بدأ لاري بيج وسيرغي برين شركتهما غوغل في مرأب قبل عقدين من الزمان. اليوم، قيمة محرك البحث الأشهر 800 مليار دولار. كيف يعيش الغوغليون اليوم؟ ديلي تلغراف تروي التفاصيل.

قبل 20 عامًا، في 4 سبتمبر 1998، تأسّس غوغل. لهذه المناسبة، استعرضت صحيفة ديلي تلغراف مسيرة هذه الشركة العملاقة التي تبلغ قيمتها الآن 800 مليار دولار، قائلة إن رحلة محرك البحث العملاق بدأت في عام 1995. ففي ذلك العام التقى الطالبان لاري بيج وسيرغي برين في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا.

يتذكر البروفيسور تيري وينوغراد، استاذ بيج، أن الطالبين لم يكونا يلهيان أو يتعاطيان المخدرات، بل كان لديهما مشروع، منوهًا بأن الرسم الأول على الصفحة الرئيسية لمحرك البحث كان بمناسبة مهرجان "الرجل المحترق"، لتذكير زوار الموقع بأن الطالبين شرعا في "البحث عن نفسيهما".

من المرأب...

لكن وينوغراد يرى أن بيج وبرين رغم مواهبهما كانا بكل بساطة "في المكان الصحيح في الوقت الصحيح، وحين بدأ مشروع البحث كانت الإنترنت فكرة أكاديمية محضة، وإذا قال أحد انه يستطيع أن يحقق ربحًا من الاعلان عن أحذية على الانترنت فإنه سيكون موضع سخرية".

عمل وينوغراد ضمن فريق التصميم في غوغل، برئاسة ماريسا ماير التي انتقلت لإدارة ياهو لاحقًا، وساعد في تطوير بريد غوغل الالكتروني جي ميل. حينذاك، كان بيج وبرين قد انتقلا من المرأب الذي أسسا فيه غوغل، وتسلما أول صك من مستثمر في مشروعهما.

دعا الاثنان اشخاصًا آخرين للمشاركة في مشروع محرك البحث بينهم جين فيتزباتريك، مديرة قسم خرائط غوغل الآن. بحلول عام 2000، انضم آخرون إلى الفريق. حينذاك بدأت كاليفورنيا تسمع عن الثروة التي تكدسها غوغل من محرك البحث. لكن النجاح جاء بثمن. يتذكر وينوغراد أن الأجواء كانت "حادة" وثقافة العمل "شاقة". كان كوادر الشركة يبدأون في السادسة والنصف صباحًا ويغادرون في الرابعة فجر اليوم التالي.&

وظيفية بحتة

تتعارض ثقافة العمل الشاقة هذه في غوغل مع الانفتاح على كوادر الشركة، الأمر الذي اثار انتقادات ضد الشركة في السابق واتهامها بتقديم حوافز لموظفيها من أجل أن يمضوا ساعات حتى اطول في مكاتبها.

لكن الكثير من الامتيازات والتموينات كانت وظيفية بحتة لأن ماونتين فيو حيث يوجد مقر غوغل منطقة مملة لا يوجد قربها إلا القليل من الخدمات. لذلك، كان من المنطقي توفير وجبات مجانية وغسالات ملابس كهربائية لاستخدامها بلا مقابل.

رأى جيم غلاس، رئيس الطهاة في غوغل، كل شيء من وقوف مؤسسي الشركة برين وبيج في الطابور لتناول وجبة الغداء في مطعم الشركة مع الآخرين، إلى ظهور موظفين يمارسون تمارين البيلاتيس حول المطعم بكرات جلبوها من مكاتبهم. أمضى غلاس سبعة اعوام في هذه الأجواء العائلية قبل أن ينتقل إلى مقر غوغل الاوروبي في دبلن ثم إلى فرعها في لندن.

تنامت مطاعم غوغل من خدمة 80 موظفًا عام 2000 إلى "آلاف مؤلفة" في 200 مطعم ومقهى في 50 بلدًا في انحاء العالم.

قيمة سوقية وإرهاب

يقدر غلاس أن غوغل تستهلك 20 مليون موزة ومليوني كيلوغرام من البرتقال في السنة رافضًا الافصاح عما يُستهلك من الأفوكادو، لكنه اعترف بأن الخضروات تلاقي اقبالا واسعًا من موظفي غوغل.

امتيازات مثل الوجبات المجانية هي التي جعلت مقر غوغل أنموذجًا للشركات التي تأمل بتوظيف موهوبين في العالم أجمع، ومن أسباب وفاء موظفيها وحرصهم على عدم الكشف عما يفعلونه بين جدرانها.

على الرغم من الأرباح التي تحققها غوغل الآن وارتفاع قيمتها السوقية فإنها ربما دخلت أصعب مرحلة في عمرها الذي يمتد 20 عامًا، بحسب ديلي تلغراف مشيرة إلى اندلاع حرب داخل الشركة حول التنوع العرقي للموظفين وانسحاب الشركة من عقد عسكري بعد تمرد أحد الموظفين واتهامها بالتخطيط لدخول الصين، وما يعنيه ذلك من رضوخ لمطالب الدولة بممارسة الرقابة.

اتُهم موقعها لأفلام الفيديو، يوتيوب، بتشجيع الإرهاب والعنف والبلطجة الالكترونية وحتى الرئيس ترمب شن هجومًا على الشركة التكنولوجية العملاقة مهددًا بعواقب تترتب على ما يقول انه انحيازها ضد الجمهوريين.

قوة التكنولوجيا

لكنّ الشخصين الموهوبين اللذين أسسا غوغل التزاما&جانب الصمت عمليًا. في عام 2015، أعادت غوغل هيكلة نفسها بإطلاق شركة ألفابيت القابضة مع تعيين بيج رئيسها التنفيذي وبرين رئيس مجلس الادارة. غوغل الآن جزء من مظلة ألفابيت يديرها سوندار بيتشاي الأميركي من أصل هندي.

رفضت غوغل إرسال أحد مدرائها إلى جلسة استماع عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي بشأن تدخل روسيا في الإنتخابات الرئاسية في عام 2016 بخلاف فايسبوك وتويتر.

أثار تغييب غوغل جدالًا واسعًا. استبعد وينوغراد أن تستجيب غوغل قريبًا لمطالب مجلس الشيوخ، قائلًا إن منطقة سيليكون فالي، مركز الشركات التقنية الكبرى، "تعتقد أن القوة تكمن في التكنولوجيا، وإذا قلتَ ماذا عن الأشخاص الذين يُنتخبون يُقال لك انهم حفنة من الأتباع في واشنطن بلا أي قوة حقيقية".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "ديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.telegraph.co.uk/technology/2018/09/27/googles-20th-birthday-two-tech-nerds-changed-internet-people