أكد العبادي من مدينة البصرة العراقية اليوم أنه لن يغادرها حتى تنفيذ مشاريعها الخدمية معلنًا عن إرسال تعزيزات عسكرية إليها في أعقاب أيام من العنف متهما مليشيات حزبية مسلحة بمحاولة إحراق المدينة محذرًا من أنه بدون استبباب الأمن لا يمكن تقديم الخدمات.

إيلاف من لندن: ناقش رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في اليوم الاول من زيارته الى محافظة البصرة مع جمع من ابناء وشيوخ ووجهاء المحافظة "جهود الحكومة واستجابتها الفورية لمطالب المواطنين المشروعة وما اتخذته من قرارات لحل مشكلة المياه في البصرة وبقية الخدمات والتخصيصات التي اطلقها مجلس الوزراء لدعم المشاريع الخدمية في عموم المحافظة والعمل على توفير بيئة مستقرة وآمنة تساعد على الإعمار وتوفير فرص العمل للشباب" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

كما استمع لآراء ومداخلات ومقترحات ابناء البصرة حول واقع الخدمات وسبل حلها بالتعاون بين الحكومتين الاتحادية والمحلية.

ثم اطلع على جهود العاملين واعمال التطوير والصيانة الجارية فيه وتجوّل في اقسام المشروع واستمع لشرح من المسؤولين والعاملين عن اهميته ومتطلباتهم واحتياجاتهم. ودعا العاملين الى بذل اقصى جهد لتوفير المياه الصالحة للشرب خدمة لاهالي المناطق المستفيدة من المشروع في محافظة البصرة.

وفي تصريحات للصحافيين عقب ذلك اكد العبادي انه باق في البصرة حتى الإنتهاء من تنفيذ مشاريعها الخدمية. وقال العبادي "لقد جئنا الى البصرة للتعاون مع مواطنيها ووجهائها وتوفير ما يحتاجونه من خدمات ولن اغادر المحافظة حتى انجاز مشاريعها الخدمية".&

وأشار العبادي الى ابدء بتحقيق في احراق المؤسسات في البصرة وبضمنها القنصلية الإيرانية مطالبا القوات الأمنية بكشف نتائج التحقيق.

وقال إن ما حصل في مدينة البصرة كان نتيجة لخلافات سياسية حيث أن بعض الكتل السياسية التي تمتلك اجنحة عسكرية حاولت احراق المحافظة كما نقلت عنه وكالة "رووداو" من هناك موضحا ان البصرة لم تحظ بادارة مناسبة تنهض بواقعها خلال السنوات الماضية" مرددًا كلام الامام علي بن ابي طالب "كيفما تكونوا يولى عليكم" في اشارة الى اختيار المواطنين لممثليهم خلال الانتخابات السابقة.

بحث الوضع الامني مع قيادة البصرة

وخلال اجتماعه مع قيادة عمليات محافظة البصرة فور وصوله اليها الاثنين برفقة فريق وزاري فقد أكد العبادي أن الوضع الامني في البصرة مستتب مؤكدا قوات عسكرية إضافية تلبية لطلب المحافظة بهدف فرض الامن فيها.

وشدد على رفض الاعتداء على القنصليات والبعثات الدبلوماسية منوها الى انه لا يمكن ان تكون هناك خدمات دون وجود امن في اشارة الى اضرام متظاهرين محتجين لمبنى القنصلية الايرانية في المدينة وهم يهتفون "إيران برة برة البصرة تيقى حرة" احتجاجاعلى التدخلات الايرانية في شؤون العراق.

وقد عقد العبادي وهو القائد العام للقوات المسلحة اجتماعا امنيا في مقر قيادة عمليات البصرة لمناقشة الاوضاع التي شهدتها المحافظة.

فريق وزاري واستشاري لتلبية احتياجات البصرة

كما أعلن العبادي عن تشكيل فريق وزاري واستشاري بصلاحيات كافية لتلبية احتياجات المواطنين في محافظة البصرة.

وجاء ذلك خلال اجتماع عقده العبادي مع محافظ البصرة أسعد العيداني ورئيس مجلس المحافظ وكالة وليد كيطان وعدد من المسؤولين المحليين والفريق الوزاري المرافق له وجرى خلاله بحث تفصيلي لواقع الخدمات وبألاخص توفير المياه الصالحة للشرب كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي.&

وأكد العبادي قائلا "ان زيارتنا لمحافظة البصرة اليوم هدفها الوقوف ميدانيا على الاوضاع الخدمية والاطمئنان على استقرار المحافظة وسير الحياة الطبيعية فيها، ولمتابعة تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء الخاصة بالمحافظة".&

وأضاف "لقد جئنا للبصرة اليوم برفقة فريق وزاري واستشاري بصلاحيات كافية لوضع الحلول اللازمة وتلبية احتياجات المواطنين ونتطلع لتعاون الجميع من اجل خدمة ابناء البصرة وانجاز المشاريع الخدمية الضرورية". وأشاد بـ" تعاون المواطنين وافراد القوات الامنية واستتباب الأمن في المحافظة الذي سيساعد في تقديم الخدمات لاهالي البصرة والاستجابة لمطالبهم المشروعة" بحسب قوله.

وجاء وصول العبادي الى المحافظة على رأس وفد وزاري بعد أسبوع من التظاهرات الاحتجاجية على الوضع المعيشي والتي شهدت أعمال عنف. وفي أعقاب مقتل 18 متظاهرًا واصابة اكثر من 100 آخرين وإضرام النار في عدد من المباني الحكومية والقنصلية الإيرانية في المدينة الغنية بالنفط، عاد الهدوء إلى البصرة ليل السبت إثر خلط لأوراق التحالفات السياسية في بغداد نتيجة إعلان منافسي العبادي نيتهم تشكيل الحكومة المقبلة من دونه.

وهاجم المئات من المتظاهرين الغاضبين لسوء اوضاع محافظة البصرة وفقدانها للخدمات وانتشار الفقر والبطالة بين ابنائها مقار الاحزاب والمليشيات والمباني الرسمية وقاموا باحراقها اضافة الى اضرام النار بمنى الحكومة المحلية.&

وشهدت مدينة البصرة منذ الثلاثاء الماضي ارتفاعا في وتيرة الاحتجاجات ضد نقص الخدمات والفساد الاداري وغياب فرص العمل ما ادى الى مواجهات بين المحتجين والقوات الامنية حيث تعتبر المدينة مهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ التاسع من تموز يوليو الماضي في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية. ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة مثل الكهرباء ومياه الشرب وتوفير فرص للعاطلين العمل ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.&

ويعاني أهالي محافظة البصرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من أزمات عدة آخرها تلوث مياه شط العرب ما أثر سلباً على مياه الشرب حيث أعلنت مفوضية حقوق الانسان تسمم حوالي 20 ألف مواطن هناك جراء ذلك مستندة لإحصاءات مستشفيات المحافظة.