أثار قتل مسلحين لناشطة في مدينة البصرة العراقية الجنوبية شاركت في تنظيم احتجاجاتها الأخيرة أثار قلق الأمم المتحدة ومخاوف شعبية من انتقام ميليشيات مسلحة من متصدري الحراك الشعبي وتصفيتهم جسديًا.&

إيلاف: أعربت بعثةُ الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" عن بالغ قلقها إزاء مقتل إحدى ناشطات المجتمع المدني في البصرة هي سعاد العلي رئيسة منظمة "الود العالمي" الحقوقية، بإطلاق النار عليها من قبل مسلحين مجهولين. ودعت البعثة في بيان صحافي اليوم تسلمت "إيلاف" نصه دعت السلطات في المحافظة إلى إجراء تحقيقٍ شاملٍ في الملابسات المُحيطة بحادثة القتل لتحديد الدوافع وراءها، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.

وشددت "يونامي" على رفض جميع أعمال العنف، لا سيما العنف ضد النساء، بما في ذلك القتل والتهديد والترهيب، باعتبارها أعمالًا غير مقبولةٍ على الإطلاق.&

ترأست الناشطة الراحلة منظمة "الوُد العالمي" لحقوق الإنسان، والتي نشرت على موقعها الإلكتروني صورة لها، يبدو أنها التُقطت في مطلع الشهر الحالي خلال مشاركتها مع مجموعة نساء في تظاهرات البصرة الاحتجاجية وكتبت تعليقًا عليها يقول: "نقف إلى جانب إخوتنا وأبنائنا وعائلاتنا في بصرتنا".

واغتال مسلحون يعتقد أنهم ينتمون إلى ميليشيات الأحزاب الحاكمة الناشطة العلي في وسط مدينة البصرة أول أمس.. وأوضح &مصدر أمني أن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة أطلقوا النيران على الناشطة لدى مرورها بسيارتها في منطقة العباسية المزدحمة في وسط المدينة، ما أودى بحياتها، وأسفر عن إصابة مدني آخر تصادف مروره في المنطقة في وقت الحادث، ثم لاذوا بالفرار من موقع الحادث إلى جهة مجهولة.

وسبق أن شهدت البصرة في الشهر الحالي احتجاجات شعبية غاضبة ضد انهيار البنى التحتية الذي ترك السكان من دون طاقة كهربائية ومياه نظيفة في حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية. رافقت التظاهرات عمليات حرق مقار ميليشيات طائفية ومقار حكومية وحزبية وكذلك قنصلية إيران في المدينة، وسقط 20 قتيلًا على الأقل في صفوف المتظاهرين جراء الاشتباكات مع عناصر الأمن.&
وقد عاد الهدوء النسبي إلى المدينة، بعد نشر عناصر لميليشيات "الحشد الشعبي" فيها لمنع استمرار الاضطرابات الأمنية، حيث بدأت سطوتها في ملاحقة الناشطين.

هل باشرت الميليشيات الانتقام من المحتجين؟
أثارت قضية اغتيال الناشطة في مجال حقوق الإنسان سعاد العلي الكثير من التساؤلات بشأن الجهة التي تقف وراء الحادثة وتوقيتها، الذي جاء بعد نحو أسبوعين من تراجع حدة التظاهرات التي شهدتها البصرة أخيرًا.

ووفقًا للرواية الحكومية الرسمية فإن طليق العلي، ويدعى عماد طالب مبارك، هو من نفذ جريمة القتل في وسط منطقة العباسية التي تعد أحد أبرز المراكز التجارية في البصرة. لكن "شبكة صوتها للمدافعات عن حقوق الإنسان"، التي تنتمي إليها الناشطة سعاد العلي، حمّلت السلطات الرسمية مسؤولية حادثة الاغتيال. وقالت إنها حذرت في وقت سابق من اتساع "محاولات التهديد والترهيب والتسقيط بشكل كبير ضد الناشطين بعد تظاهرات البصرة".

دعت المنظمة في بيان نشره موقع "العراق الحرة"، واطلعت عليه "إيلاف" دعا الحكومتين الاتحادية والمحلية إلى التوقف عن مطاردة المتظاهرين والنشطاء واتهامهم بالعمالة والخيانة. وأضافت أن هذه الاتهامات تعرّض الناشطين لتصفيات جسدية من قبل الجماعات المسلحة والخارجين عن القانون، وتؤدي إلى ضياع الحقوق وغياب سيادة القانون.

وقال المتحدث باسم الحراك المدني في البصرة كاظم السهلاني إن "اغتيال العلي في وضح النهار وأمام الناس يعطي رسالة لباقي النشطاء وقادة التظاهرات بأنهم مستهدفون، خاصة في ظل وجود فصائل وأجنحة تابعة لأحزاب سياسية تمتلك السلاح".

أبدى السهلاني استغرابه من "مكان وقوع عملية الاغتيال، الذي يعتبر من أكثر مناطق البصرة اكتظاظًا بالمواطنين، كما إنه يعد منطقة ملغومة أمنيًا".. مؤكدًا أن "الكثير من الناشطين والمتظاهرين تعرّضوا لحملة استهداف وتشويه سمعة، خاصة بعد حرق القنصلية الإيرانية في البصرة". وأشار إلى أن "عددًا من المتظاهرين تلقى تهديدات من قبل جهات مجهولة، كما قام بعض قادة الميليشيات المسلحة بتهديد الناشطين والمتظاهرين علنًا في وسائل الإعلام".

من جهته دان الرئيس العراقي فؤاد معصوم جريمة اغتيال الناشطة العلي، ووجّه في بيان "السلطات الأمنية بإلقاء القبض العاجل على الجناة، وتقديمهم إلى العدالة، لنيل القصاص العادل على هذه الجريمة".&

يشار إلى أن ميليشيات "بدر"، و"عصائب أهل الحق"، و"الخراساني" المسلحة، والممولة إيرانيًا، بدأت أخيرًا بشن حملة اعتقالات واغتيالات طالت مُنظمي التظاهرات في المحافظة. & &
&