويبدأ العراق الاثنين مرحلة سياسية جديدة بانعقاد أولى جلسات برلمانه الجديد بدورته الرابعة، فيما يتصاعد الصراع بين التحالفات الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بينما ظهرت أسماء أربعة مرشحين سنة لرئاسة البرلمان، واثنين من الأكراد لرئاسة الجمهورية.&

فقد رشحت القوى السنية كلًا من أسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي ومحمد الحلبوصي محافظ الأنبار وطلال الزوبعي القيادي في ائتلاف الوطنية بزعامة نائب الرئيس العراقي أياد علاوي ومحمد تميم القيادي في قيادة القوى العراقية.. فيما رشحت القوى الكردية لمنصب رئيس الجمهورية كلًا من هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني وملا بختيار القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، لكن القيادية في الاتحاد عقيلة الرئيس السابق جلال طالباني شددت في بيان اليوم على أن منصب رئيس الجمهورية من حصة الاتحاد، ودعت قيادة حزبها إلى اختيار أحد الأعضاء الأكفاء ممن يتمتعون بخبرة وتجربة ونضال مستمر للمنصب، بحسب قولها.&

مجريات الجلسة البرلمانية&
وعلمت "إيلاف" أن جلسة البرلمان الأولى اليوم ستشهد أداء نص اليمين الدستورية لأعضاء البرلمان الجدد، ومن ثم الافتتاح بالنشيد الوطني وقراءة آيا من القرآن الكريم وسورة الفاتحة على أرواح الشهداء.. وبعدها كلمة لرئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري، ثم كلمة الرئيس فؤاد معصوم، وأخرى لرئيس الوزراء حيدر العبادي، فتجري عملية انتخاب رئيس البرلمان، الذي سيكون سنيًا، ونائبيه: الأول شيعي، والثاني كردي، بحسب نظام المحاصصة الطائفية المعمول به في البلاد منذ عام 2003.

نص اليمين الدستورية الذي سيؤديه النواب الجدد هو كما يلي "أقسم بالله العلي العظيم أن أؤدي مهماتي ومسؤولياتي القانونية بتفانٍ وإخلاص، وأن أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وأن أرعى مصالح شعبه وأسهر على سلامة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، وأن أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء والتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد، والله على ما أقول شهيد".

بعد ذلك يرأس النائب عن تحالف "سائرون" الفائز في الانتخابات بزعامة مقتدى الصدر الدكتور محمد علي زيني (79 عامًا) رئاسة الجلسة الأولى باعتباره أكبر الأعضاء سنًا.&

وسيتولى البرلمان انتخاب رئيس جديد للجمهورية بغالبية ثلثي عدد النواب خلال 30 يومًا من انعقاد الجلسة الأولى، ثم يكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة، ويكون أمام رئيس الوزراء المكلف 30 يومًا لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان للموافقة عليها.
&
الفترات البرلمانية السابقة
بانعقاد جلسة مجلس النواب العراقي اليوم تكون ثلاث دورات برلمانية قد سبقتها، الأولى للفترة بين عامي 2006 و2010، ثم الدورة الانتخابية الثانية بين عامي 2010 و2014، والدورة الثالثة بين عامي 2014 و2018، والدورة الرابعة الجديدة هذه هي للأعوام بين 2018 و2022. &

أما رؤساء السن في الدورات الانتخابية السابقة فكانوا في الدورة الانتخابية الأولى عدنان الباجه جي من القائمة العراقية بزعامة علاوي، وفي الدورة الانتخابية الثانية فؤاد معصوم من قائمة التحالف الكردستاني، وفي الدورة الانتخابية الثالثة كان الراحل مهدي الحافظ من قائمة ائتلاف العراق.

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قد أصدر الاثنين الماضي مرسومًا جمهوريًا يقضي بدعوة مجلس النواب إلى عقد جلسته الأولى في يوم 3 سبتمبر، على أن يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سنًا.


&